برامج رمضان..ناقوس خطر يدق
بقلم: د ياسمين حمدي أبو عيشة
نشهد في شهر رمضان الحالي مجموعة كبيرة من البرامج والتي ينفق عليها المزيد من الأموال لإنتاجها ويقدمها مجموعة من الإعلاميين والفنانين المحببين إلى قطاع كبير من الجمهور.
إلا أنها فارغة من المحتوى فعلى سبيل المثال أحد البرامج والذي يقوم مقدمه بعمل مقالب في الضيوف وهنا يبرز السؤال ما الأهمية التي تترتب على مثل هذا البرنامج.
ففي الحقيقة أرى أنه لا فائدة منه على الإطلاق وإنما هو يقوم بإرهاب للضيوف من خلال المقالب.
وحتى إن افترضنا أن الضيوف تعلم ما سيحدث فيها فيبرز السؤال الأهم ما هي القيمة المقدمة للجمهور؟
فإذا افترضنا أن الهدف هو رسم البسمة على وجوههم وإسعادهم فهو لا يحدث بالنسبة للأسوياء.
فما يفيد بالضحك على أناس يتعرضون لمواقف ربما تودي بحياتهم.
وفي إطار أخر مثل هذه البرامج لها تأثير كبير على الأطفال فتربي لديهم العنف.
ويرونه وكأنه الطبيعي في الحياة وما يجب أن نتعامل به وهو مؤشر خطر كبير لابد من الانتباه له.
وفي سياق أخر هناك شكل أخر من البرامج تظهر المذيعة وتأتي بأسرار عن الحياة الشخصية للضيوف وهنا يبرز السؤال ما وجه الاستفادة في معرفة الحياة الشخصية لأناس أخرين.
أما بالنسبة للضيوف فإذا وضعنا أنفسنا مكانهم فنتسائل كيف سيكون شعورنا تجاه سماع الأخرين عن أمورنا الخاصة وأن تصبح حياتنا الخاصة مشاعا للناس عامة.
وسؤال أهم كيف سيكون شعورهم تجاه سرد مواقف كانت أو مازالت تشكل أذى لهم سواء نفسيا أو على أي مستوى أخر.
أرى أنه لابد من إعادة النظر في البرنامج المقدمة سواء في رمضان أو غيرها.
لأنه كما نعلم فإن الإعلام يشكل قوة ناعمة ذات تأثير عظيم على كافة أطياف المجتمع، فلماذا لا نزيد من برامج هادفة مثل برنامج العباقرة.
أو حتى بعض البرامج الهادفة أو المسلية كما كانت في التسعينات وأوائل الألفينات.
فلابد من الانتباه الموضوع لا يتعلق ببرنامج أو عدة برامج قدر ما يتعلق بمستقبل دولة وقيم أجيال .