رابع يوم العيد.. ضيوف الرحمن تختتم مناسك الحج وطواف الوداع
كتبت-زينب سعيد
اختتم حجاج الكعبة المشرفة مناسك حجهم بطواف الوداع، شاكرين الله أن اصطفاهم لأداء هذه الفريضة، فبعد إتمام رمي الجمرات، جاء ثاني أيام التشريق (12 ذو الحجة) للمتعجلين، وكان آخر أيام التشريق (13 ذو الحجة) لغير المتعجلين.
ويتوجه الكثير من الحجاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق، حيث يأتي طواف الوادع آخر واجبات الحج وآخر مناسكه.
شروط طواف الوداع
ذهب جمهور العلماء إلى وجوب حكم طواف الوداع على من هو ليس من أهل مكة، قبل خروجه من الحرم إلى بلاده، ومن يتركه عليه بذبح فدية في مكة ويوزعها على فقراء الحرم، فإن عجز صام 10 أيام، إلا أنه يعفى منه المرأة الحائض والنفساء، أما عن المقيم في مكة فليس عليه طواف، إذ يكون الوداع فقط عند الانفصال وليس لدى القوامين.
وكى يتم صحة الطواف يجب توافر شروطه التي أولها طهارة الثوب أو المكان، وستر العورة، والنية عند البدء في الطواف.
ومن السنة المؤكدة بعد الانتهاء من الطواف صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر، وإلا فليصل الركعتين في أي مكان من المسجد الحرام.
ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الثانية بعد الفاتحة يقرأ سورة الإخلاص، وإن قرأ بغيرهما فلا بأس في ذلك.
ويختلف طواف الوداع في أيامه مع طواف الإفاضة، حيث يأتي طواف الإفاضة في يوم النحر وهو أول أيام العيد بعد رمي الجمار، أما طواف الوداع يكون آخر عهدهم بالبيت الحرام.
كما ذكر عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ». «أخرجه مسلم»
أدعية الحجاج أثناء الطواف وبعده
وأثناء طواف الوداع، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يدعو الله بين الركن اليماني والحجر الأسود بقوله تعالى:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} البقرة: 201 ومن الوارد أن يردد الحجاج بعد الطواف بعض الأدعية وأبرزها:
« اللَّهُمَّ إن البَيْتَ بَيْتُك، وَالعَبْدَ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبدِكَ، وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِي على ما سَخَّرْتَ لي مِنْ خَلْقِكَ، حتَّى سَيَّرْتَني فِي بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنِعْمَتِكَ حتَّى أعَنْتَنِي على قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فازْدَدْ عني رِضًى، وَإِلَّا فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أوَانُ انْصِرَافي، إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي وَالعِصْمَةَ في دِينِي، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ على كُلّ شيءٍ قدير».
وأعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عن نجاح خطط توافد الحجاج المتعجلين لأداء طواف الوداع.
وتوافد الحجاج لأداء طواف الوداع وفق أرقى الخدمات لهم وفق أعلى المعايير العالمية، وبذلك تمت مناسك الحج ولله الحمد والمنة كقوله تعالى"وأتموا الحج والعمرة لله".