بين الملعب والمأمول: نجوم الكرة الذين أضاءوا في خدمة الأمن
كتبت: بسنت عصام
يحتفل المصريون في الخامس والعشرين من يناير بالذكرى السنوية لاحتفالات أعياد الشرطة.يبدأ الجميع في استعراض قصص وحكايات بطولات رجال الشرطة المصرية، سواء داخل الوطن أو في المهمات الخارجية.هناك العديد من أمثلة نجوم كرة القدم الذين تألقوا على الملاعب وأصبحوا ليس فقط نجوماً في مجال الرياضة، بل أيضاً تألقوا في المناصب التنفيذية وتقدموا في تدرج وزارة الداخلية، حاملين راية النجمة والنسر والسيفين على أكتافهم.ويتبوأ منهم مكانة بارزة، فهم يجسدون هذا التوازن الفريد بين التألق في الملاعب والإلتزام بالمسؤوليات التنفيذية.
ما وراء الميكروفون
مدحت شلبي، المعروف بلقب "شلبوكا" أو "كابتن مدحت"، يُعتبر نجمًا للتعليق الرياضي، حيث يُمتع المشاهدين بتعليقاته الساحرة والفكاهية.إن تواجده في وزارة الداخلية، بالتحديد كمساعد لرئيس قطاع الأحوال المدنية، لم يحول دون تحقيق حلمه في أن يصبح واحدًا من نجوم العالم الرياضي.بدأ مشواره في كرة القدم مع فريق الشرطة، ورغم عدم حظه الوافر في مجال اللعب، إلّا أنه وجد ميدانًا خصبًا في التعليق الرياضي وتقديم البرامج الرياضية، وباتت تعليقاته جزءًا لا يتجزأ من قاموس عشاق الرياضة.على الرغم من عمله الطويل في مجال التقديم التلفزيوني، بعيدًا عن أروقة الرياضة في البداية، وتجربته كمدرب ومدير للعلاقات العامة في اتحاد الكرة، إلا أنه استمر في بناء مساره الرياضي حتى وصل إلى المكانة التي يحظى بها اليوم.
بين ميدان اللعب والمسؤولية الإدارية
إبراهيم يوسف النجم الراحل لنادي الزمالك، غادر عالمنا منذ سنوات.شغل دورًا بارزًا كلاعب في فريق الزمالك، وفيما بعد تسلم مسؤوليات عضوية مجلس الإدارة في النادي، قبل أن ينتقل إلى محطته الأخيرة.
تألق في الملاعب وتحول إلى قائد برتبة اللواء
من بين هؤلاء النجوم يبرز أحمد سليمان، الذي كان لاعبًا بارعًا في صفوف الزمالك وشغل موقع مدرب حراس المرمى للمنتخب الوطني خلال فترته الذهبية.ساهم بشكل كبير في تحقيق كأس الأمم الأفريقية في ثلاث مناسبات متتالية في الأعوام 2006 و2008 و2010.وفي الوقت الحالي، يشغل منصب لواء، مؤكدًا بذلك تقدير المجتمع لتفانيه وإسهاماته.
من بريق الأهلي إلى الريادة الإدارية في الداخلية
في الثمانيات، كان فوزي سكوتي نجمًا لافتًا في صفوف الأهلي، حيث خطف الأنظار بأدائه المتميز مع المارد الأحمر.بعد مسيرته الرياضية، شارك كمدرب ومدير لقطاع الناشئين في نادي الداخلية، ثم تولى دور المشرف على النشاط الكروي في نادي اتحاد الشرطة.لم يقتصر إسهامه على ذلك، بل شغل أيضًا عدة مناصب تنفيذية في وزارة الداخلية.
بين أنحاء الملعب وكواليس الشرطة
على غيط، النجم السابق لنادي الإسماعيلي، يشكل إحدى الشخصيات التي تميزت بتمارينها الرياضية وتوليها المسؤوليات التنفيذية في وزارة الشباب والرياضة.شغل منصب عقيد في الشرطة، حيث كان يتولى إشرافه على النشاط الكروي في نادي اتحاد الشرطة.
بين لقب الدوري ورتبة اللواء
عادل عبد الواحد يتبوأ مكانة بارزة في جيل الثمانينات بنادي الزمالك، حيث أضاف لمعاناً للفريق الأبيض.خدم كضابط في وزارة الداخلية، وصعد إلى رتبة لواء.استحوذ على إعجاب الجماهير بفضل إسهاماته البارزة، حيث قاد الفريق إلى الفوز بالعديد من البطولات القارية.تألق أكثر بتسجيله هدف الحسم في مرمى الإسماعيلي، مما أسهم في حسم لقب الدوري المصري لصالح الزمالك.لم يقتصر إسهامه على النطاق الوطني، بل شملت مشاركته في بطولة أمم إفريقيا 1984 مع منتخب مصر.
بين ميادين اللعب وساحات الشرطة
علاء عبد العال يشغل مكانة بارزة كأحد أبرز ضباط الشرطة في عالم كرة القدم، حيث رافق اسمه لفترة طويلة في ميادين التدريب، خاصةً مع فرق الداخلية واتحاد الشرطة.نجح في قيادتهما للصعود من دوري الدرجة الثانية، مما يبرز مهاراته الفنية.كما أن عمله كمدير فني وضابط شرطة داخل كلية الشرطة، ساهم بشكل كبير في بناء شخصيته القيادية.بفضل إلمامه بكل جوانب اللعبة، يعد عبد العال واحدًا من أشهر المدربين في عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة.
لحظات الفوز وتضحية الشهادة
عامر عبد المقصود، نجم نادي الترسانة خلال فترة الثمانينات الذهبية، انضم إلى صفوف الشواكيش في عام 1980.خلال فترة تألقه، حقق ناديه فوزًا باهرًا بكأس مصر في عام 1983، وشارك في كأس الأمم الإفريقية في 1987.أعلن اعتزاله اللعب في عام 1993، وكان ضحية للإرهاب الغادر عندما استشهد في كرداسة.
حراسة المرمى ورتبة الضباط
أيمن طاهر، المدرب السابق لحراس المرمى في منتخب مصر وأحد أبرز حراس القلعة البيضاء على مر العصور.حقق شرف الانضمام لصفوف المنتخب الوطني في كأس العالم بإيطاليا عام 1990، حيث شارك إلى جانب شوبير في تلك التجربة الكروية الكبيرة.بالإضافة إلى مسيرته في الملاعب، عمل طاهر بفخر كضابط في وزارة الداخلية.في ختام هذا التقرير، نجد أن مشاهير الكرة الذين استطاعوا جمع بين منصبين في الشرطة والرياضة قد قدموا مساهمات ملموسة ومذهلة.باتوا رموزًا للتوازن بين الواجبات الأمنية وشغف الرياضة. حيث نجحوا في تحقيق نجاحات لافتة في كل من ميادين اللعب وأروقة الشرطة.تجسدت قصصهم في تحدياتهم وتفانيهم، وكانت رحلاتهم الرياضية مصدر إلهام للعديد.مما يبرهن على أن التوازن بين الالتزام بالواجبات الأمنية والتألق في ميادين الرياضة يمكن أن يكون طريقًا ناجحًا ومثمرًا.إن إرثهم يظل حيًا وملهمًا، محفورًا في ذاكرة الشرطة والرياضة، يرسم لوحة من التفاني والإبداع.