نبيل أبوالياسين: «جوبايدن » يخرج بخدعة جديدة ويهود أمريكا يرفضون الإبادة في غزة
كتب: محمد جوده
قال"نبيل أبوالياسين "رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» لجريدة "القارئ نيوز"، إن النظام العالمي يموت الآن في غزة، ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بشكل فوري قد يوفر الفرصة الأخيرة للتوصل إلى سلام عادل ودائم للشعب الفلسطيني قبل أن تشتعل المنطقة بأكملها، وإن المزاعم الامريكية البريطانية لحماية الملاحة البحرية خدعه جديدة يقودها الرئيس الأمريكي "جوبايدن" وَيَتَّخَذهَا ذَريعةً للقيام بعدوان ضد "اليمن" لحماية مصالح الإحتلال الإسرائيلي فقط.
وأضاف"أبوالياسين" لـ"القارئ نيوز" أن الحرب المستمرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وجهت ضربة ساحقة للنظام الأمني المتعدد الأطراف، وتهدد بتنفير العالم العربي والإسلامي لضمان سلام دائم للفلسطينيين والمنطقة بأكملها، ويجب التعامل مع الصراع بسرعة، وإلهام الإصلاحات لخلق نظام عالمي أكثر إنصافاً، فبعد أن ضرب كوفيد-19 في عام 2020، مما خلق الفزع والبؤس، كنا نآمل أن تظهر بعض الخطوط المشرقة من هذه المأساة العالمية لبعض الوقت، وبدا ذلك ممكناً، وكان الوباء تذكيراً قوياً بنقاط ضعفنا المشتركة، وإنسانيتنا المشتركة، وأهمية التضامن الذي يتجاوز إختلافاتنا وحدودنا.
مضيفاً: والآن ومع ذلك أتساءل عما إذا كنت مخطئاً حتى في الأمل وبمجرد أن هدأ الوباء، هرعناً إلى الهاوية بقوة متجددة لم يعلق أي من دروس التضامن، كما لو كنا نُغطى بالتفلون ويبدو أن العديد من أركان النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، إن لم يكن كلها تنهار بشكل كامل، وأصبح الصراع العنيف الطريقة الإفتراضية لتسوية الخلافات بين البلدان كما نشاهد في "روسيا وأوكرانيا" وداخل البلدان "سوريا والسودان"، في حين أن النظام الأمني المتعدد الأطراف برئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ينزلق إلى عدم الصلة، فضلاًعن، الجامعه العربية التي أصبحت عاجزه عجز كلي فيما يخصها من القضايا العربية، ولاسيما؛ القضية الرئيسة القضية الفلسطينية وعجزها عن دخول المساعدات عنوه لقطاع غزة الذي يتضور جوعاً الآن !؟.
كما أضاف"أبوالياسين" لـ "القارئ نيوز" علاوة على ذلك إتسعت فجوة عدم المساواة بين الشمال والجنوب العالمي، ويعاني المزيد من البلدان الأخيرة من أعباء الديون المنهكة، وقد أدىّ هذا بدوره إلى تفاقم الفقر، وتغذية الهجرة وزرع عدم الثقة، مع إرتفاع الشعبوية والإستبداد، وإشتدت الهجمات على حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية والإنسانية، وفي بعض الحالات أعطت قشرة الإنتخابات هذه الهجمات شرعية زائفة، وسرعان ما أصبح التنافس المكثف بين الولايات المتحدة والصين وغيرهم من الدول غاية في حد ذاته.
ولفت"أبوالياسين" لـ "القارئ نيوز" إلى المحاولات الأمريكية المكشوفة لتضليل العالم بشأن ما يجري في البحر الأحمر سعياً من قبل واشنطن وتنجر وراءها بريطانيا لإختلاق أزمة دولية لتحميل اليمن تبعاتها دون وجه حق، ورغم أن "اليمن" أكدت؛ مراراً وتكراراً أن المستهدف من عملياتها هي السفن الإسرائيلية فقط، أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة إسناداً للشعب الفلسطيني بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الإجرامي والفاشي ضد أشقاءهم في قطاع غزة، لذا؛ إننا نهيب بجميع الدول أن تطمئن إلى جانب الموقف اليمني، وألا تسمح لنفسها أن تكون ضحية الخداع الأمريكي، كما يجب على الإدارة الأمريكية نفسها التي أصبحت تجر العالم للهاوية أن توقف عملية الهروب من مسؤولية "وقف العدوان الإسرائيلي" على غزة نحو إختلاق أزمات الجميع في غنى عنها، ومن هنا نقول؛ من حق اليمن العمل على مبدأ حق الدفاع عن النفس حتىّ لا يسمح لأمريكا وشركاءها بإنتهاك سيادتها لأنها لن تظل مكتوفة اليدين أمام أي عدوان تتعرض لها.
لافتاً؛ إلى أسباب مهمة لعدم إنتهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أي وقت، والمتطرفون وجماعات الضغط والتدخل في الغرباء والمشاكل الهيكلية الأعمق تعني أن القضية الفلسطينية من المرجح أن تظل دون حل، وإذا كنت قد تابعت أو درست تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وتتابع الأخبار من تلك المنطقة على أساس منتظم، فمن المحتمل أن يكون لديك وجهة نظر جيدة التشكيل حول سبب عدم حل الصراع الطويل بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومع ذلك، إذا لم تكن على دراية كبيرة بهذا التاريخ، وتميل إلى الإنتباه إلى القضية فقط عندما يحدث شيء بشع كما هو الحال الآن، فقد تسأل نفسك ما هي المشكلة هنا؟، ولماذا لم يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من تسوية خلافاتهم والمضي قدماً في ذلك؟.
متواصلاً؛ فقد" تَهَادَنَت" أمريكا مع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، والعلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام ودية الآن حتى المجتمعات المضطربة مثل جنوب أفريقيا وأيرلندا الشمالية تحركت نحو العدالة والسلام، فلماذا فشلت الجهود المختلفة لإنهاء هذا الصراع الآخر في فلسطين؟، بحيث نشهد الآن أسوأ إراقة دماء فلسطينية منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948؟، وهنا سأعطيكم الجواب في أهم "5" أسباب للرد على لماذا يستمر العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة في إزهادة أرواح الأبرياء، ومحاولة زعزعة إستقرار المنطقة بأكملها، وإستهلاك كميات غير متناسبة من عرض النطاق الترددي السياسي لـ"واشنطن"، وإدامة الخوف والمعاناة والظلم.
السبب الأول: هي أهداف غير قابلة للتجزئة، وفي قلب هذا النزاع تكمن مشكلة بنيوية "عميقة" فالإسرائيليون يريدون العيش في نفس القطعة من الأرض "فلسطين" والسيطرة عليها، ويعتقدون زيفاً أنها ملكهم الشرعي، وأن لديها أساس لمطالبتها، وتعتقد بشدة أن موقفها يجب أن يتفوق على موقف الجانب الآخر "الفلسطيني"!؟، وإذا أضفنا إلى هذا المزيج الوضع المعقد والمتنازع عليه للقدس، وهي موقع مقدس للديانات الثلاث الكبرىّ"الإسلامية والمسيحية، واليهودية" وفق زعم اليهود فسوف نحصل على وصفة قوية لتكرار المشاكل، وعلى الرغم من وجود العديد من المقترحات لتقاسم الأراضي خلال القرن الماضي، إلا أن الأصوات التي تدعو إلى التسوية تم إغفالها أو تهميشها من قبل أولئك اإسرائيليين الذين يريدون كل الأراضي المتنازع عليها، ومن المؤسف أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها القومية المزيفة عادةً.
السبب الثاني: المعضلة الأمنية، وبالنظر إلى المشكلة الأولىّ، إلى جانب صغر حجم الأراضي المتنازع عليها، يواجه المجتمعان معضلة أمنية شديدة، وأدرك القادة الصهاينة منذ البداية أنه سيكون من الصعب إنشاء دولة يسيطر عليها اليهود مع أقلية عربية كبيرة، ناهيك عن أغلبية، وأدىّ هذا الإعتقاد إلى أعمال تطهير عرقي خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، ومرة أخرى في عام 1967 عندما إستولت إسرائيل على الضفة الغربية.
السبب الثالث: الدخلاء غير المفيدين للقضية أبرزهم"أمريكا وبريطانيا"كما تم تأجيج الصراع بين الكيان المحتل وفلسطين، وإدامتةُ من قبل الأطراف المتداخلة، والتي عادةً ما كانت تدخلاتها ذات المصلحة الذاتية نتائج عكسية.
السبب الرابع: المتطرفون اليهود التابعين أغلبهم لحكومة "نتنياهو" اليمنية المتطرفة الآن، وكما هو الحال في أماكن أخرىّ، يمكن لأعداد صغيرة من المتطرفين في بعض الأحيان أن يعرقلوا الجهود ذات النوايا الحسنة لحل المشاكل الصعبة، وكانت عملية أوسلو للسلام في التسعينيات هي الأقرب إلى الجانبين على الإطلاق لتحقيق نهاية عملية للصراع، ولكن المتطرفين اليهود ساعدوا في تقويض هذا الطريق المفعم بالأمل إلى السلام، وقوضت سلسلة من العدوان الإسرائيلي على أماكن متفرقة في فلسطين، فضلاًعن؛ قتل مستوطن إسرائيلي أمريكي 29 فلسطينياً في عام 1994 في محاولة متعمدة لوقف جهود السلام، وإغتال متعصب إسرائيلي آخر في وقت لاحق رئيس الوزراء إسحاق رابين، وبالتالي ساعد "بنيامين نتنياهو" المتطرف بشكل غير مباشر على أن يصبح رئيساً للوزراء.
السبب الخامس: اللوبي الإسرائيلي على عكس ما قد يعتقده البعض، ولا أحمل مجموعات مثل إيباك أو رابطة مكافحة التشهير أو المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل المسؤولية الوحيدة عن إستمرار الصراع، ولكنهم وغيرهم من المجموعات والأفراد ذوي التفكير المماثل كانوا عوائق خطيرة أمام التقدم، فضلاًعن؛ اللوبي الصهيوني المتواجد بأمريكا هو المتحكم في السياسات الأمريكية وخصوصاً السياسة الخارجية، وقد شاهدنا سطوتةُ على صناع القرار، وكل من ينتقد المجازر والإبادة في غزة، أو ينتقد العدوان الإسرائيلي يجبر على الإستقالة أو يتم إقالتة كما فعل في رؤساء جامعات أميركية، وغيرهم من الصحفيين، وكان أخرها وقعت إقالة المذيعة"أنطوانيت لطوف" من ABCNews في إشارة فظيعة على حرية الإعلام والصحافة بعد حملة مؤيدة لإسرائيل لنشرها على وسائل التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لتقرير سبق ونقلتةُ "منظمة هيومن رايتس ووتش" وقالت: ABCNews إنها تتعمد إنتقاد إسرائيل!؟.
وتقول"أنطوانيت لطوف" إنها "ألقيت تحت الحافلة" من قبل ABC، وأضافت" لطوف" المذيعه في الشبكة الأمريكية أنها إستهدفت "هجوماً مدبراً" يهدف إلى تدمير سمعتها وكتم أصوات الصحفيين الآخرين بعد إقالتها بسبب منشور على وسائل التواصل الإجتماعي حول الحرب في غزة، وتتزامن تصريحات لطوف مع تحذير من موظفي ABC السابقين البارزين من أن إستقلال المذيع يمكن أن يعاني إذا بدأ الصحفيون في الرقابة الذاتية خوفاً من الإنتقام.
وأشار"أبوالياسين" لـ "القارئ نيوز" إلى تلقين الهيئة السياسية الأمريكية بنظرة من جانب واحد للصراع في فلسطين، وعملت هذه المجموعات "اللوبيات"بنشاط على عرقلة كل محاولة جادة من قبل رئيس أمريكي لإنهاءها، والرؤساء بيل كلينتون، جورج دبليو، كان كل من بوش وباراك أوباما ملتزمين علناً بتحقيق حل الدولتين، وقام كلينتون وأوباما بمحاولات جادة لتحقيق ذلك، لماذا؟ لأنه، كما قال: أوباما سابقاً، وآخرين كانت الدولتان لشعبين وفي مصلحة إسرائيل، ومصلحة فلسطين، ومصلحة أمريكا، ومصلحة العالم، ولكن على الرغم من النفوذ الهائل المحتمل تحت تصرفهم، لم يكن أي من هؤلاء الرؤساء على إستعداد للضغط الخطير على إسرائيل أي من خلال جعل المساعدات العسكرية الأمريكية والدعم الدبلوماسي مشروطاً بالتوصل إلى صفقة عادلة، ولم يتمكنوا حتى من جعل المساعدات الأمريكية والحماية الدبلوماسية مشروطة بوقف إسرائيل لبناء المستوطنات والبدء في تفكيك نظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة.
مشيراً؛ إلى أن حتى المنظمات البارزة المؤيدة لإسرائيل التي دعمت حل الدولتين، مثل جي ستريت وأمريكيون من أجل السلام الآن، لم تدعو حتى وقت قريب قادة الولايات المتحدة إلى إتخاذ هذه الخطوة، أو الضغط على أعضاء الكونغرس لدعم ممارسة ضغط ذي "مَغْزًى" على إسرائيل، نظراً لأن إسرائيل لم تخضع أبداً للمساءلة من قبل راعيها وحاميها الرئيسي، ولم تشعر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أبداً بأي حاجة إلى تقديم تنازلات، أو النظر في العواقب طويلة الأجل لأفعالها، وكانت النتيجة كما حذرنا وحذر الكثير قبل سنوات عديدة، مجرد نوع من الكارثة التي تواجهها إسرائيل والفلسطينيون اليوم!؟.
وختم"أبوالياسين " بيانه الصحفي قائلاً: لـ "القارئ نيوز" إن كل من هذه العوامل الـ "5" التي تم ذكرها الوحده ستكون عقبة هائلة أمام السلام، وهناك بلا شك عوائق أخرىّ تركتها خارج هذه القائمة، ويؤسفني أن مما أقوله: هو إن هذا الصراع لن ينتهي في أي وقت قريب، وهذه مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، على الرغم من أن الأخيرة هم الذين يعانون من أكبر الخسائر إلى حد بعيد، وعلاوة على ذلك، قد يعرض سلوك إسرائيل في حرب غزة الحالية اليهود في جميع أنحاء العالم للخطر من خلال تأجيج معاداة السامية، ولأن إدارة "جوبايدن" متواطئة بنشاط في حملة إسرائيل الوحشية وربما الإبادة الجماعية في غزة، ستدفع الولايات المتحدة ثمناً أخلاقياً وإستراتيجياً خطيراً لدورها في هذه الكارثة.