الثلاثاء 03 يونيو 2025 الموافق 07 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صواريخ من اليمن تطرق أبواب إسرائيل.. وصفارات الإنذار تعم 237 منطقة

القارئ نيوز

شهدت إسرائيل، اليوم الأحد، حالة من الاستنفار الأمني الواسع، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي تم إطلاقه من الأراضي اليمنية، في حادثة تسببت في انطلاق صافرات الإنذار في عدد غير مسبوق من المناطق، ودفعت السلطات إلى إغلاق مطار «بن جوريون» الدولي كإجراء احترازي.

الجيش الإسرائيلي.. اعتراض صاروخ باليستي من اليمن

وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي أوردته قناة «I24» الإخبارية، أن دفاعاته الجوية تمكنت من اعتراض صاروخ باليستي، أُطلق من اليمن في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

وأضاف البيان أن صافرات الإنذار انطلقت في 237 منطقة في جنوب ووسط البلاد، ما أثار حالة من الهلع والقلق بين السكان، خاصة مع اتساع نطاق المناطق التي شملها الإنذار.

البيان لم يوضح تفاصيل إضافية بشأن مكان سقوط حطام الصاروخ أو ما إذا كانت هناك إصابات أو أضرار مادية، لكنه أشار إلى أن الجهات المعنية تتابع الوضع وتقوم بتحليل مسار التهديد بدقة.

غلق مطار بن جوريون.. هل إسرائيل في مرمى الحوثيين؟

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلطات قررت إغلاق مطار «بن جوريون» الدولي بشكل مؤقت، تحسبًا لوصول الصاروخ إلى وسط إسرائيل، وهو ما اعتُبر إجراءً احترازيًا في ظل ما وصفته بـ«التهديد غير المسبوق من اليمن».

ويعد مطار «بن جوريون» الواقع قرب تل أبيب، من أكثر المواقع الحساسة في إسرائيل، وإغلاقه يعكس حجم القلق من امتداد دائرة التهديد لتطال قلب البلاد، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المجال الجوي الإسرائيلي لتهديدات من خارج حدود الجبهات التقليدية.

تصاعد الخطر من اليمن.. من يقف وراء الهجوم؟

فيما لم تعلن جماعة «أنصار الله» الحوثية مسؤوليتها بشكل مباشر عن الهجوم حتى الآن، يرى محللون عسكريون إسرائيليون أن هذا الصاروخ يأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي تُنفذها الجماعة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، ضمن ما تطلق عليه «محور المقاومة».

وكانت جماعة الحوثي قد نفذت في الأشهر الماضية عددًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، ردًا على الحرب في قطاع غزة، وهو ما أجبر إسرائيل على توسيع مظلة الدفاع الجوي لتشمل تهديدات من مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر.

ويعتقد مراقبون أن قدرة الحوثيين على الوصول إلى العمق الإسرائيلي بصواريخ باليستية دقيقة، تؤكد تطور ترسانتهم العسكرية، واستمرار تدفق الدعم اللوجستي والتقني من إيران، ما يُقلق دوائر صنع القرار في تل أبيب.

هل تنجح القبة الحديدية في مواجهة الباليستي؟

رغم نجاح القبة الحديدية ومنظومة «حيتس» (آرو) في التصدي للصاروخ، إلا أن اتساع نطاق إطلاق صافرات الإنذار في أكثر من 200 منطقة، يؤكد أن إسرائيل ما زالت عرضة لهجمات مفاجئة طويلة المدى، وهو ما يُعيد الجدل حول فاعلية المنظومات الدفاعية في مواجهة تهديدات متعددة المحاور.

وقال خبير عسكري في القناة 12 الإسرائيلية: «لدينا إنذار، ولدينا اعتراض، لكن هل لدينا أمن حقيقي حين ينطلق صاروخ من اليمن ويُربك الجنوب والوسط معًا؟». 

وتابع: «السؤال لم يعد عن قدرة الردع فقط، بل عن مدى نجاعة الخطط الدفاعية أمام صواريخ تُطلق من آلاف الكيلومترات».

تصاعد التوتر الإقليمي

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي دخل شهره التاسع، وسط تعثر الجهود الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

وفيما تحذر تل أبيب من توسع الجبهات وامتداد التهديد إلى البحر الأحمر، فإن هذا الصاروخ يمثل رسالة واضحة بأن دائرة الصراع لم تعد محصورة في حدود غزة، بل تشمل ساحات أخرى مثل لبنان وسوريا واليمن.

ووفق محللين إسرائيليين، فإن إيران تُدير «غرفة عمليات إقليمية» توزّع فيها أدوار الهجمات، وتُنسق مع حلفائها في محور المقاومة للضغط على إسرائيل من عدة اتجاهات، في وقت تُحاول فيه إسرائيل احتواء الأزمات في الشمال والجنوب معًا.

ردود فعل داخلية.. قلق شعبي متزايد

على المستوى الشعبي، سادت حالة من الارتباك والقلق في المدن الإسرائيلية، لا سيما في تل أبيب وأشدود وبئر السبع، مع تكرار انطلاق صافرات الإنذار، وشكاوى من تأخر وصول المعلومات الرسمية، في ظل تضارب الروايات عبر وسائل الإعلام.

وكتب أحد الإسرائيليين على منصة «إكس»: «أصبحنا نعيش على صوت الإنذارات كل يوم، بالأمس من لبنان، واليوم من اليمن، إلى أين نحن ذاهبون؟».

فيما طالبت بعض الأصوات المعارضة الحكومة بضرورة مصارحة الجمهور حول مدى جاهزية الجبهة الداخلية، خاصة في ظل الحديث عن احتمال توسع الهجمات القادمة من اليمن، بما يفوق قدرة الأنظمة الدفاعية على الاحتواء.

 تُواصل إسرائيل سعيها لإحكام قبضتها على قطاع غزة

بينما تُواصل إسرائيل سعيها لإحكام قبضتها على قطاع غزة، تتزايد التحديات القادمة من جبهات أبعد جغرافيًا لكنها أكثر تطورًا من حيث التسليح والدقة. 

ويبقى السؤال المطروح داخل إسرائيل: هل ستكون الصواريخ القادمة من اليمن بداية فصل جديد من المواجهة، أم مجرد رسالة ضغط مؤقتة قد تتكرر؟

تم نسخ الرابط