الاطمئنان غاية لا تُدرك

كتبت-أماني يحي

كيف السبيل للاطمئنان؟ يعد هذا السؤال الأكثر شيوعًا في الأنفس البشرية، ولا أحد يتحصل على الإجابة، شعور الراحة مفتقد ونادر، شعور الرضا عن النفس شبه منعدم، فالدنيا ما هي إلا دار شقاء للانفس، فكيف إذًا نطمئن، أن نشعر بالرضا حتى عندما نتعثر، عندما نخفق أو نضل الطريق، كيف نتجاوز؟

هل سنصل لما تمنينا يومًا؟، لماذا نتعلق بكل شيء ليس مقدر لنا إذًا فالامر تجوز الحد حقًا، كعناد الأم مع طفلها كل ما ارد شيء منعته عنه.

تلك الأسئلة من عقل مشوش تتكلكع به خيوط الحياة، يشعر بالجنون لما يحدث، سالًا نفسه ما هذا أكل شيء أبغاه لا اتحصله، لن نلومه لتشتته، فهو لا يصل لأي شيء لطالما أراده رغُم اصراراه و سعيه المستمر، فقد كل شيئًا كان متعلقًا به و يحبه، بدأ يخشى التعلق و الفقد، السعي وعدم التوفيق، بدا يؤمن بالحظ، يرى نفسه منحوسًا، هو مشتت بعض الشيء.

مر بكثير من الخيبات من كل شيء حتى أنه بدأ يخاف من سعادته ويرى لها شيء خفي، كما بدأ يقلق عندما يشعر بالأمان، أصبح لا يثق في أحد يرى الجميع مؤذيين في مرحلة ولكل منهم طريقته في الاذى، أصبح حتى لا يطمن لمن يحسن إليه، فهو يرى شيء لا يراه غيره، لذلك يضع حدًا لا يسمح لأي أحد أيًا كان بتجاوزه.

لم يكن يومًا هكذا كان شخصًا طيبًا بطريقة ساذجة، كان يرى الجميع بعين قلبه الطاهرة، لكنه تعلم كثيرًا ولم يكن من السهل التعلم دفع ثمنًا باهظًا من الألم، فأصبح كما هو عليه اليوم لا يثق، لا يأمن، لا يقترب، و لا يتعشم.

رُغم ذلك هو مؤمن بأن لله حكمة بكل شيء حُرم منه او شيء فقده، كمنع الام طفلها عن شيء ما فهي ترى ما لا يراه، لكن ورغم إيمانه لا يعرف كيف لا يحزن لقضاء ربه.