جلسة نقاشية حول مستقبل منصات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الدول العربية
كتبت: بسنت عصام
تطوير التقنيات الذكية: ندوة تجمع كبار المفكرين المصريين والخبراء الإماراتيين
عُقِدَت ندوة بالتعاون بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وأكاديمية العلوم الشرطية بإمارة الشارقة بعنوان "مستقبل منصات الذكاء الاصطناعي.. تطبيق Chat GPT"، حضرها عدد من كبار المفكرين المصريين وخبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأساتذة العلوم السياسية وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى وفد من الأكاديمية.
منصات الذكاء الاصطناعي: التحديات والآفاق المستقبلية
وفي كلمته، رحب أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس المركز، بالحضور وأكد أهمية هذه المنصات كمؤثرات شديدة الأهمية لمستقبل استخدام الإنترنت.
وقد أشار الجوهري إلى التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، وأوضح أن التاريخ يحمل تجارب لشركات دولية كانت رائدة في مجالها وخسرت أسواقها بسبب تأخرها في مواكبة التطورات التكنولوجية، بينما استطاعت منصة Chat GPT تحقيق أكبر معدل استخدام في تاريخ البشرية خلال شهرين فقط.
وفي حديثه، ألقى الجوهري الضوء على التساؤلات الحالية حول الثقة في هذه المنصات، واهتم المجتمع الدولي بأربعة ملفات رئيسية، وهي: الاعتبارات الأخلاقية لاستخدام هذه التطبيقات، وكيفية تحقيق عوائد من هذه التطبيقات، والمخاطر الاحتكارية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في المستقبل.
أهمية مواكبة التطورات التقنية وتحديات الجريمة في ظل الذكاء الاصطناعي
يشدد العميد الدكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بإمارة الشارقة بالإمارات،
على أهمية مواكبة التطورات التقنية وخلق آليات جديدة لتحقيق التوجهات الحكومية للإمارات في مجال الأمن والحفاظ على الأمن المجتمعي.
ويشير إلى ضرورة العمل على إجراء العديد من الدراسات،
وفتح الحوارات والمناقشات والخروج بسياسات تضمن سرعة مواكبة تلك التكنولوجيات في تحركاتنا المستقبلية.
من جانبه، يؤكد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،
على أهمية رصد تداعيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة في المجالات السياسية وتأثيرها على المنطقة العربية،
ويشير إلى أن ذلك التطبيق أصبح بمثابة نقطة تحول في تاريخ البشرية، مع إيجابياته وسلبياته.
ويضيف الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ،
على أهمية التحاق والمشاركة في التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم حاليًا،
لتأثيره الواسع في كافة المجالات،
خاصة في المجالات الصناعية.
ويشير إلى ضرورة البحث والدراسة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من فرص الثورة التكنولوجية الجديدة،
وذلك لمواكبة التحولات والتطورات التكنولوجية المستمرة.
تأثيرات التقنيات الحديثة على الجوانب الثقافية والاجتماعية
يشير الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع، وأمين المجلس الأعلى للثقافة سابقًا، إلى أن ظهور التكنولوجيات الحديثة يرتبط دائمًا بـ "الذعر التكنولوجي" حيال الجوانب المجتمعية والإنسانية، في حين أن التطور التكنولوجي يقدم فرصًا ومزايا عديدة بقدر ما يمكن أن يترك آثارًا سلبية.
ويحث على ضرورة أسبقية الاستعداد ودراسة التحديات المرتبطة، خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة، والاستفادة من تلك التجارب التقنية في مجالات مثل التعليم الذاتي والصحة النفسية.
ثورات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بمجالات الوظائف والعمالة والتشغيل
عرض الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، حول ثورات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بمجالات الوظائف والعمالة والتشغيل، واستعراض تاريخ الشركة المنتجة لتطبيق Chat GPT. ويشير إلى أن التطبيق يستند على حجم هائل من البيانات والمعلومات للإجابة على مختلف التساؤلات البشرية، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف على مستوى العالم.
ويشير أيضًا إلى ظهور أنماط جديدة من وظائف المستقبل.
مسيرة الذكاء الاصطناعي بمخاطره وجوانبه الإيجابية
عرض الدكتور محمد الجندي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، حول أبرز المحطات التاريخية في مسيرة الذكاء الاصطناعي بمخاطره وجوانبه الإيجابية.
ويشير إلى مخاطر الهجمات السيبرانية ونشر الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتزييف أصوات وصور البشر ومحاكاتها، بجانب استخدامات أخرى واسعة في مجالات التسليح عالميًا.
ويوضح أن التعاون في مجالات التنظيم القانوني والتشريعي لمجالات الذكاء الاصطناعي سيسهم في الحد من الآثار السلبية للثورات التقنية، مع تبني سياسات عالمية تحافظ على القيم الإنسانية.
مختبرات المستقبل: تجربة المركز لدمج الشباب في صنع القرار
تحدثت سالي عاشور، المدير التنفيذي للإدارة العامة للدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، عن تجربة المركز في دمج الشباب في عملية صنع القرار، من خلال مبادرة "مختبرات المستقبل". وتم استهداف طلاب 25 جامعة حكومية وخاصة في أولى فعاليات المبادرة، لاستشراف المستقبل بعيون شبابية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإلكترونية الحديثة. كما تم استطلاع آراء الخبراء والمتخصصين في المجالات ذات الصلة. وأشارت نتائج المختبر إلى وجود سيناريوهات متفائلة ومتشائمة بشأن انتشار التكنولوجيا.
تشريعات التكنولوجيا الحديثة: ضرورة التعامل معها من منظور عالمي
أشارت الدكتورة مروة زين، المشرف على الإدارة العامة للبحث والتطوير بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى أهمية التعامل مع الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من منظور التشريعات بمفهومها العالمي.
التحديات الأمنية والمسؤولية الجنائية في عصر الذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور محمد مصباح، أستاذ البحث الجنائي بأكاديمية العلوم الشرطية بإمارة الشارقة،
أن التحديات الأمنية المتعلقة بانتشار ثورات الذكاء الاصطناعي تعد من أخطر الموضوعات المطروحة حاليًا.
وبينما تطرق المقدم عبيد محمد بالرشيد، مدير إدارة الخدمات المساندة بأكاديمية العلوم الشرطية بإمارة الشارقة،
إلى التساؤلات حول مستقبل مجالات "تعلم الآلة" ومدى إمكانية تفوقها على الذكاء البشري،
أكد الدكتور محمد فوزي، أستاذ البحث الجنائي بالأكاديمية، أن العالم يتجه نحو عصر الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بكافة أعمال البشر،
وهو ما يشير إلى نوعية التحديات المستقبلية في ذلك الإطار.
وأضاف الدكتور عمرو العراقي، نائب رئيس محور التواصل المجتمعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار،
أن العالم يعيش الآن عصر الآلة التي تفكر وتتوقع وتحسب معدل الخطأ،
وأن هناك العديد من الأفكار التي يمكن من خلالها الاستفادة من الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي،
في دعم مجالات الصناعة وغيرها.
المسؤولية الجنائية أصبحت بمثابة الشغل الشاغل في مجالات دراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي،
وفقًا لتصريح الدكتور محمد السعيد، أستاذ البحث الجنائي بالأكاديمية.
كما أكد المهندس أسامة الفيومي، رئيس محور تكنولوجيا الحاسبات والاتصالات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار،
ضرورة العمل في مجالات حماية الملكية الفكرية،
مع تكثيف العمل لضخ الإنتاج الفكري باللغة العربية للتواجد بشكل فعال على تلك المنصات،
مع وضع الأطر القانونية المنظمة لذلك.
يتجه العالم نحو عصر الذكاء الاصطناعي، ويتعين علينا التفكير بجدية في الآثار الأمنية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية لهذا التطور التكنولوجي.