الجهاز التنفيذي لتعليم الكبار يحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية
متابعة : سـعيـد شـاهيـن
يُعد "تعليم الكبار" أحد الأدوات والمفاتيح الرئيسة داخل المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، كما يُعد القضاء على الأمية أو الحد منها بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الإقتصادي، والإجتماعي، والصحي والأمني والسياسي، ويهدف اليوم العالمي هذا العام إلى:
التوعية بمعاناة أكثر من [775] مليون حول العالم من خطورة الأمية، حيث يمثل ثلثي هذا الرقم من النساء، اللاتي هن العمود الفقري للأسرة، والأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وإن الإهتمام بتعليم المرأة هو الإهتمام بالمجتمع بأسره ولما لا ؟ وقول أمير الشعراء ،أحمد شوقي ،رحمة الله ،يُجسد هذا المعنى في قوله " وإذا النساءُ نَشَأْنَ في أُمِّيَّةٍ رَضَعَ الرجالُ جَهَالةً وخُمُولا ".
ويركز الجهاز التنفيذي لتعليم الكبار، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد ناصف، على دور المعلمين وتغيير ممارسات التدريس في ظل التكنولوجيا التي أصبحت توفر الوقت والجهد والتكاليف وتكسب عملية التعلم المتعة وتجعلها شيقة، وتحديد الإستراتيجيات المستقبلية والحديثة للحد من هذه المشكلة، وتبادل الخبرات والتجارب العالمية والممارسات الناجحة.
وتسليط الضوء على مهارات القراءة والكتابة وتشجيع الدارسين الكبار على تطويرها، بعد أن تم إغلاق الكثير من فصول الدراسة حول العالم في أثناء جائحة كورونا والتي سوف يكون لها تداعيات مستقبلية على تزايد معدلات الأمية، وحث منظمات المجتمع المدني على التبرع بالمال والجهد لمحاربة الأمية؛ فالجهود الحكومية مهما أوتيت من قوة لا يمكن أن تصفق منفردة.
استضافة مراكز الفكر ومنتديات الحوار لوضع الاستراتيجيات وتنفيذ أفضل السياسات لقضية محو الأمية لرفع الوعي بأهمية القضية، والتأكيد على حث الشباب على التطوع في محاربة الأمية، باعتبارها من أهم المشكلات الاجتماعية التي ينعكس تأثيراتها السلبية على التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والإقتصادية والبيئية.
ويضيف "ناصف" قائلا : "إن القضاء على الأمية سوف يُساهم في تحقيق العديد من المكاسب التي تساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وأكثر سلمية، حيث تتمثل هذه المكاسب في:
تحقيق التماسك الإجتماعي، داخل المجتمع، وتعزيز مفاهيم الولاء والإنتماء، وفهم الجوانب الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والتاريخية للمجتمع الذين يعيشون فيه مما يمكنهم من قبول التنوع والقبول بالآخر".
وأكد "رئيس الجهاز التنفيذي لتعليم الكبار" على ضرورة تمكين الدارسين "الكبار" من الوصول إلى المعلومات، مما يساعد في الحد من انتشار الإشاعات والمعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة التي قد تحدث الإرتباك والصراعات داخل المجتمع الواحد.
ويعمل الجهاز التنفيذي لتعليم الكبار، على مساعدة الدارسين الكبار في حل الصراعات،و التي قد تنشب بيهم بطرائق سليمة ، فالأشخاص الذين يجيدون القراءة والكتابة والحساب يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومخاوفهم بصورة فعالة وصولاً إلى أرضية مشتركة وحلول وسط.
تعزيز المساواة بين الجنسين، وتحقيق التمكين للمرأة ؛ فعندما تتعلم المرأة القراءة والكتابة يجعلها ذلك قادرة على المشاركة في عمليات صنع القرار، والحصول على فرصتها الحقيقية في التعليم والعمل والمساهمة في تنمية أسرتها ومجتمعها مما يساهم ذلك في بناء مجتمعات أكثر سلمية، والوقاية من التطرف فتعليم القراءة والكتابة والحساب، يُعد من أهم الأدوات والوسائل لمكافحة التطرف والراديكالية داخل المجتمع ،لأنه يُمكن الأفراد داخل المجتمع من القيام بعمليات التحليل النقدي للأيديولوجيات ومن ثم سوف يصبحون أقل عرضة للخطابات المتطرفة التي تدعو إلى العنف وتحد من السلمية بين شرائح المجتمع الواحد.
تعزيز المواطنة النشطة:
فالقضاء على الأمية سوف يمكن الأفراد داخل المجتمع من فهم حقوقهم ومسؤولياتهم كمواطنين يشاركون في الأنشطة المدنية التي تنبذ العنف وتعزز العمليات الديمقراطية التي تعزز السلام داخل المجتمع، والحد من الفقر ،وتعزيز التنمية الاقتصادية داخل المجتمع، حيث تزداد فرص الذين تعلموا في العمل وبالتالي تحسين مستواهم الإقتصادي مما يُساهم في تحقيق الاستقرار المادي لهم ولأسرهم وللمجتمع بأسره.
تعزيز الجوانب الصحية والرفاهية ،لمن تحرر من الأمية، حيث يستطيعون قراءة المعلومات الصحية والنشرات الدوائية وفهمها واتباع الإرشادات الصحية المناسبة بالصورة التي تحقق لهم الرفاهية والطمأنينة، مما يُساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة ومرونة.