أعدمها السادات وأبكي إسرائيل عليها.. هبة سليم أخطر ملكة جاسوسية
كتبت -أميرة الصياد
تعتبر المصرية هبه سليم من أخطر الجاسوسات العربيات التي عملن لصالح "الموساد"، لدرجة أن صورتها تتصدر مبنى الجهاز نظراً لخدماتها التي قدمتها لإسرائيل، فما الذي دفعها لفعل ذلك؟
-المراحل الحياتية للجاسوسية هبه سليم:
لم يكن الفقر هو من دفع هبة سليم إلي الانخراط في عالم الجاسوسية، عاشت هبة سليم حياة مرفهة في بيت أسرتها الفاخر بأرقي أحياء مصر في ضاحية المهندسين الراقية.
كما ان والدها عبد الرحمن سليم عامر هو وكيل وزير التربية والتعليم في الستينيات حيث كانت فتاته المدللة، وكان معظم وقتها تقضيه في النادي مع صديقاتها ،لم تكن هبة قد تجاوزات العشرين من عمرها عندما وقعت نكسة 1967.
كما كان اهم اهتماماتها فقط الميك اب وصيحات الموضة ،وكانت قد حصلت علي شهادة الثانوية العامة في عام1968، وألحت علي والدها السفر إلي باريس لإكمال تعليمها الجامعي،حيث فالبداية كانت تسعي هبة للحصول علي وظيفة لدي السفارة المصرية في باريس ولكنهم رفضو.
ولكن في يوم وليلة تغيرت حياتها وانقلبت رأسا علي عقب ،حيث انها تدهورت حياتها بسبب الوهم، وهمها الذي صور لها ان ٱسرائيل دولة عظمي وقوية وطالما هي بجانبه لن يتجرأ احد أن يمسها،خانت وباعت وطنها مصر مع عدوه مما تسببت في قتل مئات المصريين.
-قصة هبة سليم والمقدم فاروق الفقي:
هبة عبد الرحمن سليم تعتبر أخطر جاسوسة جندت من قبل الموساد أثناء دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس، ونجحت في تجنيد المقدم مهندس الصاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة المصري العميد آنذاك نبيل شكري ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح الصاعقة في بداية عقد السبعينيات.
وقد أمدها بمعلومات سرية جدًا عن خطط الجيش الدفاعية ولا سيما حائط الصواريخ التي كانت تحمي العمق المصري، وأنتج فيلم الصعود إلى الهاوية والذي تستند أحداثه إلى قصتها،ثم ألقي القبض عليها من قبل رفعت جبريل لتكون بذلك أشهر قضية عمل بها.
-تجنيد الجاسوسة هبة سليم
جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية وأعطتها زميلتها البولندية فكرة عن الحياة في إسرائيل وأنهم ليسوا وحوشا وأنهم يكرهون الحرب وأنهم يريدون فقط الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ويريدون الأمان، وجُندت لصالح المخابرات الإسرائيلية.
في أول أجازة لها في مصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها ووافقت علي خطوبته.
وبدأت تسأله عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا، وكانت ترسل كل المعلومات التي حصلت عليها إلى باريس واستطاعت تجنيده ليصير عميلاً للموساد وتمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ «سام 6» المضادة للطائرات.
-المخابرات المصرية توضع خطة للقبض علي هبة سليم:
رسمت المخابرات المصرية خطة برئاسة الفريق أول رفعت جبريل من أجل إحضار هبة إلى مصر وعدم هروبها إلى إسرائيل إذا ما اكتشفت أمر خطيبها المعتقل
وكانت الخطة تتضمن أن يسافر اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر من جهاز المخابرات إلى ليبيا لمقابلة والدها الذي كان يشغل وظيفة كبيرة في طرابلس، وإقناعه بأن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية.
وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها، وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، لذا يجب السعى لخروجها من فرنسا لمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية، وطلب الضابطان من والد هبة أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية.
وأرسل والد هبة برقية عاجلة لابنته فجاء ردها سريعًا ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك، وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار، وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد اتخذت.
ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها، فقد أبلغت السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت مع الضابطين من أجل اعتقالها.
وقامت المخابرات الليبية بحجز غرفة في مستشفى طرابلس لوالدها وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط، ثم أرسل والدها مجددا لابنته يخبرها بعدم قدرته على السفر إلى باريس لصعوبة حالته.
وبالفعل صح ما توقعته المخابرات المصرية إذ أرسل الموساد شخصين للتأكد من وجود والدها في المستشفى الليبي وعندها فقط سمح لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.
وعندما نزلت هبة عدة درجات من سلم الطائرة في مطار طرابلس الدولي وجدت ضابطين مصريين في انتظارها، صحباها إلى حيث تقف طائرة مصرية على بعد عدة أمتار
فسألتهما: إحنا رايحين فين؟
فرد اللواء حسن عبد الغني: المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هو فين؟
فقال لها: في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتوا مين؟!
فقال: إحنا المخابرات المصرية.
وعندها أوشكت أن تسقط على الأرض، فأمسك بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية.
لقد تعاونت شرطة المطار الليبي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية.
وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس، قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
-إعدام هبه سليم سرًا
وحين علمت إسرائيل بالقبض على هبة سليم، قامت بالضغط على الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لإطلاق سراحها.
ولكن السادات كان قد أصدر أمره بإعدامها سراً، بعد عدة أشهر من انتهاء حرب أكتوبر، عندما فتح وزير الخارجية الأميركي الموضوع مع الرئيس المصري، أعلمه هذا الأخير بأنها اُعدمت ولا داعي للوساطة.
وكانت هبه سليم متأكدة أن الإسرائيليين سيقومون باختطافها من سجن النساء,لذلك كانت تتزين كل يوم وترش العطور الباريسية على جسدها.
كما قدمت التماساً للرئيس المصري وزوجته جيهان لإصدار عفو رئاسي عنها، لكنهما رفضا الالتماس.
وكانت قد صُنفت كأخطر جاسوسة مصرية جندها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
وقد تحولت قصتها إلى فيلم بعنوان: "الصعود إلى الهاوية"، قامت ببطولته الممثلة الراحلة مديحة كامل أمام محمود ياسين.