بطلها «مراهق».. القصة الكاملة لـ«جريمة المرج»

كتبت-زينب سعيد

شهدت منطقة المرج بالقاهرة جريمة قتل بشعة بطلها مراهق، وأصبح ضحيته طفل، وتجردت الإنسانية والرحمة من قلب فاعل هذه الجريمة، وهو ما يثير حالة من الغضب والذعر، لدى أفراد المجتمع، ومطالبة المواطنين بتغليظ العقوبات على فاعليها، وتفعيل قوانين العقوبات.

بداية الواقعة

كانت البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بلاغاً من عامل مقيم بمنطقة المرج مفاده اختفاء نجله عن المنزل يبلغ من العمر 10 سنوات، والعثور على جثته أعلى سطح عقار جاره أسفل صبة خرسانية.

تحريات مكثفة للمباحث

وتبين من خلال الفحص وإجراء التحريات العثور على جثة الطفل المذكور أعلى سطح عقار، أسفل صبة خرسانية، وتم انتشال الجثة وتبين أن بها عدة إصابات.

تشكيل فريق بحث جنائي

ونظرًا لما تمثله الجريمة من خطورة على الأمن العام، فقد أمر مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث جنائي لكشف ملابسات الواقعة، وظروفها وضبط مرتكبها.

الاستماع لأقوال أسرة الطفل

واستمع فريق من ضباط إدارة البحث الجنائي، لأقوال أسرة الطفل، وشهود العيان للوقوف على ملابسات الحادث، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة لتفريغها.

تحديد مرتكب الجريمة

وتوصل فريق البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة، من التحريات إلى تحديد مرتكب الجريمة، وتبين أن ورائها جارالمجنى عليه، عقب استدراجه لسطح عقاره، وتعدى عليه بالضرب حتى فارق الحياة.

التمثيل بجثة الطفل

أشارت تحريات إدارة البحث الجنائي، أن المتهم عقب ارتكابه جريمة قتل الطفل؛ قام بالتمثيل بالجثة بالصب عليها خرسانة لإخفاء الجثة، في محاولة من المتهم لإخفاء جريمته، وتضليل رجال الأمن.

ضبط المتهم

تم ضبط وإحضار المتهم واقتياده إلى ديوان القسم، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

حبس المتهم

أمرت نيابة شرق القاهرة الكلية بحبس المتهم بقتل طفل أعلى سطح عقار، 4 أيام على ذمة التحقيق، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.

أقوال والد الطفل

قال والد الطفل "مروان" المقتول على يد آخر بسبب خلاف نشب بينها، إنه استمر في البحث عن نجله المتغيب قرابة الـ 30 ساعة، حتى عثر عليه على سطح المنزل، مقتولا وحوله بركة من الدماء وجثته مخبأة تحت طبقة أسمنتية.

وأضاف أن المتهم يدعى "ياسين.أ"، كان صديقًا لنجله حديث العهد بالمنطقة، بعد سكنهما فيها منذ قرابة الشهر، وكانا في حفل زفاف يوم ارتكاب الواقعة، يلهوان دون حدوث أية مشاجرة، ومع اقتراب الساعة لـ العاشرة مساء يوم الخميس الماضي، اختفى نجله عن الأنظار فبدأت رحلة البحث عنه.

أقوال أحد أفراد أسرة الطفل

قال عم الطفل "مروان"، إن المتهم ادعى أنه تعرض للتنمر من نجل أخيه، ما دعاه لاستدراجه لأعلى سطح المنزل، والتعدي عليه بواسطة آلة حادة (موس) وقطع بها شرايينه، ثم لاذ بالفرار.

اعترافات قاتل طفل المرج

وقال الطفل المتهم بقتل طفل المرج أمام رجال المباحث إنه استدرجه لأعلى الطابق الأخير بأحد المنازل وتعدى عليه بأداة حادة (موس)، وقطع له شرايينه، حتى لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

وأضاف الطفل المتهم أمام رجال مباحث قسم شرطة المرج، أنه خشي المساءلة القانونية عن مقتل طفل المرج، فوضعه أسفل طبقة أسمنتية، ونظّف مسرح الجريمة، ولاذ بالهرب من المنطقة، خشية الملاحقة الأمنية.

أدلى المتهم بقتل طفل أعلى سطح عقار، والتمثيل بجثته، وصبَّ عليها خرسانة لإخفاء الجثة بمنطقة المرج باعترافات تفصيلية أمام رجال الإدارة العامة لمباحث القاهرة.

وقال المتهم، إنه أثناء تواجده فى حفل زفاف بعقار سكنه استدرج الطفل مروان إلى سطح العقار، وأثناء تواجدهم قام بالتعدى على الطفل بالأيدي وأثناء محاولة مروان الدفاع عن نفسه استل سلاح “موس” وطعن المجنى عليه.

وأضاف المتهم، أنه تعدى على الطفل مروان بموس فى منطقة الرقبة والبطن، وأثناء محاولة مروان الهروب منه على درجات السلالم، قام بالتعدى عليه بالضرب بطوبة على رأسه فسقط على الأرض مفارقا الحياة.

وتابع أنه عقب تأكده من وفاة المجنى عليه، قام بوضع رمال على الجثة وخرسانة وأخشاب لإخفاء معالم الجثة.

واختتم أنه عقب الانتهاء من جريمته أخبر والديه، وأنه عندما علموا بجريمته قاموا بإغلاق باب السطح، وأن والديه أخذوا وفروا هاربين بعيداعن مكان الجريمة.

العقوبة المتوقعة لقاتل طفل المرج

نصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".

وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.

وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لايقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات).

وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى.

وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.