"اختياراتنا ليست مجرد رغبة إنما رغبة وظروف"..هنا ما لا تعرفه عن العظيم صلاح جاهين
كتبت - جهاد عامر
يتزامن اليوم، 25 ديسمبر، الذكرى الـ 92 على ميلاد الشاعر ورسام الكاريكاتير الكبير الراحل صلاح جاهين، والذي وُلد في 25 ديسمبر من عام 1930م، وأحد مؤسسي شعر العامية في مصر في القرن العشرين، وأحد أبرز المُبدعين في الثقافة ذلك الوقت.
- الصفحات الأولى من حياة صلاح جاهين
وُلد صلاح جاهين في شارع جميل باشا بشبرا، وكان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كـ وكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة، ودرس جاهين الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق في 25 ديسمبر 1930.
- بداية إبداع صلاح جاهين
وكانت أول قصيدة حقيقية خطت بها يداه وهو في عمر السادسة عشرة من عمره، والتي كان يرثي فيها الشهداء الذين سقطوا فى مظاهرات الطلبة بالمنصورة عام 1946.
وبدأ صلاح جاهين حياته العملية فى جريدة بنت النيل، كانت بدايته مع فن الكاريكاتير فى عام 1949 ثم جريدة التحرير، وفى أواسط الخمسينيات بدأ صلاح جاهين مسيرته الفنية التشكيلية فى مجلة روزاليوسف، ومسيرته الشعرية التى بلغت ذروتها فى ديوانه الشهير والكبير الرباعيات.
وسـاهم برسومـاته فى مجلة "صباح الخـير" منـذ بدايتـها يعد من أشهر رسامى الكاريكاتير فى مصر، وبرزت رسوماته الكاريكاتيرية عندما انضم لأسرة جريدة الأهرام عام 1962.
- انجازات صلاح جاهين
تعددت انجازات الراحل صلاح جاهين، ومن الأفضل أن نبدأ بأكثر ما اشتُهر به، فقد بدأ مهنته كشاعر، ونشر أول ديوانٍ له في العام 1955 تحت عنوان "كلمة سلام"، وقد كان في تلك الفترة يعمل لصالح جريدة "بنت النيل" ثم انتقل بعدها إلى جريدة "التحرير"، وقد حملت الأعمال الشعرية التي قدمها الطابع العامي الشعبي لكي تصل لجميع فئات الشعب، كما نشر معظمها باللهجة العامية المصرية.
ومن أبرز دواوينه الشعرية التي عرفها الجمهور هو "عشان القنال" الذي نشره في عام 1957، و"الرباعيات" في عام 1963 والتي عُرفت أيضًا باسم "رباعيات صلاح جاهين"، وهي عبارة عن مجموعاتٍ شعرية قدمها صلاح باللهجة العامية، وتُعتبر من أهم ما قدمه الراحل في مسيرته المهنية ككاتب، كان المحرك الأساسي لكتابته لها هو "ثورة الضباط الأحرار" والنكسة التي حصلت في العام 1976. ومما ورد في هذه الرباعيات:
يا باب يا مقفول... إمتى الدخول صبرت ياما واللي يصبر ينول دقيت سنين والرد يرجع لي: مين؟ لو كنت عارف مين انا كنت أقول عجبي!!!
وقد أدى جاهين هذه الرباعيات على شكل تمثيلية في العام 2005، كما اشتُهر له ديوان "قصاقيص ورق" الذي نشره في العام 1965.
- أعمال صلاح جاهين الفنية
ولا يمكننا أن ننسى الأعمال التي كتبها صلاح جاهين، والتي منها ما تمّ تحويله إلى السينما بعد وفاته، ومن أهم هذه الأعمال خلال فترة السبعينات يفلم "خلي بالك من زوزو" عام 1972، ومسرحية "حب وفركشة" وفيلم "أميرة حبي أنا" في العام 1974، وفيلم "عودة الابن الضال" عام 1976، وفيلم "شفيقة ومتولي" عام 1978، واختتم السبعينات بفيلم "المتوحشة" عام 1979.
أما أهم أعماله التي كتبها خلال الثمانينات فهي فوازير كل من "الخاطبة" و"عروستي" في عامي 1981 و1980 على التوالي. فيلم "اللعنة" عام 1984، ومسلسل "حكايات هو وهي" عام 1985. كما كتب في العام نفسه أغاني فيلم "اثنين على الهوا"، ومسرحية "انقلاب" في العام 1988.
ولم يقاوم المخرجين في ذلك الوقت موهبة صلاح اللامحدودة وأدخلوه في عالم الفن ليس ككاتب فقط إنما كممثل أيضًا، فقد شارك في عددٍ كبيرٍ من الأعمال الفنية والتي سنستحضر أهمها: فيلمي "من غير معاد" و "شهادة الحب الإلهي" عام 1962، وفيلمي "القاهرة" و "لا وقت للحب" عام 1963، والفيلم الوثائقي من الإنتاج البريطاني "موت أميرة" عام 1980، وكان آخر عمل شارك فيه كممثل هو فيلم "وداعًا بونابرت" عام 1985.
كما أنتج جاهين العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل: "أميرة حبى أنا، وعودة الابن الضال"، وعمل محررًا فى عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير فى مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام.
أما عن الشعر فقد ألف ما يزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التى ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967م، وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس فى مصر، كما عمل صلاح جاهين رساما للكاريكاتير فى جريدة الأهرام، حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل باباً ثابتاً حتى اليوم متميزاً بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء.
- أشهر ما قال صلاح جاهين
• لم أتخلص من خوفي من القاهرة إلا عندما كتبت "الليلة الكبيرة" • اختياراتنا ليست مجرد رغبة إنما رغبة وظروف
• أنا لا أدير العمل الفني إنما أكون مستشارًا
• لم أفكر بالإخراج لأنه شيء مخيف.
- حُب الوسط الفني لصلاح جاهين حتى بعد وفاته
عُرف عن صلاح جاهين أنه هو من اكتشف عددًا من النجوم الكبار ومنهم شريف منير، وعلي الحجار، وأحمد زكي.
وكان من المعروف عن صلاح العلاقات الوطيدة التي ربطته مع كبار زملائه في الوسط الفني في ذلك الوقت، ولعلّ أكثر علاقة وطيدة كانت تلك التي بينه وبين سعاد حسني، وكان هو الذي شجعها للانضمام إلى "هو وهي" إلى جانب أحمد زكي.
وجدير بالذكر أن في الذكرى الـ20 لوفاته والتي تزامن مع عةم 2005، قام التلفزيون الرسمي في مصر بعرض مسلسل تحدث عن رباعيات صلاح جاهين، كما احتفت شركة جوجل بذكرى ميلاده الـ83 والتي صادفت 25 ديسمبر عام 2013، حيث وضعت شعار جوجل كما لو أنه مشهدًا من إحدى مؤلفات الراحل.
- وفاة صلاح جاهين
وتُوفي صلاح جاهين في 21 أبريل عام 1986، وذلك بعد دخوله في فترة اكتئاب تاركًا وراءه إرثًا متعدد الأنواع والمجالات لجمهوره ومُحبيه.