الشغف بالتحكيم غلب العقبات.. قصة صعود الحكم حسن علي حسن
حوار: بسنت عصام
في هذا الحوار، سنتحدث مع الحكم الصاعد الذي تمكن من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى من الدوري المصري. وفي موقع "القارئ نيوز" سنتعرف على تجربته في هذا المجال، رؤيته لمستقبل كرة القدم في مصر، والصعوبات التي واجهها في طريقه نحو النجاح.كيف بدأت مسيرتك في تحكيم كرة القدم؟
في البداية، بدأت حياتي الرياضية بلعب كرة القدم في أكاديمية نادي السكة الحديد عندما كنت في التاسعة من عمري. ثم انتقلت إلى عدة أكاديميات أخرى، بما في ذلك أكاديمية مركز شباب ناصر وأكاديمية كابتن هشام علام وشووت، وأصبحت جزءًا من فريق براعم نادي إنبي عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، عن طريق كابتن طارق ربيع. ثم انتقلت إلى فريق ناشئين نادي الشرقية لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم إلى مركز شباب ناصر بالدرجة الثالثة، وكنت لاعبًا في الفريق الأول عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري. بعد ذلك، انتقلت إلى نادي القناة، ولكن لم يتم تسجيلي لظروف كلية التربية الرياضية. كنت دائمًا متابعًا ومحبًا وشغوفًا باللعبة، وكنت أعلق على أداء الحكام مع زملائي. ثم جاءت الفكرة من كابتن محمد صلاح العايدي بأن أدخل مجال التحكيم في عام ٢٠١٢، وهو المجال الأصعب في منظومة الرياضة وكرة القدم.كيف تعاملت مع صعوبات دخولك مجال التحكيم بعد لعب كرة القدم؟
وماذا فعلت لتصل إلى مرحلة تحكيم الدرجة الأولى في الدوري المصري؟
في بداية دخولي إلى مجال التحكيم، وبعد عام من العمل في هذا المجال، انضممت إلى كلية الضباط الاحتياط لمدة ثلاث سنوات، ولم أمارس التحكيم إلا بشكل قليل لفترة ليست بالقليلة، مما جعلني بعيدًا عن التحكيم. ومن ثم عدت في موسم 2015/2016 وتركزت على التحكيم، وفي نفس الوقت كنت ألعب في نادي بلبيس ومنه انتقلت إلى مركز شباب أبو حماد. وفي عام 2018، تم ترقيتي إلى حكم درجة تانية ولعبت العديد من المباريات سواء كحكم ساحة أو كحكم مساعد. وبفضل الله، حصلت على الدرجة الأولى في عام 2023.
بتعتمد على إيه عشان تحكم المباريات بشكل جيد؟
وهل الحكم لازم يكون بدنيًا نفس قوة لاعب الكرة ولا الاهتمام بيكون أقل؟
مقومات النجاح واحدة لإدارة المباريات بشكل جيد وهي: الاهتمام بالتغذية، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والحرص على الراحة والاستشفاء، بالإضافة إلى الحصول على قسط كافي من النوم الذي يساعد على تجديد الطاقة. كما أن مواقف وحالات اللعب المختلفة تحتم على الحكم أن يكون جاهزًا بدنيًا وذهنيًا لإدارة أي مباراة بشكل فعال.إيه أكتر مباراة صعبة عدت عليك كحكم؟
وهل ممكن إنك تقدر تحكم مباريات بدون أخطاء؟
وممكن تتعامل إزاي مع اللاعبين والجماهير المشاغبة؟
بالنسبة لي، فكل المباريات تحمل صعوبتها وتحدياتها، وأعمل بكل جهدي لعدم ارتكاب أي خطأ سواء في مباريات الناشئين أو الكبار في مختلف الدرجات. والحقيقة أنه لا يوجد حكم يمكنه تحكم المباريات بدون أخطاء، ولكن يمكن أن يكون الحكم موفقًا إذا كان مهيأً جسديًا ونفسيًا وذهنيًا، وعلى دراية بقوانين اللعبة وتفاصيلها. وفي النهاية، يتعامل الحكم بشكل احترافي مع الجماهير واللاعبين المشاغبين والمتعصبين، ويحرص على تطبيق القوانين بشكل صارم وعادل، وتجنب الاستجابة للضغوط الخارجية التي تأتي من الجماهير أو الإدارات. وأخيرًا، لقد تحكمت في العديد من المباريات الفاصلة التي تحدد من يصعد ومن يهبط في الدرجات الثالثة والرابعة، وكانت هذه المباريات تحمل مسؤولية كبيرة وتحديات كثيرة.وعن سؤاله من الحكم الذي تحترمه وتعتبره قدوة في التحكيم؟
أجاب: محمد العتباني، أحمد لطفي، أمين عمر، محمود البنا، محمد معروف. هؤلاء الحكام على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة.ما رأيك في مستوى التحكيم في الدوري المصري بشكل عام؟
يتمتع حكام كرة القدم في مصر بمستوى عالٍ، لكن من الممكن أن يتحسن الوضع بالاهتمام والدعم الأكبر من الاتحاد المصري لكرة القدم.ما رأيك في مستوى التحكيم في مصر بعد أن أصبح فيتور بيريرا رئيسًا للجنة الحكام؟
يبدو أن الحكام في مصر يسعون لتطوير أدائهم والوصول إلى أفضل المعايير، ويتم تدريجياً إشراك حكام جدد وواعدين رغم وجود حكام يستحقون المشاركة. ولكن بشكل عام لا تزال المنظومة تفتقر لتغيير، وتحتاج لدعم تدريبي وتكنولوجي ومالي كبير.هل يمكن للحكام المصريين التحكيم في بطولات إفريقية وعالمية؟
نعم، حاليًا هناك عدد من الحكام المصريين الذين يشاركون في تحكيم مباريات إفريقية وعالمية، ولكن نحتاج إلى جهود كبيرة من كل المسؤولين عن كرة القدم.وعندما سُئل عن ما هي أسباب غياب المستحقات المالية عن حكام الدرجات الأدنى كالثانية والثالثة والرابعة ودوري الجمهورية والقطاعات ودوري الكرة النسائية؟
وما هي المطالب التي يتوجه بها الحكام من خلال اعتصامهم في مقر اتحاد الكرة؟
صرح: المشكلة الأكبر هي عدم وجود المستحقات المالية للحكام. لم نر أي تحرك من قبل مسؤولي اتحاد الكرة لحل هذه الأزمة. نطالب بمستحقاتنا فقط. الأفضل للحكم أن يحصل على مستحقاته قبل إدارة المباراة. هذا الموسم اديرنا الكثير من المباريات منذ أكتوبر 2022 وحتى الآن لم نحصل على مستحقاتنا إلا في مباريات الناشئين.ما رأيك في تقنية الڤيديو Var؟
اعتقد انها لها دور كبير فى تقليل الأخطاء.هل تعتقد أن وجود ال Var أثر على دور الحكام المساعدين في المباريات؟
التقنية حتى الآن في مصر ليها مميزات وعيوب لعدم وجود الإمكانيات مثل ف أغلب الدول الأوروبية والعربية.هل شاهدت مباراة إنبي وفيوتشر في دور الستة عشر؟ وما هي ردة فعلك على جول فيوتشر المثير للجدل الذي حدث في المباراة؟
وهل تعتقد أن حكم المباراة نادر قمر الدولة كان متعمدًا في اتخاذ القرار الخاطئ؟ وهل ترى أنه يجب فرض عقوبات صارمة على الحكام الذين يخطئون باستمرار في المباريات؟
أفاد: يجب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الحكام في المباريات لضمان تركيزهم وتقديم أفضل ما لديهم لنجاح المباراة.كم يتم تدريب الحكام قبل السماح لهم بتحكيم المباريات؟ وهل يتعلم الحكام لغة الإشارات لتوضيح قراراتهم للجماهير وللمدربين؟
أوضح: يتم تدريب الحكام لفترة كافية قبل السماح لهم بتحكيم المباريات، ويقومون بتحكيم المباريات كحكام مساعدين في مباريات الصغار مثل البراعم والناشئين. بالنسبة للغة، فإن لغة الجسد مهمة جداً للحكام، ويجب عليهم التعامل بها مع الجماهير.
هل ترى أن هناك تمييز لبعض الأندية في التحكيم، وهل هناك مشاكل في تحكيم الركلات الحرة والجزاء في الفترة الأخيرة؟
أفصح: لا أرى تمييزًا في التحكيم، ولكن أعتقد أن المباريات الحاسمة يجب أن يديرها الحكام الأفضل والأكثر توفيقًا. والأخطاء من الممكن أن تحدث من الجميع، ومع وجود تقنية VAR، فإن الأخطاء قد تقلصت بشكل كبير.هل كنت تعتمد على إعطاء العديد من الإنذارات للاعبين في المباريات، أم كنت تحاول تجنب إعطاء الكثير من الإنذارات التي قد تؤثر على سير المباراة؟
أوضح: في البداية، كنت أعتمد على إعطاء العديد من الإنذارات للاعبين خلال المباريات، ولكن مع تزايد عدد المباريات التي أديرها، بدأت أحاول تجنب إعطاء الكثير من الإنذارات التي قد تؤثر على سير المباراة.ما هو رأيك في دور المرأة في مجال التحكيم الرياضي؟ وهل تعتقد أن هناك تمييز بين الحكام الرجال والحكام النساء في مصر؟
أصبحت الكرة النسائية جزءًا كبيرًا من اللعبة، ويلعب التحكيم النسائي دورًا كبيرًا في مسابقات الكرة النسائية والناشئين. وعلى الرغم من أن عدد المباريات التي يتم تحكيمها بواسطة الحكام النساء في الدوري لا يزال قليلاً، إلا أنه مع زيادة الانتشار، تقل فرصة التمييز في هذا المجال.ما هي المباراة التي حكمتها وشعرت فيها بالفخر الشديد بنفسك؟ وما هي المباراة التي تطمح لحكمها في المستقبل؟
أشار: بفضل تركيزي واهتمامي بكل المباريات التي أحكمها، أشعر دائماً بالفخر بوجودي كحكم. وأنا أسعى جاهداً لتحقيق حلمي في تحكيم مباريات الدوري الممتاز، ومن ثم الوصول إلى التحكيم في المسابقات الدولية.ما هو رأيك في فكرة إطلاق دوري المحترفين المقترح من قبل اتحاد الكرة؟
وما هو الفرق بين تحكيم مباريات الدرجة الثانية والدرجة الأولى؟
أرى أن فكرة دوري المحترفين محترمة وتستحق النظر فيها. وفيما يتعلق بالفرق بين تحكيم مباريات الدرجتين، فإن الفروق يتمثل في الإمكانيات والموارد المتاحة للفرق، بالإضافة إلى العقليات والمهارات الموجودة في كل مستوى. ومع ذلك، فإن التحكيم يخضع لنفس القواعد واللوائح، بغض النظر عن الدرجة التي يتم لعب المباريات فيها.كيف يمكن لشخص يحلم بأن يصبح حكم كرة قدم أن يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه؟
يجب على الشخص الذي يحلم بأن يصبح حكم كرة قدم القيام بالتدريب المناسب والمستمر، والحفاظ على لياقته وجسمه. كما ينبغي عليه مشاهدة الكثير من حالات التحكيم والاطلاع على قواعد لعبة كرة القدم.هل هناك شيء آخر ترغب في إضافته أو التحدث عنه؟
أردت فقط أن أوجه رسالة للحكام لتذكيرهم بأهمية فهم تفكير المدرب واللاعب والمشجع في اتخاذ القرارات الصحيحة. وأود أيضاً أن أشكر لجنة الحكام في الشرقية وزملائي الحكام وعائلتي وأصدقائي على دعمهم ومساندتهم لي.