انهيار مبني أثري بالجمالية ومصدر بالآثار يكشف السبب
كتبت-زينب سعيد
شهد شارع المسمط في منطقة الجمالية بمحافظة القاهرة، حادث انهيار جزء من مبني أثري جراء سقوط حوائط داخل المبني دون وقوع إصابات، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية لفحص ومعاينة العقار.
وكانت البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بلاغا بانهيار جزء من عقار، جراء سقوط حوائط بداخل المبنى الأثري في منطقة الجمالية، وتبين من الفحص أن العقار أثرى وغير مستخدم، وانهار منه جزء من الحائط دون وقوع أي إصابات، وجار اتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المواطنين والمارة.
وتداول عدد من المهتمين بشأن التراث والآثار خبر سقوط حائط في مبنى أثري بشارع المسمط في منطقة الجمالية، وكشف أحد المصادر في المجلس الأعلى للآثار، إن الجزء المنهار غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وأنه ضمن الملحقات المستحدثة بالوكالة.
وأضاف المصدر أن وكالة أودة باشا والتي تقع في حي الجمالية مسجل الواجهة الخاصة بها «المنزل والوكالة» منذ خمسينيات القرن الماضي، والمسجل هو الجزء الأثري ويشمل واجهة المبنى سواء الوكالة أو المنزل، وكذلك السبيل.
وأكد المصدر أن الجزء المنهار عبارة عن سور غير أثري على حد قوله، وهو ضمن الورش والمحلات التي بداخل الوكالة، حيث استأجر البعض داخلها من وزارة الأوقاف محلات، وأنشأ عدد من الورش بها، وهو الأمر الذي تم عمل به عدة محاضر من قبل القائمين على المنطقة الأثرية لمخالفته لمعايير الأمان.
يذكر أن وكالة أودة باشا وتحديدًا في يوم 19 يوليو 2017 كانت قد تعرضت لحريق بسبب إحدى الورش الموجودة بصحن الوكالة واستطاعت أجهزة الحماية المدنية إخماد الحريق وأعلنت الآثار في ذلك الوقت بدء أعمال درء الخطورة ثم ترميم الوكالة ولكن لم يتم العمل بها.
وفي عام 2010 كان الفنان الوزير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق قد صرح قائلًا إن وكالة أودة باشا في منطقة الجمالية «خرابة ومكان موبوء» مسجلًا اعتراضه على رفض أصحاب المحلات في الوكالة إخلاءها من أجل التطوير، وأبدى تعجبه كونه لا يعرف السبب وراء تمسكهم بالبقاء فيها حيث أن تطوير منطقة الجمالية ووكالة أودة باشا مصلحة عامة.
وأكد الوزير أن أصحاب المحلات في أودة باشا سيحصلون على تعويض مادي أو محلات بديلة، لأن الصناعات التي يقومون بها ضارة جدا بالمنطقة، وملوثة للبيئة، ولا تتناسب مع طبيعة المنطقة الأثرية وهذه الصناعات كانت السبب وراء حرق أكثر من وكالة في السابقة.
وبعد هذا البحث السريع نكتشف أن وكالة أودة باشا تعاني منذ ما يزيد عن الـ 15 عشر عامًا، حيث يحتفظ أرشيف الصحافة بالعديد من محاولات الحكومة للنهوض بها وتطويرها في إطار تطوير المنطقة بشكل عام، ولكن أصحاب المحلات وهم مستأجرين من وزارة الأوقاف متمسكين تمامًا بأمكانهم ولا يرضون عنه بديلًا.
وأصبحنا لا نسمع عن وكالة ومنزل وسبيل أودة باشا والذين هم من إنشاء الأمير ذو الفقار كتخدا مستحفظان خلال العصر العثماني، عام 1084هـ/ 1673م، وتقع في شارع الجمالية بحي وسط القاهرة، إلا مع كل كارثة جديدة تدمر جزءً من المكان، سواء بحريق أو بتساقط أحد أجزاءها، وإذا كان في هذه المرة قد سقط سورًا غير أثريًا من أسوار ملحقات الوكالة، فما المانع أن يسقط الأثر نفسه بسبب الورش والمحلات بالداخل التي أصبحت كالقنبلة الموقوتة التي تهدد أحد آثار شارع الجمالية الهامة.