خطبة الوداع.. أهم وصايا النبي وآخر ما قاله يوم عرفة
كتبت-زينب سعيد
يبحث الكثير من الأشخاص في يوم عرفه، عن تفاصيل خطبة الوداع وأهم الوصايا والتعاليم التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، وآخر ما قاله في وداع المسلمين.
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحج بعد فتح مكة، وقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام خطبة الوداع التي تناولت العديد من الوصايا وتعاليم الدين للمسلمين.
خطبة الوداع
وفي حجة الوداع خطب الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع، والتي ودع فيها النبي الناس، حيث تناولت العديد من القيم الدينية والأخلاقية للمسلمين.
كما أوضح فيها أمور الدين وقدم لهم بعض الوصايا، وأقدم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام على الحج، وذلك بسبب شعوره باقتراب أجله، مما جعل الكثير من القبائل تتوجه إلى المدينة المنورة لتُصاحب النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الحج.
خطبة الرسول في يوم عرفة
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم للحج في الخامس والعشرين من ذي القعدة في السنة العاشرة من الهجرة، وكان يمشي بين الحجيج ويقول:
"أيها الناس خذوا عني مناسككم، فلعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا".
حجة الوداع
هي أول وآخر حجة للرسول صلى الله عليه وسلم، لهذا سُميت بحجة الوداع، والتي كانت في السنة العشرة من الهجرة، وقبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.
تضمنت خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم بعض التعاليم والقيم الإسلامية التي أوصى بها المسلمين، ليلتزموا بها وأوصاهم بنشرها بين المسلمين وعبر الأجيال. ومنها:
-أن يكون القرآن الكريم والسنة النبوية هي المرجعية للمسليمن.
-أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء، وبحسن معاملتهن ومعاشرتهن.
-يكون الإنسان الصالح هو التقي وليس بالشكل أو المال، وتكون التقوى محلها القلب، حتى لا يكون فيها رياء.
-فرض الإنفاق على النساء من قبل الرجال.
-حرم الحسد، حيث أنه يُشيع الكراهية والبغضاء بين المسلمين.
-حرم القتل والسرقة، لتكون كحرمة الأشهر الُحرم.
-تجنب العبادات الباطلة للمشركين.
-منع استخدام القوة على الضعفاء.
-الحفاظ على حقوق المسلمين.
-تحريم الربا.
ملخص خطبة حجة الوداع
-الالتزام بالأسلوب اللين عند نشر تعاليم الدين.
-تحريم سفك الدماء والسرقة والربا والحسد.
-الإحسان إلى النساء ومعاملتهن بالخير.
-تبليغ الرسالة السماوية ونشرها بين الناس.
-تأدية الأمانات لأصحابها.
-الاهتمام بصلة الرحم.
سبب خطبة النبي في حجة الوداع
شعر النبي صلى الله عليه وسلم باقتراب الأجل، أراد أن يودع المسلمين، وقدم لهم بعض الوصايامن خلال خطبته الأخيرة في الحج.
وأوضح لهم بعض أمور الدين وأوصاهم بتبليغ الشرع ونشره بين الناس، وأختتم خطبته قائلًا:
"لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه".
اجمل ما قيل في خطبة الوداع؟
"أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا رباوإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبدالمطلب".
اخر ما قاله الرسول
وجاء آخر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع كما يلي:
"أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهرالحجر.
من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم".
اليوم اكملت لكم دينكم
وقد نزلت هذه الآية الكريم في يوم عرفة في حجة وداع الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقد قال الله تعالى في سورة المائدة الآية 3:
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا".
حديث حجة الوداع ووفاة النبي
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر ذهب للحج، وسُميث هذه الحجة بعد ذلك بحجة الوداع، وألقى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع التي ودع بها المسلمون.
بكاء سيدنا أبو بكر
وفي يوم عرفة نزلت هذه الآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالإسلام دينا".
عندما سمعها سيدنا أبو بكر بكى وعرف أنها نعي الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت آخر آيةقرآنية نزلت على رسول الله قبل الوفاة بتسعة أيام هي:
"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون".
وبعدها بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يشعر بالألم، ثم اشتد عليه الوجع قبل الوفاة بثلاثة أيام،وكان في بيت السيدة ميمونة.
لهذا طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من زوجاته أن يمرض في بيت السيدة عائشة، فأذنوا له.
سكرات الموت
وهنا حملاه كلًا من علي بن أبي طالب والفضل بن العباس إلى بيت السيدة عائشة، ثم بدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة، وكان يقول:
"لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات".
آخر ما قاله الرسول قبل وفاته
وكثرت الأقاويل بين الناس، فطلب الرسول أن يحملوه إلى المنبر ليتحدث إلى المسلمين، وقال عليه الصلاة والسلام:
"أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض.
والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم..
ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم".
"أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة"
وقال: "أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرًا".
ثم قال: "أيها الناس، إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله".
وآخر كلماته كانت: "أيها الناس، أقرئوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامة".
وفاة رسول الله
حُمل النبي عليه الصلاة والسلام مرة أخرى إلي بيت السيدة عائشة، ودخل عليه عبد الرحمن بنأبي بكر وفي يده سواك، ولم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أخذ السواك من شدة مرضه.
فأخذته السيدة عائشة ولينته بفمها وجعلته طريًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان أخر شيء دخل فمه هو ريق السيدة عائشة رضي الله عنها.
حديث الرسول مع فاطمه قبل وفاته
دخلت السيدة فاطمة بنت النبي عليه السلام وبكت، لأن النبي لم يستطع القيام، فكان يقبلها بينعينيها كلما جاءت إليه، فقال لها:
"أدنو مني يا فاطمة، وقال لها شيء في أذنها، فبكت أكثر..
فلما رأها تبكي قال لها أدنو مني يا فاطمة مرة أخرى، وقال لها شيء آخر، فضحكت.
وبعد وفاته لما سُألت السيدة فاطمة ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لك؟ قالت:
في المرة الأولي قال لي: "يا فاطمة، إني ميت الليلة". أما في المرة الثانية قال: "يا فاطمة، أنت أول أهلي لحاقاً بي".
لحظة وفاة النبي
وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الجميع أن يخرجوا، ونام على صدر السيدة عائشة، ورفع يده إلى السماء وقال: "بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى".
وتقول السيدة عائشة ثم سقطت يد النبي وثقلت رأسه، فعرفت أنه مات، وفتحت الباب الذي يطل على المسجد وقلت مات رسول الله، مات رسول الله، فانفجر المسجد بالبكاء.
أبو بكر الصديق عند وفاة الرسول
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثبت الناس، فدخل علي النبي واحتضنه، وقال:
"وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه. ثم قبله، وقال: طبت حيًا وطبت ميتًا يا رسول الله"، وخرج على الناس وقال:
"من كان يعبد محمد، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".
قبر رسول الله
دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، والتي كانت توجد بجانب مسجده، حيث يفصل بينهم باب، وهو الباب الذي كان يخرج منه النبي للصلاة في المسجد.