تحت إشراف قضائي كامل.. انتخابات الصحفيين تنتج مجلسًا متوازنًا بين الخبرة والشباب

أنهت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين أعمال فرز الأصوات مساء الجمعة 2 مايو 2025، لتعلن رسميًا فوز 6 أعضاء بمقاعد عضوية مجلس النقابة، بالتزامن مع فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين لفترة ثانية على التوالي.

وجاء إعلان النتائج بعد ساعات من عمليات التصويت والفرز، التي شهدت مشاركة واسعة من أعضاء الجمعية العمومية، وسط أجواء اتسمت بالحيوية والمنافسة الديمقراطية القوية.

نتائج انتخابات عضوية المجلس

وأعلنت اللجنة أن النتائج النهائية أسفرت عن فوز ثلاثة مرشحين عن فئة «فوق السن»، وثلاثة عن فئة «تحت السن»، حيث جاءت أسماء الفائزين وعدد الأصوات التي حصلوا عليها على النحو التالي:

الفائزون فوق السن

محمد شبانة: 2534 صوتًا

حسين الزناتي: 2376 صوتًا

محمد سعد عبدالحفيظ: 2267 صوتًا

الفائزون تحت السن

أيمن عبدالمجيد: 2434 صوتًا

محمد السيد الشاذلي: 2348 صوتًا

إيمان عوف: 1764 صوتًا

وبذلك يكتمل التشكيل الجديد لمجلس نقابة الصحفيين الذي يضم 12 عضوًا، إلى جانب النقيب المنتخب خالد البلشي.

مشاركة واسعة ومنافسة محتدمة

وشهدت الانتخابات منافسة قوية بين 51 مرشحًا تنافسوا على 6 مقاعد، بواقع 25 مرشحًا لفوق السن، و26 مرشحًا لتحت السن، وجاءت المنافسة هذا العام حامية الوطيس، في ظل تزايد اهتمام الصحفيين بالمشاركة واختيار ممثليهم داخل المجلس في ظل التحديات التي تواجه المهنة.

وتوافد أعضاء الجمعية العمومية منذ الصباح الباكر يوم الجمعة للإدلاء بأصواتهم داخل مقر النقابة بوسط القاهرة، وسط أجواء تنظيمية جيدة، وانتشار أمني مكثف لتأمين العملية الانتخابية وضمان سيرها بسلاسة.

إشراف قضائي ومراقبة شفافة

وجرت عملية الفرز داخل مقر النقابة العامة تحت إشراف قضائي كامل، بحضور مندوبي المرشحين وعدد من الصحفيين والمراقبين، وسط إجراءات دقيقة لضمان الشفافية والنزاهة الكاملة.

وأكد أعضاء اللجنة المشرفة أن العملية تمت في أجواء من الاحترام والانضباط، دون تسجيل مخالفات جسيمة، ما يعكس نضج التجربة الديمقراطية داخل النقابة وحرص الصحفيين على الممارسة النقابية الواعية.

خالد البلشي نقيبًا للمرة الثانية

وكان الكاتب الصحفي خالد البلشي قد حسم مقعد النقيب من الجولة الأولى، متفوقًا على منافسيه في الانتخابات، ليحتفظ بمنصبه للمرة الثانية على التوالي، وهو ما يعكس ثقة قطاع كبير من الصحفيين في سياساته وتوجهاته النقابية.

وجاءت إعادة انتخاب البلشي في وقت حساس تشهده مهنة الصحافة، سواء من حيث الأوضاع الاقتصادية التي تمس أوضاع الصحفيين المعيشية، أو التحديات المرتبطة بحرية الرأي والتعبير وتنظيم المهنة.

تصريحات بعد إعلان النتائج

وفي تصريحات عقب إعلان النتائج، أعرب عدد من الفائزين بعضوية المجلس عن شكرهم لزملائهم في الجمعية العمومية، مؤكدين التزامهم بخدمة الصحفيين والدفاع عن حقوقهم، والعمل على ملفات مهمة في مقدمتها الأجور والتدريب والتشريعات الصحفية.

وقال محمد شبانة، الفائز بأعلى الأصوات فوق السن، إن المجلس الجديد مطالب بمسؤوليات كبيرة في ظل الظروف الحالية، مشيرًا إلى ضرورة توحيد الصفوف والعمل بروح جماعية من أجل الارتقاء بمهنة الصحافة.

من جانبها، أكدت إيمان عوف، الفائزة تحت السن، أن فوزها يعكس رغبة الصحفيين في التغيير والتمثيل المتوازن داخل المجلس، مشيرة إلى أهمية التركيز على أوضاع الصحفيات وتوفير بيئة مهنية آمنة وعادلة.

مستقبل النقابة وتحديات المرحلة

يرى مراقبون أن تشكيلة المجلس الجديدة تمثل مزيجًا بين الخبرات والتجديد، ما قد يسهم في التعامل بشكل مرن مع التحديات المتعددة، لا سيما في ملف تحسين أوضاع الصحفيين الاقتصادية، وتعزيز حرية الصحافة، وإعادة فتح ملفات تشريعية مؤجلة، أبرزها قانون النقابة، والتعيينات، وتأمين الصحفيين.

وتأتي هذه الدورة النقابية في ظل تصاعد الأزمات التي تواجه المؤسسات الصحفية، سواء من حيث التمويل أو تراجع التوزيع أو صعوبة التكيّف مع التحولات الرقمية، وهو ما يضع على عاتق النقيب والمجلس المنتخب مهمة جسيمة في وضع حلول واقعية قابلة للتنفيذ.

بهذا الحدث، تطوي نقابة الصحفيين صفحة انتخابية جديدة، وتفتح صفحة من العمل النقابي الذي ينتظره الصحفيون بشغف، على أمل أن ينجح المجلس الجديد في تقديم نموذج نقابي يليق بتاريخ النقابة ومكانة المهنة في مصر.