السبت 20 سبتمبر 2025 الموافق 28 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

فضيحة لميتا بعد استخدام صور مراهقات في دعاية تطبيق ثريدز

ميتا
ميتا

تشهد شركة ميتا المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستجرام وثريدز، حالة من الغضب والانتقادات اللاذعة بعد كشف تقارير بريطانية عن استخدامها صور طالبات في سن المراهقة، حصلت عليها من حسابات الأهالي على إنستجرام، ضمن منشورات دعائية للترويج لتطبيق ثريدز المنافس لمنصة إكس التابعة لإيلون ماسك.

بداية القصة

القضية برزت عندما لاحظ رجل بريطاني يبلغ من العمر 37 عامًا ظهور إعلانات متكررة على حسابه في إنستجرام، تحثه على تحميل تطبيق ثريدز. 

هذه الإعلانات كانت تتضمن صورًا لطالبات في سن الثالثة عشرة وما فوق، بوجوههن وأسمائهن الظاهرة، وهن يرتدين الزي المدرسي. الصور كانت في الأصل قد نشرها الأهالي للاحتفال بعودة بناتهم إلى المدرسة، قبل أن تتحول إلى محتوى دعائي دون علمهم.

صدمة الأهالي

صحيفة الجارديان نقلت شهادات مؤلمة لعدد من أولياء الأمور الذين اكتشفوا ظهور صور بناتهم في هذه الإعلانات.

 وأكدت إحدى الأمهات أن حسابها كان خاصًا، لكنها فوجئت بأن الصور انتقلت تلقائيًا إلى ثريدز وأصبحت مرئية، فيما قالت أخرى إنها نشرت صورة في حساب عام، لتظهر فجأة في إعلان ترويجي كبير يحمل شعار «احصل على ثريدز». 

وأكدت الأم أنها لم تكن لتسمح باستخدام صورة ابنتها «حتى لو مُنحت مال العالم كله».

اتهامات بالاستغلال

الأب الذي ظهر إعلان يحمل صورة ابنته البالغة 13 عامًا وصف الأمر بأنه «مروع ومثير للاشمئزاز»، معتبرًا أن ما جرى استغلال واضح للأطفال في سياق يحمل إيحاءات جنسية لتسويق منتج تجاري.

 وأضاف الرجل البريطاني الذي لاحظ هذه الإعلانات أن جميع الصور التي ظهرت له كانت لفتيات بزي مدرسي فقط، دون أي صور لأبناء، الأمر الذي اعتبره دلالة على بعد جنسي متعمد.

موقف الشركة

من جانبها، قالت ميتا، التي تبلغ قيمتها السوقية نحو تريليوني دولار، إن ما حدث لا ينتهك سياساتها، مشيرة إلى أن النظام يوصي بمنشورات عامة تتوافق مع معاييرها المجتمعية. 

وأضافت الشركة أن أنظمتها لا توصي بمحتوى قادم من حسابات المراهقين مباشرة، لكنها قد تعرض صورًا نشرها أهالٍ بالغون على حسابات عامة مفتوحة. 

كما شددت على أن المستخدمين يمكنهم التحكم في إعدادات حساباتهم، سواء بجعلها خاصة أو منع ظهور منشوراتهم في خانة المقترحات.

موجة انتقادات حادة

رغم دفاع الشركة عن ممارساتها، إلا أن ردود الفعل جاءت غاضبة. فقد رأت إحدى الأمهات أن «ميتا تعمدت استخدام صور الأطفال دون إذن من ذويهم بهدف صناعة محتوى جاذب»، ووصفت الأمر بأنه «مشين»، متسائلة: «من يوافق على إنتاج إعلان يستخدم صور طالبات مراهقات للترويج لتطبيق أمام رجال في أعمار أكبر؟»

دعوات للتدخل

الناشطة البريطانية البارزة في مجال حقوق الأطفال على الإنترنت، بيبان كيدرون، اعتبرت أن ما حدث يمثل «انحدارًا غير مسبوق حتى بالنسبة لشركة ميتا»، مؤكدة أن الشركة تقدم الربح على حساب أمان الأطفال وحقهم في الخصوصية.

 ودعت هيئة الاتصالات البريطانية أوفكوم إلى التدخل العاجل، والتأكد من تطبيق القواعد التي تمنع تواصل البالغين المجهولين مع الأطفال، بما في ذلك منع استخدام صور تحمل طابعًا جنسيًا كوسيلة جذب.

جدل متواصل حول خصوصية الأطفال

القضية أثارت نقاشًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية ببريطانيا حول كيفية حماية الأطفال على الإنترنت. 

فبينما ترى ميتا أن الصور المنشورة من حسابات الأهالي العامة قابلة للاستخدام ضمن أدوات التوصية، يصر الأهالي والناشطون على أن هذا المنطق يعرض المراهقين لخطر الاستغلال. 

كما أن التركيز على صور الفتيات دون الأولاد في هذه الإعلانات أثار مخاوف إضافية بشأن وجود توجه تسويقي غير أخلاقي.

مسؤولية المنصات الرقمية

يرى مراقبون أن القضية تكشف عن إشكالية أعمق تتعلق بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية للمنصات الرقمية الكبرى.

 فالمستخدمون قد ينشرون صورًا عائلية بريئة، لكن أنظمة الذكاء الاصطناعي والإعلانات الموجهة قد تحولها إلى أدوات تسويقية مثيرة للجدل، وهو ما يثير تساؤلات ملحة حول مستقبل الخصوصية في العصر الرقمي.

غياب رقابة صارمة

في ظل غياب رقابة صارمة، تتواصل الانتقادات ضد ميتا التي تجد نفسها أمام اتهامات خطيرة تتعلق باستغلال صور أطفال لتحقيق مكاسب تجارية. 

وبينما تحاول الشركة التمسك بقواعدها الخاصة، يطالب الأهالي والناشطون بوضع معايير أكثر صرامة تضمن حماية حقوق الأطفال وخصوصيتهم.

تم نسخ الرابط