السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
جريدة القارئ نيوز جريدة القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ثورة 25 يناير .. قصة سلام وحب قادها الشعب المصري

Tahrir_Square_during_8_February_2011
Tahrir_Square_during_8_February_2011

كتبت _ سارة سبلة

تحل اليوم الخميس ذكري ثورة 25 يناير، وانطلقت الثورة يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق 21 صفر 1432 هـ، حيث دعت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المصريين إلى التخلص من النظام والفساد وسوء معاملة الشرطة وحالة الطوارئ والأوضاع السياسية السيئة في فترة حكم مبارك.

وتسببت بعض الأحداث قبلها إلى ارتفاع حدة الاحتجاجات ومنها اندفاع الثورة التونسية ومقتل الشاب خالد سعيد وأيضاً مقتل سيد بلال وحادث كنيسة القديسين بالإضافة إلى نتائج انتخابات مجلس الشعب المصري وسط اتهامات من المعارضة بتزويرها واستحواذ الحزب الحاكم عليها أغلب مقاعدها.

وأنتشرت المظاهرات في البداية في الميادين العامة مثل ميدان التحرير وانتقلت الاحتجاجات إلى السويس حيث شهدت سقوط عدد من القتلى رمياً بالرصاص.

كما بادرت الحكومة المصرية بقمع الاحتجاجات عن طريق قطع الأنترنت وكافة الإتصالات، مما دفع العديد من القوى السياسية والمعارضة للمشاركة في احتجاج جمعة الغضب يوم 28 يناير.

والتي شهدت أعنف المظاهرات وحدوث احتكاك من قوات الشرطة مع المتظاهرين والتعامل معهم بالأسلحة النارية والقنابل المسيلة، وتم اقتحام السجون وهروب عدد كبير من النزلاء وهجوم على أقسام الشرطة مما تسبب في حالة انفلات أمني بعد هروب عناصر الشرطة وسقوط العديد من القتلى، وقام العديد من المواطنين بإنشاء لجان شعبية لحفظ الأمن وسد الفراغ الأمني.

وقام الرئيس حسني مبارك بإعلان حالة الطوارئ ونزول قوات الجيش لتأمين منشأت ومرافق الدولة وتم إعلان حالة حظر تجول.

كما أصدر عدة قرارات ومنها إقالة وزارة أحمد نظيف وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة وتعيين عمر سليمان نائبًا للرئيس، وأعلن عدم ترشحه في الانتخابات القادمة.

وفي يوم 1 فبرير وعقب قيام مبارك بإدلاء خطاب للجمهور في اليوم السابق قامت مجموعة من مؤيديه بالتجمهر أمام مبنى ماسبيرو وبعدها أتجهوا نحو ميدان التحرير وحدثت إشتباكات دموية بينهم وسقط عدد كبير من الجرحى والقتلى.

وفوجئ المتظاهرين بهجوم من الأحصنة والجمال عليهم في واقعة سميت بموقعة الجمل واتهمت جهات عديدة نظام مبارك بتجنيد بعض البلطجية والمرتزقة لفض التظاهر. استمرت الاعتصامات والمظاهرات في عدة ميادين مصرية أبرزها ميدان التحرير وميدان مسجد القائد إبراهيم وأستمرت طوال 18 يوم.

وأدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 (الموافق 8 ربيع الأول 1432 هـ) ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقياده محمد حسين طنطاوي بإدارة شئون البلاد.

أبرز الميادين التي خلدت أحدات الثورة الشعبية في مصر

وتظل بعض الميادين والشوارع الرئيسية تذكر بأحداث بارزة عاشها المصريون في ذلك الوقت، وربما لن تُمحى من ذاكرتهم بمرور السنوات.

وكانت المظاهرات التي بدأت في 25 يناير / كانون الثاني عام 2011 وتمركزت في ميادين مصر المختلفة لمدة 18 يوما للمطالبة برحيل النظام قد دفعت الرئيس السابق حسني مبارك إلى التخلي عن السلطة بعد نحو ثلاثين عاما في الحكم.

ميدان التحرير

يعد هذا الميدان الذي يطلق عليه البعض اسم "ميدان الثورة" الرمز الأبرز الذي توجهت إليه الأنظار، وركزت عليه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، نظرا لموقعه في قلب العاصمة المصرية القاهرة، فكان أبرز "أيقونة" ترتبط بـ"ثورة يناير".

فقد اعتبر هذا الميدان مركز الثورة الأول، وفيه تجمعت أغلب رموز الحركة الوطنية المصرية من جميع التيارات السياسية والحزبية والمستقلة، ومنه كانت تعلن أبرز التصريحات والمطالب على لسان شخصيات سياسية بارزة، وشباب متحمسين ربما لم يكن يعرفهم كثيرون قبل ذلك.

وتطل على ميدان التحرير شوارع عديدة، شهدت أيضا احتجاجات واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خلال أحداث يناير وما تبعها من أحداث، ومنها شارع محمد محمود، وشارع طلعت حرب، وشارع القصر العيني.

كما يضم الميدان في جنباته المختلفة عددا من المنشآت والمؤسسات المهمة، التي تردد ذكرها أثناء تلك الأحداث، ومنها مسجد عمر مكرم، الذي كان يتخذه بعض المتظاهرين مركزا طبيا لعلاج المصابين، والمتحف المصري، ومجمع التحرير للمصالح الحكومية، والمجمع العلمي.

وليس مستغربا أن يكون ميدان التحرير هو أيقونة ثورة يناير، إذ شهد الميدان أيضا ثورة 1919 الشعبية، بقيادة الزعيم سعد زغلول، وهي الثورة التي يعدها كثيرون من أهم الثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.

كما انتفض المصريون ضد الاحتلال الانجليزي في عام 1935 في قلب هذا الميدان، الذي أسسه الخديوي إسماعيل، ليحاكي ميدان الشانزليزيه في باريس.

جسر قصر النيل

كان جسر قصر النيل في شارع التحرير المؤدي إلى الميدان مسرحا للمواجهة بين المتظاهرين وبين قوات الأمن التي كانت تقف في منتصف الجسر تقريبا لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير.

ومن أبرز الصور التي انتشرت لذلك الجسر تلك الصورة التي وقف فيها المتظاهرون في منتصف الجسر أمام قوات الأمن، بينما كانت قوات الأمن تحاول تفريقهم باستخدام خراطيم المياه لمنع تقدمهم نحو ميدان التحرير.

ميدان عبد المنعم رياض

يقع ميدان عبد المنعم رياض على بعد خطوات من ميدان التحرير، وكان شاهدا أيضا على العديد من أحداث الثورة الشعبية في يناير /كانون الثاني عام 2011.

ومن أبرز الأحداث تلك الاشتباكات التي وقعت عشية ما عرف بـ "موقعة الجمل"، ومرت من ميدان عبد المنعم رياض إلى ميدان التحرير.

وفي نهار يوم الثاني من فبراير/ شباط 2011، وهو يوم "موقعة الجمل"، حضر بعض من وصفهم التلفزيون الرسمي بـ "مثيري الشغب"، إلى ميدان عبد المنعم رياض، ومنه إلى ميدان التحرير، وهم يمتطون الجمال والخيول والبغال لمهاجمة المتظاهرين، لكنهم فشلوا في تفريقهم وسقط بعضهم في أيدي المتظاهرين.

ساحة مسجد الاستقامة - الجيزة

خرج المتظاهرون في ما يعرف بـ"جمعة الغضب"، ويوافق 28 يناير/ كانون الثاني بعد أداء صلاة الجمعة بمسجد الاستقامة بالجيزة يتوسطهم الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدد من المعارضين والناشطين السياسيين.

وقد أعطى ذلك زخما لأحداث الثورة، إذ كانت الساحة التي تقع أمام المسجد شاهدة على المواجهات التي اندلعت بين المعارضين لمبارك وقوات الأمن التي استخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز لتفريقهم.

وقد تمكن المتظاهرون في نهاية المطاف من السير باتجاه ميدان التحرير.

ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية

رأى سكان مدينة الإسكندرية في هذا الميدان، الذي أطلق عليه البعض اسم "ميدان تحرير الإسكندرية" نقطة التقاء مثالية نظرا لموقعه المتميز في منطقة محطة الرمل.

كان المتظاهرون يتوافدون إلى تلك الساحة من أنحاء متفرقة، وشهد الميدان اشتباكات حامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة، لا تقل ضراوة عن تلك التي وقعت في ميدان التحرير.

وكانت هناك أيضا ساحة مسجد سيدى بشر، وميدان الساعة، وميدان الشهداء بمنطقة محطة مصر، وهي ميادين تظل شاهدة على أحداث تلك الانتفاضة الشعبية في 2011 في محافظة الاسكندرية.

ويعود اسم المسجد إلى إبراهيم باشا، أحد أبناء محمد علي باشا الذي كان واليا على مصر، ويعد مؤسس مصر الحديثة.

ميدان الأربعين في السويس

احتل ميدان الأربعين في السويس مكانة خاصة بين "ميادين الثورة" في مصر، إذ تشير تقارير إلى أن أول شهداء ثورة يناير سقطوا في ذلك الميدان قبل يوم "جمعة الغضب" في 28 يناير/كانون الثاني.

ولميدان الأربعين تاريخ طويل مع الثورة، إذ يعد الميدان رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمصر، فقد خرجت المقاومة الشعبية في السويس للشوارع لمواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تفرض حصارا على المدينة إبان حرب أكتوبر عام 1973.

وكان من بين أبرز وجوه ثورة يناير في السويس الشيخ حافظ سلامة، وهو أحد أبطال المقاومة الشعبية، وقد شارك في الثورة رغم تجاوزه 85 عاما، وقد ألهب حماس شبابها، وطالب الرئيس السابق مبارك بالتنحي عن السلطة.

ميدان الشون بالمحلة

عرف ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى شمالي القاهرة بأنه مهد الثورة ضد نظام مبارك، إذ خرجت فيه احتجاجات عمالية واسعة في يوم 6 إبريل/نيسان عام 2008، والتي عرفت حينها بـ"انتفاضة المحلة".

وقد تأسست حركة السادس من إبريل تخليدا لذكرى ذلك اليوم، الذي خرج فيه متظاهرون للشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحسين أوضاعهم المعيشية.

وفي يوم 28 يناير/كانون الثاني، وتوافد المتظاهرون إلى الميدان للمطالبة بإسقاط النظام، واعتصموا فيه حتى إعلان تنحي مبارك عن السلطة.

وتشتهر مدينة المحلة بحركتها العمالية النشطة، وتضم أكبر مصانع للغزل والنسيج في البلاد.

ميدان الممر بالاسماعيلية

لقد مرت أغلب المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدينة الإسماعيلية من هذا الميدان، الذي يطلق عليه البعض لقب ميدان "الثورات".

وقد شهد الميدان إبان ثورة يناير مظاهرات حاشدة، وتمكن المتظاهرون من الصمود في وجه قوات الشرطة التي تراجعت بعد فشلها في تفريقهم.

ويمثل ميدان الممر قيمة رمزية وتاريخية لدى سكان المدينة، فهو رمز من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي لمصر.

ميدان الشهداء في بورسعيد

لم تكن المظاهرات التي خرجت في 25 يناير في مدينة بورسعيد أقل حماسة من تلك التي خرجت في السويس أو الإسكندرية، وكان ميدان الشهداء في قلب مدينة بورسعيد هو قبلة المتظاهرين الرئيسية.

واعتصم المتظاهرون في الميدان قبل أن يقرر مبارك الرحيل عن السلطة، وشهد الميدان احتفالات حاشدة عقب تنحي مبارك بعد أن شعر المتظاهرون بأنهم حققوا حلما كان "مستحيلا" في نظر البعض.

وهكذا لعبت تلك الميادين في مصر دورا بارزا إبان ثورة 25 يناير عام 2011، وستظل شاهدة على الحدث الذي يعتبره البعض نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث.

تم نسخ الرابط