نبيل أبوالياسين: لـ زعماء الدول العربية ألم يأن الوقت لحل الأزمة الجزائرية المغربية
كتبت - نرمين الجمل
قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صحفي: إنه ومن خلال البحث في الشأن العربي.
قد لاحظت أن الصرعات العربية عبر المدىّ الزمني الممتد منذُ بداية نشأة النظام الإقليمي العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتبين أن العلاقات العربية العربية دائماً متأرجحة عبر الزمن بين طرفي النزاع، وتفسيري لهذه الظاهرة الممتدة حتى اليوم.
وأضاف "أبوالياسين" أنه وبمجرد إختفاء العوامل التى أدت إلى التهدئة، أو ظهور عوامل جديدة تدفع للصراع.
وتبدأ الصراعات فى التصاعد من جديد حتى نصل إلى عامل تهدئة أو تسوية أخرىّ، وتظل الخلافات مستمرة.
ولكن هذه المره نشاهد بعض الدول الخارجية تُأجج الخلافات بين الجزائر، والمغرب بشكل غير مسبوق، وتساءلات لماذا تُترك الدول العربية الخلافات العربية العربية حتى تستفحل؟
ولماذا نفتقد الزعامة العربية الرشيدة والحكيمة التي تسعىّ جاهدة بكل ماتملكة من وطنية عربية لحل أي خلافات بين الدول العربية وبعضها بشكل قاطع .
مضيفاً؛ هل تستمر جامعة الدول العربية في خذل الشعوب دولها، وتُترك الساحة للتدخلات الخارجية؟ التي تسعىّ لتأجيج الخلافات بين الدولتين الشقيتين على مرأ ومسمع من الجميع.
علماً بأن الخلافات والتوترات الثائرة، بين البلدي الشقيقتين لم تكون وليدة اللحظة بل مستمرة منذ إستقلال الجزائر فى عام 1962.
رغم أن المغرب أدىّ دوراً مهماً فى دعم جبهة التحرير الجزائرية التى قادت النضال من أجل الإستقلال منذ أول نوفمبر 1954.
وكانت تتخذ من الأراضي المغربية المتاخمة للحدود مع الجزائر قواعد لها عند الضرورة.
ولكن يبدو أن الخلافات الحدودية سرعان ما دبت بين البلدين عقب الإستقلال مباشرةً.
ويعلم الجميع أن المغرب كان غير راضياً عن ترسيم الحدود مع الجزائر الذى تم إبان الإحتلال الفرنسى لها.
وإتهمت المغرب فرنسا بمحاباة الجزائر فى هذا الصدد، وللأسف تركت قادة الدول العربية هذا الخلاف حتى إستفحل يوماً بعد يوم حتىّ وصل إلى ما نحن عليه الأن.
فقد أصبحت الشعوب العربية تفقد الثقه في آدائها لما رأتهُ من دمار بعض الدول العربية ونزوح أغلب مواطنيها شرقاً وغربا وتقف عاجزه أمام كل هذا.
وقد شاهدنا مؤخراً رئيس جمهورية الجزائر “عبد المجيد تبون" في تصريحات متلفزة على إحدىّ الفضائيات يوم "الثلاثاء" الماضي.
وهو يقول؛ إن العلاقات مع المغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، ونأسف لوصولها إلى هذا المستوىّ.
وتشهد علاقات البلدين توتراً منذ عقود بسبب دعم الجزائر جبهة "بوليساريو" التي تطالب بإستقلال الصحراء الغربية.
بينما تعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضها، وتقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها حلاً وحيداً للنزاع.
في حين تطالب الجبهة المدعومة من الجزائر بإجراء إستفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.
وتقرر هذا عند توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة المغربية، والجبهة المدعومة من الجزائر في سبتمبر عام 1991.
وطالب"أبوالياسين"جميع الدول العربية، بعمل عربي مشترك بقيادة رئيس جمهورية مصر العربية "عبدالفتاح السيسي".
وملك المملكة الأردنية الهاشمية "عبدالله الثاني" للتدخل بشكل عاجل وفوري بكل صدق ومصداقية.
وبكل وطنية عربية دون دخول أي دولة خارجية لحل الخلافات بين المملكة المغربية، وجمهورية الجزائر الشقيقين،
فقد آن الأوان الآن؛ لتعزيز دور القيادة المصرية، والأردنية بمشاركة كافة قيادات الدول العربية، لحلحلة الأزمة الحالية بين تلكُما البلدين.
والتي تَكْمُنُ خُطُورَتُهُا في التدخلات الخارجية التي تُبدي في ظاهرها وسيط سلام وما تكنه هو عداء وكره دفين تُأجج من خلاله الخلافات.
وأشار"أبوالياسين" إلى أهمية الخلاف الجزائري المغربي لإسرائيل.
حيثُ نرىّ أن نظرة دولة الإحتلال الصهيوني إلى الخلاف بين الدولتين الشقيقتين، بأنه فرصة لدفع المغرب نحو التطبيع بشكل كامل.
وإستعادة بناء المنصة الأمنية، والإستخبارية لها في منطقة شمال أفريقيا.
بالإضافة إلى الضغط على الجزائر، ومعاقبتها على مواقفها الثابتة، والتاريخية المناصرة للقضية الفلسطينية.
كما أنها تحاول أن تصنع نموذجاً للدول العربية والإسلامية الأخرىّ يُمكن أن يمثل لها نموذجاً ناجحاً إقتصادياً، وأمنياً وعسكرياً للدول التي تطبّع علاقتها مع دولة إسرائيل المتغتصبة للأراضي الفلسطينية.
مشيراً؛ إلى أن إسرائيل ترىّ أهمية بالغه للتطبيع مع المغرب، على الرغم من الخلاف مع الجزائر.
لأن من وجهة نظرها الخبيثة هذا الأمر يخدم أهدافها الإستراتيجية، إذ يعزز مكانتها بأن تكون دولة طبيعية في المنطقة.
وتكون أيضاً دولة مركزية تلجأ إليها الدول المحيطة لتحصل على الرضا الأميركي، بجانب التطور التكنولوجي والإقتصادي والأمني، والعسكري لها لتحقيق أهدافها تجاه أفريقيا.
إذ ترىّ أن التقارب الجديد والمزايا التي تمنح للمغرب في المجالين الأمني، والعسكري سيكون لهما مقابل، يتمثل بدعم عودة "إسرائيل" إلى القارة الأفريقية.
وانضمامها إلى منظمة الوحدة الأفريقية بصفة عضو مراقب، خلال الفترة المقبلة، على الرغم من معارضة الجزائر.
كما أشار؛ إلى اللعبة الخبيثة التي تلعبها"إسرائيل" في المنطقة لتستفيد من خلافات الجزائر مع المغرب.
وتجلت الإستفادة الإسرائيلية من التوتر السياسي والعسكري بين الدولتين الشقيقتين، في إبرام صفقة تزيد قيمتها عن مليار دولار مع المغرب لتزويدها بأنظمة دفاع جوي.
وقد شاهدنا على مدار السنوات الماضية أن "إسرائيل" دائماً تلعب على الخلافات العربية والإسلامية أيضاً.
وإن لم تعمل على صناعة أغلبها، فقد عملت على تأجيجها وتعزيزها بشكل كبير.
وللأسف عندما وجدت الساحة العربية أمامها خالية مؤخراً، وجدت مساحة جيدة للعب على الخلافات الجزائرية المغربية القديمة.
وباتت اليوم تعمل للإستفادة من هذا الخلافات سياسياً، وسبقهُ إقتصادياً وعسكرياً.
عبر صفقات سلاح ضخمة أبرمتها مع الدار البيضاء، فيما تواصل قيادة "جيش" الإحتلال الإسرائيلي تعزيز العلاقات العسكرية، عبر الإتفاقيات.
والتدريبات المشتركة بينهما، التي تجسدت مؤخراً في زيارة شخصيات عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوىّ آخرها كانت لـ"أفيف كوخافي" رئيس هيئة الأركان.
ولفت" أبوالياسين: إلى الجانب الجزائري الذي ينظر إلى التقارب المغربي الإسرائيلي باِرْتِياب شديد وتوجّس، عبّرت عنه المستويات السياسية، إذ يرىّ السياسيون في الجزائر.
أن بلادهم هي المستهدفة في أمنها وسيادتها، بزيارة وزير الأمن بيني غانتس، ومؤخراً رئيس هيئة الأركان كوخافي.
وعلى جانب أخر يرىّ الفلسطينيون أن ما تقوم به المملكة المغربية من تطبيع مع إسرائيل، ووصول الجانبين إلى التطبيع الأمني والعسكري.
بأنه يمثل خيانة عظمىّ للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني.
كما يرون أن إلغاء حالة العداء بين الدول العربية والإحتلال الإسرائيلي يصب بشكل مباشر في مصلحة الأخيرة.
مهما كانت المبررات التي يمكن سياقها، فهذا الأمر يمثل إستعانة بالعدو على الأخ والشقيق قبل كل شيئ.
وأكد "أبوالياسين" على أن آفاق تسوية الخلاف المغربى الجزائرى فى الظروف الحالية تبدو "مُبْهَمٌا".
ومع ذلك؛ فإنه لا مفر من محاولة جميع قادة الدول العربية بإصلاح ذات البين، والضغط بكل الطرق الدبلوماسية "الودية" سواء من قِبل دول محورية كـ"مصر، والاردن".
أو من خلال الجامعة العربية، والبرلمان العربى، وأي جهات أخر معنية بهذا الشأن.
من أجل وضع ملف المصالحة المغربية الجزائرية على رأس جدول الإهتمامات العربية، وإبراز النتائج الإيجابية لمثل هذه المصالحة، لأنة لايجب أن يبقى الحال على ما هو عليه.