«صاروخ اليمن» يفزع إسرائيل.. صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وتعليق الرحلات

شهدت إسرائيل مساء اليوم حالة من الذعر الواسع، إثر رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخ باليستي من الأراضي اليمنية باتجاه العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق رئيسية بينها القدس وتل أبيب الكبرى ومنطقة المركز، وسط حالة من التأهب القصوى.
اعتراض ناجح للصاروخ
وفي بيان مقتضب، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض الصاروخ الباليستي قبل أن يتمكن من اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، دون أن يُسفر الحادث عن أضرار مباشرة.
وقال البيان: «تم رصد إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية، وتعاملت أنظمتنا الدفاعية مع التهديد بنجاح».
شلل في مطار بن غوريون وحالة هلع جماعية
تسبب الحادث في توقف حركة الطيران بشكل مؤقت داخل مطار بن غوريون الدولي، حيث أشارت وسائل إعلام عبرية إلى تعليق عمليات الإقلاع والهبوط احترازيا، وسط حالة من الارتباك في أوساط المسافرين.
كما أفادت مصادر طبية تابعة لهيئة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داوود الحمراء» بأن فرقها تعاملت مع عدد من حالات الهلع والإصابات الطفيفة، الناتجة عن التدافع باتجاه الملاجئ والمخابئ المحصنة، وذلك عقب دوي صفارات الإنذار التي انطلقت في مناطق واسعة من إسرائيل.
ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ
وتداولت وسائل إعلام محلية مشاهد تظهر نزول ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ في تل أبيب ومحيطها، في واحدة من أوسع عمليات الاحتماء منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
وأشارت التقارير إلى أن السكان فوجئوا بصوت الإنذارات الذي استمر لعدة دقائق دون سابق إنذار، ما أحدث حالة من الفوضى في الشوارع والمراكز التجارية.
تصريحات غاضبة من ليبرمان.. «الردع احترق»
وفي أول تعليق سياسي على الحادث، هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان حكومة بنيامين نتنياهو، معتبراً أن ما جرى «دليل جديد على فشل القيادة الحالية».
وقال ليبرمان في بيان: «هذه الحكومة أحرقت الردع الإسرائيلي، وهي غير قادرة على إعادة الأمن للمواطنين، نحن نواجه تهديدات تتسع جغرافياً ولم نعد نسيطر حتى على الأجواء».
خلفيات التصعيد
يُذكر أن جماعة «أنصار الله» «الحوثيون» في اليمن أعلنت منذ اندلاع الحرب على غزة، انخراطها في معركة «نصرة الشعب الفلسطيني»، وسبق لها أن أطلقت صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، معظمها تم اعتراضها خارج الحدود.
إلا أن إطلاق صاروخ اليوم يشكل تطوراً خطيراً من حيث مدى التهديد، بعد وصوله إلى أجواء تل أبيب، في سابقة تُنذر بتوسيع دائرة الحرب.
ترقب وتحذيرات
من جانبها، طالبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية المواطنين بالبقاء قرب المناطق المحصنة، وعدم التهاون مع التعليمات الأمنية، تحسباً لاحتمال تجدد القصف، كما أعلنت حالة التأهب القصوى في منظومات الدفاع الجوي في أنحاء إسرائيل.
وتبقى الأنظار متجهة إلى رد فعل الحكومة الإسرائيلية، وسط مطالب من أطراف داخل الائتلاف الحاكم برد قاسٍ على ما وصفوه بـ«تجرؤ إيران وأذرعها» على ضرب العمق الإسرائيلي من جبهات متعددة.
تطورات متلاحقة
وحتى إعداد هذا التقرير، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها الرسمية عن إطلاق الصاروخ، فيما تعكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على تحليل مسار الصاروخ وتحديد طبيعته ومصدره بدقة، وتشير التقديرات الأولية إلى أنه من طراز بعيد المدى.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة أمنية طارئة خلال الساعات المقبلة، بمشاركة قادة الجيش والموساد والشاباك، لتقييم الوضع واتخاذ ما يلزم من إجراءات عسكرية وسياسية.
القلق من قدرة الحوثيين على تطوير ترسانة صاروخية
وفي السياق ذاته، عبرت أوساط أمنية إسرائيلية عن قلقها من قدرة الحوثيين على تطوير ترسانة صاروخية بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، معتبرة أن الحادث يمثل «نقطة تحول» في التهديدات الإقليمية.
وأكدت مصادر عسكرية أن الصاروخ الذي أُطلق يحمل مواصفات باليستية متقدمة ويشير إلى دعم خارجي واضح، يُرجّح أنه إيراني.
من جانبها، دعت المعارضة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في استراتيجية الحكومة تجاه إيران ومحورها، مؤكدين أن التراخي السياسي والعسكري ساهم في توسيع رقعة التهديد.
كما طالبت شخصيات أمنية سابقة بتوسيع الرد الإسرائيلي ليشمل مصادر إطلاق الصواريخ خارج حدود غزة.