تصاعد الأزمة في السودان: دعوات لوقف القتال وضبط النفس

كتبت: بسنت عصام

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، اندلاع اشتباكات مسلحة واسعة، فيما يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشن هجمات على مقار تابعة للطرف الآخر.

وسط هذا الصراع العنيف، تتعالى الدعوات المحلية والدولية لوقف القتال واحتواء الوضع الأمني في السودان.

وكشف الجيش السوداني اليوم عن قيام القوات الجوية بعمليات استهداف نوعية، بهدف وضع حد لأي تصرفات غير مسؤولة من قوات الدعم السريع المتمردة.

أفادت نقابة أطباء السودان بأن الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن وفاة 3 مدنيين على الأقل.

"تصاعد العنف في السودان: اشتباكات مسلحة وتبادل اتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع"

ألقى اللوم على الجيش السوداني اليوم من قوات الدعم السريع المسلحة بشن هجمات على العديد من قواعده العسكرية في الخرطوم ومناطق أخرى، على الرغم من إعلان تلك القوات سابقاً بأنها تهاجم معسكرات الجيش الخاصة بها.

أعلن الجيش السوداني في بيان صادر اليوم، عن تمكن قواته المسلحة من تدمير أكثر من 80 عربة تابعة لمليشيا الدعم السريع المدعومة خارجياً، فيما فرت القوات الباقية إلى منطقة جبل غزالة للاحتماء بالمدنيين.

وصرح المتحدث باسم الجيش في البيان، سنستمر في مواجهة هذا العدوان الغاشم وسنؤدي واجبنا الوطني والدستوري في حماية بلادنا من هذا المخطط الغادر.

وأردف: نحن نخوض معركة من أجل الكرامة الوطنية التي تأخرت كثيراً، وذلك لتحرير بلادنا من الانتهازيين والمتمردين.

وعلى الصعيد الآخر، أفادت قوات الدعم السريع اليوم بأنها تمكنت من تحقيق سيطرتها الكاملة على عدد من المواقع الحيوية والاستراتيجية في السودان، بما في ذلك القصر الجمهوري وبيت الضيافة ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض، بالإضافة إلى عدد من المواقع في الولايات الأخرى.

في بيانها الثالث، أعلنت قوات الدعم السريع اليوم عن اعتقال القوة المهاجمة التي اتهمتها بشن هجوم صباح اليوم السبت 15 أبريل على قواتها في أرض المعسكرات بسوبا، وأكدت أنها تابعة للجيش السوداني.

وفي الوقت ذاته، أصدر جهاز المخابرات العامة السوداني بياناً عبر حسابه الرسمي على تويتر، وصف فيه الدعم السريع بأنه قوة متمردة، ودعا الشعب السوداني إلى أخذ الحذر.

"تعزيزات أمنية في الخرطوم واشتباكات مسلحة تندلع في عدة مناطق بالسودان"

في ساعات متأخرة من اليوم، أعلنت رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية أنه لن يكون هناك أي تفاوض أو حوار مع قوات الدعم السريع المتمردة،

قبل حل وتفكيك هذه القوات المسلحة.

وأكملت القوات المسلحة السودانية في بيان نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك،

أنها في طريقها لحسم التمرد وإعادة النظام والاستقرار إلى البلاد.

إضافةً إلى، عقد وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات اجتماعاً مشتركاً اليوم السبت لمناقشة الأوضاع الراهنة في السودان،

وأكدوا أهمية وقف التصعيد العسكري والعودة إلى "الاتفاق الإطاري".

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، تم التأكيد خلال الاتصال الهاتفي المشترك على أهمية وقف التصعيد العسكري والعودة إلى الاتفاق الإطاري،

الذي يهدف إلى ضمان أمن واستقرار السودان وشعبه.

أفادت تقارير محلية بتوقف حركة الطيران في مطار الخرطوم وسط تعزيزات أمنية مكثفة.

وأفاد شهود عيان في مدينة مروي بشمال السودان بسماع أصوات تبادل إطلاق النار في المدينة.

أدلى الشهود العيان أيضاً اندلاع اشتباكات في الريف الشمالي لمدينة أم درمان وبالقرب من الكلية الحربية.

"تعليق رحلات الطيران واتساع الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان"

أعلنت الخطوط الجوية السعودية تعليق جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر،

وذلك بعدما تعرضت إحدى طائراتها لـ"حادث" في مطار الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض، حسبما جاء في بيان للشركة.

كما أعلنت شركة مصر للطيران عن وقف رحلاتها الجوية إلى ومن مطار الخرطوم لمدة 72 ساعة.

تزايدت الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وعدة ولايات.

قال الجيش إن هذه الحركات تمت دون موافقته، وحذر من "مواجهة محتملة" مع الدعم السريع.

ويرى مراقبون أن هذه الخلافات تشكل إشارة علنية إلى "خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني".

ناشدت القوى المدنية في السودان، التي وقّعت اتفاقاً مبدئياً مع الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لتقاسم السلطة،

الجانبين يوم السبت إلى وقف القتال.

وجاء في بيانهم: "ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لوقف الاقتتال فوراً وتجنب البلاد الانجرار إلى الهاوية الشاملة".

"دعوات للحوار وضبط النفس من السعودية، مصر والإمارات في ظل التصعيد العسكري في السودان"

وفي سياق متصل، طالبت المملكة العربية السعودية، المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان،

إلى التركيز على لغة الحوار وضبط النفس والحكمة.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية،

بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان الشقيقة".

وفي حديث متصل، طالبت مصر، عبر وزارة الخارجية، جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس،

وذلك حفاظاً على أرواح ومقدرات الشعب السوداني وتحقيقًا للمصالح العليا للوطن.

وحثت الإمارات جميع أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وتخفيض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة عبر الحوار.

"دعوات دولية لوقف القتال واستعادة الهدوء في السودان"

أشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الوضع في الخرطوم بأنه "هش".

وأضاف أن "هناك ربما لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان".

وفي سياق متصل، ناشد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، إلى وقف فوري للقتال في البلاد.

وجاء في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية على صفحتها في فيسبوك،

أنه يدين بشدة اندلاع القتال في السودان، وطالب استعادة الهدوء.