بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والأزهر لتعزيز مجالات التعاون
كتبت _ سارة سبلة
وقعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر بروتوكول تعاون بين الوزارة والجامعة، يهدف إلى تعزيز وتدعيم أوجه الشراكة الاستراتيجية المرتبطة بتنفيذ محور بناء الإنسان المصري، وصقله ثقافيًا وتوعويًا، بما يخدم تأصيل مفاهيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع.
حيث وافق الجانبان ضمن البروتوكول على تكثيف الأنشطة الثقافية والفنية مع الجامعة وفروعها بالمحافظات لاكتشاف ودعم الموهوبين من أبناء جامعة الأزهر في كافة مجالات الفنون والآداب.
وكذلك بالمناطق الحدودية، والاهتمام بالأقاليم فيما يتعلق بالمجالات الإبداعية، وكذلك تكثيف تقديمها لطلاب ما قبل التعليم الجامعي، لإكسابهم الوعي البناء، والمساهمة قي مواجهة الأفكار الهدامة التي يتعرضون لها بالوسائل المتعددة.
والبدء في إعداد تصور شامل لأجندة برامجية متكاملة ثقافيًا وفنيًا وعلميًا ليتم تفعيلها على مدار العام الدراسي لأبناء الجامعة ومراحل التعليم ما قبل الجامعي، تتضمن مختلف الأنشطة والمجالات الإبداعية التي تستهدف بناء الإنسان.
كما تم الاتفاق على ضرورة الاهتمام بمشاركة وإدماج الشباب الأفارقة بالجامعة ضمن الفعاليات الثقافية والفنية المقترحة، واكتشاف مواهبهم والتعبير عن ثقافاتهم وفنونهم المتعددة من خلال فعاليات متنوعة سيتم إعدادها خصيصًا لهذا الهدف.
كما يشمل نطاق التعاون بين الجانبين شتي المجالات الثقافية والتوعوية والفكرية، والمرتبطة كذلك بدعم نشاطات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ونشر وتعميق خطاب الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي في إطار وطني جامع.
واستهدافًا لنبذ خطابات العنف والكراهية، ودعم التعاون وتنمية الوعي الثقافي للمجتمع المصري، كما تتضمن نشر قيم الثقافة والأخلاق والتذوق الفني والهوية البصرية بما يبرز دور الحضارة الإسلامية والعربية التاريخي ودور الحضارة المصرية وتأثيرهما في قيم وثوابت المجتمع المصري، فضلًا عن تعزيز الهوية المصرية .
وقالت وزيرة الثقافة: "يُشرفني أن أكون اليوم في رحاب جامعة الأزهر، هذه المنارة العلمية العريقة، الشاهدة على سماحة مصر ووسطيتها واستنارتها، الجامعة الحريصة على نشر قيم المعرفة والعلم والتآخي والتواد بين بني الإنسان، انطلاقا من جوهر الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية التي تلقتها مصر بحضارتها العريقة، ونشرتها في أرجاء العالم كله من خلال الأزهر وعلمائه الأجلاء، مما يثبت أن مصر هي موطن العلم والسلام والمحبة".
وتابعت: "اليوم نطلق سويًا إطار تعاون ربما يكون الأول من نوعه بين وزارة الثقافة وجامعة الأزهر، حيث تجمعنا رؤى مشتركة، غايتها الأساسية بناء الإنسان المصري وصقله روحيًا بمبادئ ثقافته المصرية الأصيلة وقيمها الحضارية التي أضاءت للبشرية منذ القدم سبل المعرفة والحق والعدل".
وأضافت: "اليوم ونحن نستقبل الجمهورية الجديدة فإننا نحرص أن تتضافر الثقافة والعلم معًا تحقيقًا لرؤية مصر 2030، التي تحتفي بمنظومة قيم الثقافة المصرية، وتتيح سُبل نشر الإبداع والإنتاج الفكري والعلمي، إيمانًا بمقدرة مصر على العطاء المستمر في مختلف مجالات الإبداع الإنساني".
وقالت وزيرة الثقافة: "إننا نتطلع للعمل سويًا في ظل قيادة سياسية رشيدة تضع الإنسان المصري في مكانته التي يستحقها، وتوفر له الحياة الكريمة التي يتطلع إليها، وتعده للمستقبل متسلحًا بالعلم والمعرفة وقيم حضارته الأصيلة، كما أتطلع أن نعمل سويًا لنشر الثقافة المصرية بتنوعها الفريد، واستثمار المواهب الإبداعية والفنية لأبنائنا طلاب جامعة الأزهر".
وأكدت وزيرة الثقافة حرص الوزارة على أن تكون متواجدة داخل جامعة الأزهر، بما تمتلكه الوزارة من خبرات لدعم الأنشطة الثقافية والفنية لتبقى مسيرة الإبداع المصري متصلة ومزدهرة في أرجاء مصر كلها.
من جانبه وجه الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الشكر لوزيرة الثقافة على اهتمامها وحرصها على تقديم أوجه الدعم الثقافي لأبناء جامعة الأزهر، لتفعيل مستهدفات الدولة المصرية في بناء الإنسان.
مُثمنًا زيارة وزيرة الثقافة لجامعة الأزهر، والتي وصفها بالزيارة التاريخية كونها تحمل رؤى بناءة لإعلاء قيمة الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب.
وأكد أن الثقافة المصرية تشهد في عهدها تطورات إيجابية ونهضة ملموسة في إحداث التنوير المجتمعي، وتحقيق مستهدفات الدولة الدولة في هذا الصدد.
وأضاف بأن الثقافة تُمثل قوة كبيرة لحماية الشعوب من أية مخاطر، وضمانة فاعلة للبناء والتقدم.
مؤكدًا أن جامعة الأزهر تحمل رسالته العالمية والحثيثة لنشر الفكر الوسطي، وتأصيل مفاهيم السماحة والتعايش السلمي وقبول الآخر بين الجميع بكافة الأرجاء، والثقافة تمثل قوة حيوية داعمة لتفعيل وتأصيل هذه المفاهيم لدى أبناءنا.
حضر مراسم توقيع البروتوكول، الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، وعدد من عمداء كليات الجامعة، والدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الدكتور الشريف منجود، معاون وزير الثقافة لشؤون المتابعة.