بعد الربط بين مسلسل«لام شمسية» وقضية ياسين.. مريم نعوم توجه رسالة حاسمة
وجهت السيناريست والكاتبة مريم نعوم، رسالة مباشرة إلى وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، دعت خلالها إلى التوقف عن ربط مسلسل «لام شمسية» الذي كتبته، بالقضية المتداولة حاليًا المعروفة إعلاميًا باسم «قضية الطفل ياسين»، مؤكدة أن الربط بين العمل الفني وواقعة الطفل لا يخدم أي طرف، بل يُضر بالصحة النفسية للأطفال المعنيين بالقضية.
جاء ذلك في منشور رسمي نشرته مريم نعوم عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عقب تزايد الحديث عن التشابه بين قصة مسلسل «لام شمسية» وقضية الطفل ياسين التي أثارت جدلًا واسعًا على مدار الأيام الماضية.
وقالت مريم نعوم في منشورها:«بناءً على أكتر من ملاحظة من أشخاص متفرقين.. أرجو إن الصحافة والمواقع والصفحات والمهتمين يراعوا حاجتين في اللي بيحصل في قضية ياسين: أولاً، الحفاظ على خصوصية ياسين وعدم نشر صوره حفاظًا على سلامه النفسي. وثانيًا، عدم نشر صور الطفل علي البيلي بجوار صور أشخاص متورطين في القضية، أيضًا حفاظًا على سلامه النفسي».
وتابعت الكاتبة: «مش عايزين في طريقنا لحل المشاكل ندوس على أولادنا.. والصحافة لازم لازم لازم يبقى عندها كود أخلاقي تلتزم بيه في التعامل مع النوع ده من القضايا، عشان الأهالي يقدروا يجري ورا حق ولادهم وبناتهم.. ده مش وقت ترندات خالص».
دعوة إلى المهنية وضبط الخطاب الإعلامي
تعكس كلمات مريم نعوم قلقًا بالغًا من الطريقة التي تُتناول بها قضايا التحرش بالأطفال في الإعلام، خاصة عندما يتم تداوُل صور الضحايا أو تصويرهم بجوار صور المتهمين، وهو ما قد يُفاقم الأذى النفسي لهم، ويُعقّد سعي الأهل نحو العدالة.
وتُشير هذه الرسالة إلى أهمية وجود ميثاق أخلاقي صارم لدى الصحفيين والمحررين ومشرفي المحتوى على المنصات الرقمية، خاصة في القضايا التي تمس الأطفال وكرامتهم وحقوقهم الأساسية في الخصوصية والرعاية.
مسلسل «لام شمسية» في دائرة الجدل
مسلسل «لام شمسية»، الذي عُرض خلال موسم درامي حديث، تدور أحداثه في إطار اجتماعي نفسي، حيث تُجسد الفنانة أمينة خليل دور معلمة تُحاول كشف سلسلة من حوادث التحرش بالأطفال داخل إحدى المدارس، وتسعى إلى حماية التلاميذ وفضح الجناة رغم المخاطر والضغوط العائلية والمجتمعية.
وقد ربط بعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين أحداث المسلسل وما يحدث حاليًا في قضية الطفل ياسين، الأمر الذي دفع مريم نعوم إلى توضيح الموقف ووضع حد لهذا الربط، الذي وصفته بأنه غير مهني ويؤثر سلبًا على الضحايا الحقيقيين.
المسلسل من تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي، ويشارك في بطولته كوكبة من النجوم، من بينهم أمينة خليل، أحمد السعدني، يسرا اللوزي، محمد شاهين، صفاء الطوخي، وثراء جبيل، وياسمينا العبد.
إشادة بالمنتج ودعوة للاحتفاء بالنجاح الفني
في منشور آخر سابق، كانت مريم نعوم قد وجهت رسالة شكر إلى المنتج محمد السعدي، على تمسكه بالمشروع رغم الصعوبات التي واجهها، وكتبت: «شكر خاص للمنتج محمد السعدي.. شكرًا إنك فضلت متمسك بالمشروع كل السنين دي بالرغم من الصعوبات والتحديات أحيانًا واختلاف وجهات النظر في أحيان أخرى.. مبروك عليك وعلى ميديا هب.. الكرو يطالب برحلة للنقاهة على حساب الإنتاج».
هذه الرسالة تعكس الأجواء الإيجابية داخل فريق العمل، والجهود الجماعية التي بُذلت للخروج بالمسلسل إلى النور في صورة درامية تتناول موضوعًا حساسًا وشائكًا.
«لام شمسية» يسلط الضوء على البيدوفيليا
يُعد مسلسل «لام شمسية» من الأعمال القليلة التي تناولت مرض «البيدوفيليا» أو التحرش بالأطفال بشكل مباشر، ضمن قالب درامي يوازن بين الجانب التوعوي والجانب الفني، ما أكسبه اهتمامًا واسعًا من المشاهدين، ونال إشادة نقدية كبيرة بعد عرضه.
وتتمحور أحداث العمل حول معلمة تُلاحظ علامات غير طبيعية على تلاميذها، وتبدأ في تتبع ما يحدث، لتكتشف أن هناك شبكة تحرش ممنهجة داخل المدرسة، وتحاول فضحها رغم محاولات إسكاتها وتشويهها، ما يُضفي على العمل طابعًا تشويقيًا وتربويًا في آن.
مسؤولية جماعية
رسالة مريم نعوم ليست مجرد تنبيه عابر، بل دعوة مفتوحة لمراجعة السلوك الإعلامي تجاه قضايا الأطفال، ووضع حد للانتهاكات المتكررة في تغطيات من المفترض أن تُناصر الضحايا لا أن تزيد معاناتهم. وهي تذكير بأن «التريند» يجب ألا يكون على حساب إنسانية الآخرين، خصوصًا حين يكونون في عمر الطفولة.
