الفنانة التشكيلية سناء هيشري في حوار خاص بجريدة القارئ نيوز
حوار - رانيا أبو خديجة
حظيت جريدة "القارئ نيوز" بإجراء حوار صحفي مع الفنانة التشكيلية التونسية "سناء هيشري" للحديث عن مشوارها الإبداعي وأعمالها المقبلة، وجرى الحوار على النحو التالي:
/ في بداية حواري مع حضرتك نعرف القارئ من هي "سناء هيشري"؟
سناء هيشري فنانة تشكيلية باحثة وأستاذة فنون جميلة، بلجيكيّة من أصول تونسيّة، اخترتُ طريق الإبداع مُنذ طُفولتي، فكان قدري بمشيئة الله التحاقي بالأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسال وبدأ مشواري الفني التشكيلي ينمو شيئاً فشيئاً والحمد لله، وإنّي أرى أشياء تختلف عمّا يراه الآخرون من الفنانين.
وعدم امتثالي لمعايير مُعيّنة دفع البعض إلي القول بأنّي غامضة و غريبة، أي نعم أقول لهم إنّ غُموضي وغرابتي هي مصدر تميّزي وقوّتي ومنبع إبداعي ومفتاح باب عالمي الفني، لا أُحبّ التكرار و لا أُحبّ الملل والرّوتين الذي يُصيب حياة الفنّانين.
/ لماذا اخترتي المرأة تحديداً لتعبري عنها بلوحاتك؟
اخترت مشروعاً فنيًا للوحاتي واتخذت اتجاه نحو مسار في غاية الأهمّيّة ألا وهي المرأة، رسمتُ مجموعة من اللوحات التشكيليّة التي تُنصف حوّاء في عالم الواقع الذي يظلمها، وأبعث برسالات مختلفة من الأمل والقوّة و الإرادة بالألوان والتشكيل لتتلألأ صور نساء عربيات حكمن دول.
/ ماهي الأجواء التي تساعدك على انطلاق إبداعك وإبحار خيالك الفني، وهل لإبداعك أوقات معينة؟
بالتأكيد يحتاج الإبداع في الرسم إلي أجواء خاصة لأتمكن من الغوص في النفس وتوليد الأفكار، فوجدتُ نفسي أُفضل الرسم بعد المشي على البحر، واستنشاق الهواء الصافي في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، وبعد الدعاء والتضرّع لله سبحانه، فهو المبدع الذي يلهمنا ويُعلّمنا، كما أنني أحتاج للعزلة عن العالم والناس والهروب إلى مرسمي الذي يساعدني علي الصفاء الذهني ويُغذّي أفكاري الإبداعيّة.
/ في رأي "سناء هيشري" هل الحالة الفنية تعتمد على الدراسة الأكاديمية أكثر أم الموهبة الإلهية؟
الحالة الفنية التشكيلية لا تقتصر علي الشهادات والتعليم في الجامعات أو التخرج من مدارس معتمدة من الدولة، حسب تجربتي الخاصة أكثر من عقدين ماشاء الله، التجارب الفنية والاكتشافات والخروج من التقليدي ضروري للنموّ و التطور كما أن التحلي بالجرأة من أهم مواصفات الفنان الناجح.
/ ما رأيك في تقدير العالم العربي للحركة الفنية بشكل عام والتشكيليه بوجه خاص؟
الحركة الفنية في العالم العربي مهمّشة جداً ولم تأخذ بعد مكانها الذي يليق بها مثل السينما والمسرح وغيرها من الفنون فلماذا لا يوجد مهرجان للفنون الجميلة كما هو الحال للمهرجانات السينمائية، الفنون الجميلة من أرقى الفنون ولا بدّ إعطائها المكانة التي تستحقها لتعزيز حضور الثقافة العربية و الهوية.
/ هل يوجد خيال للوحة بذهنك ولكن ألوانك لم تعينك على ترجمتها؟ وماهي؟
لا شئ يُضاهي تجسيد الخيال حسب رأيي الشخصي، فغياب الخيال يعدم حضور الإبداع، في الحقيقة أنا لا أرسم شئ خيالي غير موجود بل استلهم من عقلي لأُبدع شئ جديد، خاصَ، ومُبتكر.
/ ماهي طموحات "سناء هيشري" القادمة؟
أُركّز كثيراً علي طُرق الرسم والتشكيل واكتشاف تقنيات جديدة والنموّ والمزيد من التطوّر بدلاً من التركيز علي طموحاتي و أهدافي، وأن أُصبح أفضل ومُتميّزة وفريدة في مجالي الفنّي؛ سيؤدّي ذلك في النهاية إلى تحقيق طموحاتي وأهدافي والوصول الي نتائج مبهرة في المستقبل إن شاء الله.
/ في زياراتك للمعارض المختلفة ورؤيتك للعديد من اللوحات ما أكثر شيء يلفت انتباهك ويبهر "سناء هيشري" ؟
في العالم الفني التشكيلي في أوروبا أرى تقدّم كبير ومُميّز، من ابتكارات وإبداع، فهي بحر من الفنون و الألوان واللوحات التي تدهش الرائي، لكني في الحقيقة لستُ مواكبة كثيراً للمعارض في الوطن العربي لقلّتها وعدم حضور ابتكارات جديدة، ولكن في الإمارات أنها دولة تمتلك مراكز عديدة لاستضافة المعارض و الفعاليات الفنية علي مدار العام.
/ حدثيني عن أحب لوحاتك إلي قلبك ومن أين جائتك فكرتها؟
أحب لوحة لديّ والتي عُرضت سنة 2022 في دبي، وأخذت صدى كبير "حنين والنضال من أجل الكرامة" أما عن فكرتها فكنت دائماً مواظبة على التّجوّل في بارك إيغمونت، وهي من أحب الحدائق لقلبي، وتعرّفت على فتاة إسمها حنين و ما أجْمل ذلك الاسم الذي اتّخذته عنوان للوحتي، وأخبرتني أنها مدنيّة سوريّة دفعت ثمن هذه الحرب، و أُجْبرت على النّزوح من منزلها بسبب التشريد و القتال و الدمار ،سُرقت شركتها و منزلها و كلّ ما لديها، أدهشتني بشخصيّتها القوية بالرّغم من صغر سنها 37 عاما و رؤيتها للحياة بحكمة تُلهمنا لرسالة الإصرار والعزيمة و الهمّة.
/ بأي عين ترين جمهورك ومن أي فئة أكثرهم؟
جمهوري والمهتمين بفنّي هم من أرقى فئة في المجتمع وهم من الفئة المثقفة والواعية بأن الفنون التشكيلية تُساهم في تطوّر وازدهار ورقي الشعوب.
/ ماذا لو علق أحد تعليق سلبي على عمل لكِ كيف تكون ردة فعلك؟
لكل شخص ثقافته ونظرته وذوقه وقرائته الخاصة للوحة الفنية، وعندما أرسم لوحاتي لا انتظر إعجاب الناس لكي لا أراهن مُتْعتي الشخصّية بذوق الآخرين، وأحترم كل شخص بذوقه و رؤيته لفنّي.