«حماس» تعلن إطلاق الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر ضمن خطوات التهدئة

في تطور لافت على صعيد جهود التهدئة في قطاع غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أنها ستطلق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك ضمن ما وصفته بخطوات تهدف إلى «وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية» إلى القطاع المحاصر منذ سنوات.

بيان رسمي من الحركة

وجاء الإعلان عبر بيان رسمي صادر عن خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ورئيس وفدها المفاوض في مباحثات التهدئة، حيث قال: «في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، حيث أبدت الحركة إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة».

وأضاف الحية أن هذا الموقف يأتي من حرص الحركة على توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني، وتخفيف المعاناة عن المدنيين، وفتح الباب أمام مفاوضات جادة يمكن أن تقود إلى وقف شامل للحرب المتواصلة منذ أكتوبر الماضي.

تأكيد الاستعداد لمفاوضات شاملة

وفي تأكيد واضح على رغبة «حماس» في التوصل إلى اتفاق أوسع، أشار البيان إلى استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل:

• وقف إطلاق النار.
• تبادل الأسرى بشكل متفق عليه.
• إدارة قطاع غزة من جهة مهنية مستقلة.
• تأمين استقرار طويل الأمد.
• البدء في الإعمار وإنهاء الحصار.

وشددت الحركة على ضرورة أن تكون أي حلول شاملة ومستدامة، وليس مجرد تهدئة مؤقتة، بما يضمن استمرار الهدوء لسنوات طويلة، على أن تشمل خطة إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.

تقدير لدور الوسطاء

وفي ختام البيان، أعربت الحركة عن تقديرها الكبير للجهود التي تبذلها الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها كل من:

• دولة قطر
• جمهورية مصر العربية
• تركيا

ووجهت «حماس» الشكر للدول الثلاث على ما وصفته بـ«الجهود الحثيثة والدؤوبة» خلال الأشهر الماضية من أجل نزع فتيل الأزمة والوصول إلى حلول تحقن الدماء.

تحرك أمريكي موازٍ

تزامن إعلان «حماس» مع تحركات أمريكية متسارعة لدفع جهود التهدئة، حيث جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال زيارته للمنطقة، التزامه بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكداً أن واشنطن تدعم التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الحرب ويُعيد الاستقرار للمنطقة.

وكان المبعوث الأمريكي إلى إسرائيل، ستيف ويتكوف، قد أعلن الجمعة أن آلية أمريكية جديدة لدعم إيصال المساعدات إلى غزة ستدخل حيز التنفيذ قريبًا، في خطوة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن السكان وضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية.

محادثات مكثفة خلف الكواليس

وفي سياق متصل، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر مطلعة أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يجري محادثات متقدمة مع أطراف عدة، من بينها:

• إسرائيل
• قطر
• مصر
• حركة حماس

وتتعلق هذه المحادثات، وفق الموقع، بـ«صفقة محتملة لتبادل الأسرى» إلى جانب مساعٍ للتوصل إلى سلام أوسع نطاقًا في المنطقة، من شأنه أن يشمل حلولا مستدامة للمسائل العالقة وعلى رأسها ملف الحصار وإعادة الإعمار.

إسرائيل تراقب وتلوح بالتصعيد

وفي الجانب الإسرائيلي، ذكرت القناة 12 العبرية أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير مفاوضات تبادل الأسرى، خصوصًا مع زيارة الرئيس ترامب الجارية، والتي من المتوقع أن تُحدث تغييرات في موقف حماس، بحسب القناة.

ونقلت القناة عن مصادر سياسية قولها:«إذا تغير موقف حماس خلال زيارة ترامب أو بعدها مباشرة، فقد نشهد انفراجة في ملف التهدئة وصفقة التبادل».

لكن في المقابل، لم تغفل إسرائيل عن التلويح بالخيار العسكري، حيث هددت بتوسيع عملياتها البرية داخل قطاع غزة، في حال غادرت الوفود الأمريكية دون تحقيق تقدم ملموس، في محاولة جديدة لفرض معادلات ميدانية أكثر ضغطًا على حماس ودفعها لتقديم تنازلات في المفاوضات الجارية.