انتخابات بنكهة المقاومة.. البلشي يتوج نقيبًا لـ«الصحفيين» للمرة الثانية

في ليلة انتخابية حافلة شهدت حضورًا كثيفًا من جموع الصحفيين، أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين، بعد حصوله على 3346 صوتًا، متفوقًا على أبرز منافسيه الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة الذي حصل على 2562 صوتًا.
وأتى إعلان النتيجة وسط أجواء من الترقب والانتظار داخل أروقة النقابة، بعد يوم انتخابي طويل بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، حيث توافد الآلاف من الصحفيين للمشاركة في رسم مستقبل مهنتهم، وسط تنظيم دقيق وإشراف قضائي كامل من قضاة مجلس الدولة.
الإعلان الرسمي.. البلشي نقيبًا للمرة الثانية
وقال جمال عبدالرحيم، رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، إن عملية الفرز بدأت بصناديق الاقتراع الخاصة بمنصب النقيب، وتم إعلان نتيجتها أولًا قبل بدء فرز صناديق عضوية المجلس، مؤكدًا أن عملية الفرز تمت بشفافية كاملة بحضور المرشحين ومندوبيهم وممثلي وسائل الإعلام المعتمدة من اللجنة.
وأوضح عبدالرحيم أن اللجنة قررت مد فترة التصويت حتى الثامنة مساءً بدلًا من السابعة، نظرًا للإقبال الكبير من أعضاء الجمعية العمومية، الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم حتى اللحظات الأخيرة.
يوم انتخابي هادئ رغم السخونة في التنافس
وشهدت انتخابات النقابة منافسة حادة على مقعد النقيب بين 8 مرشحين، أبرزهم النقيب الحالي خالد البلشي، والنقيب الأسبق عبدالمحسن سلامة، وذلك في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة خلال السنوات الأخيرة.
كما تنافس 43 مرشحًا على 6 مقاعد بمجلس النقابة، ما جعل المشهد الانتخابي أكثر زخمًا وتنوعًا في الطروحات والبرامج، وسط وعود من مختلف المرشحين بتحسين الأوضاع المعيشية والمهنية للصحفيين والدفاع عن حرياتهم في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المهنة.
ورغم حدة المنافسة، أكد رئيس اللجنة المشرفة أن العملية الانتخابية سارت بشكل طبيعي دون حدوث أي خروقات أو عراقيل تؤثر على سيرها، مشيدًا بانضباط الحضور والتزام جميع الأطراف بالإجراءات التنظيمية.
توصيات هامة من الجمعية العمومية
وفي موازاة العملية الانتخابية، ناقشت الجمعية العمومية عدداً من التوصيات المهمة، التي تعكس أولويات الصحفيين في المرحلة المقبلة.
وشملت أبرز التوصيات مطالب بتحسين الأوضاع المعيشية والمهنية للصحفيين، وإعادة النظر في منظومة البدلات، لا سيما «البدل التكنولوجي»، باعتباره أحد الحقوق المستحقة للعاملين بالمهنة في ظل تطور أدوات العمل الإعلامي.
كما تضمنت التوصيات دعوة لإقرار لائحة موحدة للأجور داخل المؤسسات الصحفية المعترف بها من النقابة، بما يضمن الحد الأدنى العادل للأجور، إلى جانب إلزام المؤسسات بعدم فصل الصحفيين تعسفيًا، وضرورة محاسبة رؤساء التحرير والإدارات المخالفة.
بيان قوي لدعم فلسطين ودقيقة حداد على الشهداء
واستأثرت القضية الفلسطينية باهتمام بالغ من أعضاء الجمعية العمومية، حيث أصدر الحضور بيانًا قويًا أعلنوا فيه دعمهم الكامل للموقف الرسمي المصري الرافض لسياسات التهجير التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مؤكدين رفضهم لأي مخططات تهدف إلى تفريغ الأراضي المحتلة من سكانها الأصليين.
ووقف الحضور دقيقة حداد على أرواح 202 صحفي فلسطيني استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة من قلب الميدان.
وشدد البيان على أن النقابة، باعتبارها مظلة لحاملي راية الكلمة الحرة، لن تتخلى عن مسؤوليتها القومية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية، داعية إلى تقديم الدعم بكافة صوره لأهالي القطاع والصحفيين العاملين فيه.
إشراف قضائي كامل وثقة في النتائج
وقد جرت الانتخابات تحت إشراف قضائي كامل من قضاة مجلس الدولة، في تأكيد واضح على نزاهة العملية وشفافيتها، وهو ما لاقى إشادة واسعة من المرشحين والحضور على حد سواء.
وأكد المراقبون أن هذه الانتخابات تمثل لحظة فارقة في تاريخ النقابة، ليس فقط على صعيد اختيار القيادة، بل أيضًا في ظل ما حملته من رسائل تضامن مع قضايا الأمة، وحرص على إصلاح الواقع الصحفي وتحقيق العدالة المهنية.
ومع فوز خالد البلشي، تُفتح صفحة جديدة من العمل النقابي، يترقب خلالها الصحفيون خطوات حقيقية نحو تحسين أوضاعهم، والدفاع عن حقوقهم، وإعلاء صوت الحرية والاستقلالية في ممارسة العمل الصحفي، رغم كل التحديات.