بدء فرز أصوات انتخابات نقابة الصحفيين تحت إشراف قضائي كامل

بدأت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، مساء الجمعة، عملية فرز أصوات الناخبين لاختيار نقيب جديد و6 أعضاء لمجلس النقابة، وسط إجراءات تنظيمية مشددة، وإشراف قضائي كامل من قضاة مجلس الدولة، وحضور مندوبي المرشحين ووسائل الإعلام المختلفة، في مشهد ديمقراطي يعكس حيوية الوسط الصحفي المصري.
وجاءت بداية عملية الفرز عقب إغلاق باب التصويت في تمام الساعة الثامنة مساءً، بعد مد فترة التصويت لمدة ساعة إضافية، نظرًا للإقبال الكثيف من أعضاء الجمعية العمومية، الذين توافدوا على مقر النقابة منذ الساعات الأولى من الصباح، للمشاركة في هذا الاستحقاق النقابي المهم.
طوابير من الصحفيين أمام النقابة
وشهد مقر النقابة، الكائن بشارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة، طوابير ممتدة من الصحفيين منذ فتح أبواب التسجيل في تمام العاشرة صباحًا، حيث حرص أعضاء الجمعية العمومية المقيدون في جدول المشتغلين على الحضور مبكرًا، لتسجيل أسمائهم والمشاركة في التصويت، وسط أجواء اتسمت بالحماس والنقاشات المهنية والسياسية التي تعكس تنوع المشهد الصحفي.
وكان مجلس نقابة الصحفيين قد دعا، وفقًا لقانون النقابة رقم 76 لسنة 1970، الصحفيين لاجتماع الجمعية العمومية العادي الخامس، والذي انعقد صباح اليوم الجمعة الموافق 2 مايو 2025، حيث جرت عملية التسجيل منذ العاشرة صباحًا، تمهيدًا لانطلاق الانتخابات التي كانت قد تأجلت أربع مرات سابقة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.

منافسة على مقعد النقيب و6 من أعضاء المجلس
وتدور المنافسة هذه المرة على مقعد نقيب الصحفيين، بالإضافة إلى 6 مقاعد في عضوية المجلس، وسط ترقب واسع من أبناء المهنة الذين يضعون آمالًا كبيرة على المجلس الجديد في تحسين الأوضاع المهنية والمعيشية، وتفعيل الدور النقابي في الدفاع عن الحقوق وتطوير بيئة العمل الصحفي.
ورغم تعدد المرشحين، فإن الأنظار تتركز على عدد محدود من الأسماء التي تحظى بثقل كبير داخل الأوساط الصحفية، سواء على مستوى الخبرة أو التأثير في المشهد العام، فيما كانت المعركة على مقاعد المجلس أكثر تنوعًا، حيث شهدت مشاركة وجوه جديدة إلى جانب عدد من أعضاء المجلس السابقين.
مناقشات الجمعية العمومية.. فلسطين والأوضاع المعيشية في الصدارة
ولم تقتصر فعاليات اليوم على التصويت فقط، إذ ناقشت الجمعية العمومية عددًا من القضايا والمقترحات، التي تنوعت ما بين المهنية والمعيشية، حيث كان على رأس التوصيات المطروحة مسألة تحسين بدل التكنولوجيا، وزيادة الدعم المقدم للصحفيين في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
كما شهدت الجمعية لحظات مؤثرة، خلال الوقوف دقيقة حداد على أرواح 202 صحفي فلسطيني استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إلى جانب عدد من الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية مهامهم.
وصدر بيان عن الجمعية يؤكد على الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، ورفض النقابة لأي محاولات تهجير قسري أو مخططات تهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وأكد البيان أيضًا على التمسك بالموقف المصري الرسمي الداعم للحقوق الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة استمرار الصحفيين المصريين في أداء دورهم المهني في نقل الحقائق وكشف الانتهاكات، باعتبار الصحافة خط الدفاع الأول عن القضايا العادلة.

إشراف قضائي وتأمين محكم
وقد جرت الانتخابات وسط إشراف قضائي كامل من قضاة مجلس الدولة، لضمان النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية، حيث تم تخصيص لجان لفرز الأصوات بحضور المرشحين أو مندوبيهم، بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة، التي قامت بتغطية الحدث لحظة بلحظة.
كما تم تأمين محيط النقابة من قِبل قوات الشرطة، لضمان انسيابية الحركة وتنظيم دخول الصحفيين، فيما تولت اللجنة المشرفة مهام التنظيم داخل مقر النقابة، وتقديم التيسيرات اللازمة لضمان مشاركة فعالة وسلسة.
انتظار النتائج وحالة من الترقب
ومع انطلاق عملية الفرز، يعيش الوسط الصحفي المصري حالة من الترقب، في انتظار الإعلان الرسمي عن الفائز بمقعد النقيب، والأعضاء الجدد بمجلس النقابة، وسط آمال بأن يحمل المجلس الجديد تطورات حقيقية تلبي طموحات أبناء المهنة الذين عبّروا، من خلال إقبالهم اليوم، عن رغبتهم في التغيير والإصلاح والدفاع عن الحريات الصحفية.
ومن المتوقع أن تُعلن النتائج خلال الساعات المقبلة، بعد الانتهاء من فرز جميع الصناديق، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل النقابي الذي يتطلب تضافر الجهود من أجل مستقبل أفضل للصحافة المصرية.