أضغاث أحلام...
كتبت_شيماء غريب
استيقظت في صباح اليوم الأول من شهر يناير لعام 2024... كان النشاط يعتليني وشعرت بالقوة والصحة والصلابة بصورة ما عاهدتها يوماً طوال أيام عمري الماضية... و من فرط قوتي البدنية بدأت يومي برياضة رفع الأثقال... ولم أكتفي بذلك بل قررت ممارسة المشي وقطع أميال بعيدة والإستمتاع بنسمات الصباح... وكان قرار صائب تماماً تنزهت وسط البساتين والحقول الخضراء واستمتعت بزقزقة العصافير... وكان المناخ معتدل كليةً... طوفت أنظر وأتمعن الناس رأيتهم جميعهم سعداء يمرحون وحالهم يشبه حالي بالمثل يستمتعون برياضة المشي ويتسامرون مع بعضهم البعض... و يتبادلون التحايا والسؤال عن الأحوال والكل مهتم بشأن الأخر والإطمئنان عليه... و قد تم الإتفاق فيما بيننا أن نتقابل مرة ثانية بعد الإنتهاء من فترة العمل.. وحددنا ساعة العصاري لنتناول معاً الشاي و نعاود الإستمتاع من جديد.. وذهب كلاً منا إلي عمله المفضل واجتهدنا وأخلصنا في عملنا علي النحو الذي يرضي الله عنا جميعاً... وبعد أن دقت ساعة انتهاء العمل وانطلقت صافرات المصانع تدوي عالياً في سماء بلدنا الحبيب مصر كنا نسرع متلهفين مشتاقين لرؤية البعض... هاتفنا بعضنا البعض وقررنا نجتمع في حديقة الجار رحيم التي كانت قريبة من حدائقنا جميعا... حضر كل واحد فينا سلة ممتلئة من خيرات ما زرعه.. فالبعض اتسعت سلته بالمانجو والأخر بالعنب وغيرنا بالتين... كان الخير يعم المكان وقامت الجارات بإعداد أشهي المأكولات وأقامن مائدة جماعية كانت تفيض بالخير والسعادة علي الجميع... كانت الأطفال تلهو وتمرح و الأغاني تتنوع وتتمايل مع كل الأذواق تارة وطني وتارة شعبي وتارة أخري ديني وطربي... وكل واحد فينا يؤثر أخاه علي نفسه في كل شئ... لعبنا كباراً وصغاراً... صلينا الشفع والوتر..... وأقام مينا و بوليس قداسهم تصافحنا جميعاً... كان صوت ضحكاتنا يرفرف في عنان السماء... كانت الزغاريد تتلالأ كالدرر عندما علمنا أن رئيس الجمهورية اصدر قرار جمهوري بصرف مليون جنيه مصري لكل مواطن لمدة سنة كاملة... كما توعد سيادته أن يفتح مدرسة جديدة بجانب كل مسجد وأن تكون بالمجان لكل أبناء الوطن... وهللنا بأعلي صوتنا عندما أصدر قرار بإرسال جميع طلاب الثانوية العامة بعثة للخارج بالمجان... و كانت المفاجأة الكبري عندما شاهدت رئيس الوزراء يقوم ببناء شقة لكل رب أسرة كهدية له مقابل ما بذله من جهد في سبيل النهوض بالبلاد....
وفجأة وجدت فتاتي تنادي أمي أمي... أراكِ تبسمين وأنتِ نائمة.... أتحلمين؟؟؟؟؟!
و تصبب العرق مني صبا وقمت وانتفضت من
نومي وسألت نفسي
هل هي رؤية؟!
أم هي أضغاث أحلام.