72 عامًا من النضال.. ملحمة شرف وبطولة جسدتها الشرطة المصرية
كتبت: ساره محمود
تحتفل الشرطه المصريه في 25 يناير من كل عام بذكري عيد الشرطه حيث تحل الذكري ال72، لمعركه الإسماعيليه 1952 والتي ضربت لنا مثالا رائعا علي تكاتف الشعب مع الشرطه لمقاومه الاحتلال الانجليزي.
موقعه الإسماعيليه هي اشتباك مسلح وقع في مدينه الإسماعيليه في يوم 25 يناير، 1952 حين رفضت قوات الشرطه المصريه، تسليم اسلحتها واخلاء مبني المحافظة للقوات البريطانيه.
واسفرت الاشتباكات عن مقتل 56 شرطيا مصريا واصابه 73 شرطيا مصريا بجروح، واستولت القوات البريطانيه علي مبني محافظة الإسماعيليه.
وبدأت قصه معركه الشرطه في صباح يوم الجمعه الموافق 25 يناير، 1952، حيث قام القائد البريطاني بمنطقه القناه البريجادير اكسهام، بأستدعاء ظابط الاتصال المصري وسلمه انذار لتسليم، قوات الشرطه المصريه بالاسماعيليه اسلحتها للقوات البريطانيه، وترحل عن منطقه القناه وتنسحب الي القاهره، فما كان من المحافظة الا ان رفضت الانذار البريطاني، وابلغته الي وزير الدخليه في هذا الوقت فؤاد سراج الدين
والذي طلب منها الصمود والمقاومه وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثه من أهم اسباب في اندلاع العصيان لدي قوات الشرطه، او الذي كان يطلق عليها بلوكات النظام، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصره المدينه وتقسيمها الي حي العرب وحي الافرنج، وتم وضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لايصل احد من أبناء المحافظة، الي الحي الراقي مكان أقامه الاجانب.
وهذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركه، بل كانت هناك اسباب اخري بعد إلغاء معاهده 36، في 8 اكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهده بدايه لاشعال الحرب علي المصريين، ومعها أحكام قبضه المستعمر الانجليزي علي المدن المصريه ومنها مدن القناه، والتي كانت مركز رئيسيا لمعسكرات الانجليز، وبدأت أولي حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمه للمطالبه بجلاء الانجليز.
وفي 16 اكتوبر1951 بدات أولي شراره التمرد ضد وجود المستعمر بحرق "النافي" وهو المستودع تموين اغديه بحريه للانجليز، وكان مقره بميدان عرابي وسط مدينه الإسماعيليه، وتم احراقه بعد مظاهرات من الطالبه والعمال وتم القضاء عليه تماما، لترتفع قبضه الانجليز علي أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقررروا تنظيم جهودهم لمحاربه الانجليز فكانت احداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزره الوحشيه الساعه السابعه صباحا، وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات السنتوريون الضخمه، من عيار 100ملليمتر وتدك بقنبلها مبني المحافظة وبلوكات النظام بلا شفقه او رحمه، بعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء، وأمر الجنرال اكسهام بوقف الضرب لمده قصيره، لكي يعلن رجال الشرطه المحاصرين في الداخل انذاره الاخير، وهو التسليم والخروج رافعي الايدي بدون اسلحتهم والا تستأنف الضرب بأقصي شده.
وتملكت الدهشه القائد البريطاني حينما جاءه الرد من ظابط شابا صغير الرتبه، وهو النقيب مصطفي رفعت فقد صرخ في وجهه لن تتسلمونا الا جثه هامده واستأنف البريطانيون المذبحه وانطلقت المدافع والدبابات علي المباني واخذت القنابل تنهمر علي المباني حتي حولتها الي انقاض.
وبرغم هذا الجحيم هذا ظل ابطال الشرطه صامدين في مواقعهم يقاومون بنادقهم العتيقه، ضد اقوي المدافع واحدث الاسلحه البريطانيه وسقط منهم في المعركه 56 شهيد و 80 جريج، بينما سقط من الظباط البريطانيين 13 قليلا و12 جريحا، وأسر البريطانيين من بقا منهم علي قيد الحياه من الضباط والجنود وعلي راسهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم الا في فبراير 1952.
ولم يستطيع الجنرال اكسهام ان يخفي اعجابه الشديد بشجاعه المصريين، وقال للمقدم شريف العبد لقد قاتل رجال الشرطه المصرين بشرف واستسلمو بشرف ومن وجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.
وقام جنود بريطانيا بأمر من الجنرال اكسهام باداء التحيه العسكريه لرجال الشرطه المصريه عند خروجهم، من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.