تنوع عادات وتقاليد الأزياء الشعبية المصرية عبر الزمان
كتبت - أميرة محمد
تُعرف مصر بتنوعها الثقافي والحضاري، حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات عبر التاريخ، تاركين بصمتهم على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الملابس.
تُعد الملابس المصرية مزيجًا فريدًا من التأثيرات المختلفة، وعلي مدار التاريخ توافد عليها العديد من الجنسيات أبرزها الفرنسية والإنجليزية والتركية، لذلك أقتصر وجود الأزياء التراثية علي الأحياء الشعبية.
تختلف الملابس أيضًا حسب المهنة، فلكل مهنة زيها الخاص. فمثلاً، يرتدي الحرفيون زيًا عمليًا يتكون من سروال فضفاض من قماش الدمور أو العبك ويشد حول الوسط بدكه طويلة من القماش الصوف المبروم ومعه قميص بأكمام طويلة ثم جلبابا فضفاضا بفتحة طويلة تنتهي أسفل الصدر، أما غطاء الرأس فعبارة عن طاقية قد تلف حولها عمامة.
بينما الزي النسائي فكان عبارة عن الملاية اللف السوداء وهي كانت النمط الشائع.
وكانت حبره السيدات التي تلبس فوق الزي للمتزوجات سوداء اللون، ولكن حبره الفتيات فقد كانت بيضاء اللون.
وكانت المرأة تحجب وجهها عدا العينين ببرقع أو خمار، وكانت الحبرة تظهر المرأة ككتلة ضخمة وتدريجيا أدخلت بعض التعديلات علي طريقة لبسها بما يتلاءم مع ذوق المرأة الشعبية وطبيعتها، فأصبحت الملاية تلف بإحكام حول الجسم وتجمع تحت الذراعين، مع البرقع الأبيض.
الدلتا
يُعرف الزي الفلاحي في الدلتا ببساطته وجماله، حيث يرتدي الفلاح جلبابًا واسعًا من القطن مع سروال يصل طوله إلى ما بعد الركبتين، ليتيح له حرية الحركة أثناء العمل.
وفي غير أوقات العمل، يرتدي الفلاح جلبابًا آخر من الصوف، ويضع على كتفه عباءةً أو لاسة، بينما يُغطي رأسه باللبدة والعمامة.
ترتدي المرأة الفلاحة في الدلتا نوعين من الثياب: ثياب بسيطة للمنزل والعمل في الحقل، وثياب أخرى للمناسبات والأعياد.
تُزين الفلاحة ثيابها بالخرز الملون والخيوط اللامعة، وقد تستعين بشرائط من الحرير أو الستان، كما تُستخدم القبعات والطرح الحريرية والشيلان القطيفة الملونة.
يُعد منديل الرأس المثلث الشكل المعروف باسم "منديل أبو أوية" من أهمّ قطع الزيّ الفلاحي للمرأة، حيث يُغطّي رأسها ويُزيّن إطلالتها، وله عندهن عدة أسماء مثل الحردة والقمطة والمدورة.
الوجه القبلي
لا تختلف الملامح العامة لأزياء الفلاح في صعيد مصر عن ملابس الفلاح في الدلتا أو الوجه البحري، بينما تتنوع ملابس المرأة في المناسبات والأعياد.
ترتدي نساء إسنا ثيابًا تشبه الجلباب البلدي الطويل المعروف باسم "القفطان"، بينما ترتدي نساء الأقصر "الجبة".
في بني سويف والمنيا، ترتدي النساء "الملس" إلى جانب رداء آخر يأخذ منتصف دائرة ويُسمى "شقة".
تستخدم "البردة" في أسيوط، وهي تُصنع يدويًا من الصوف الأسود، بينما تُستخدم "الحبرة" من الحرير أو القطن.
مناطق الصيادين
يتشابه الزي الرجالي في مناطق الصيد، في محافظات الإسكندرية ورشيد ومرسي مطروح والقري المطلة علي بحيرات المنزلة والبرلس ومريوط وأدكو.
حيث يرتدي الصيادون سروال من القطن أسود واسع به سيالتان قد يزين عند حافتها ببعض الوحدات الزخرفيه تشد حول الوسط ب تكه ويضيق عند أسفل الساقين وينتهي بأسوار تقفل بأزرار ويرتدي الصيادون فانلة من القطن بأكمام طويلة ذات رقبة عالية غالبا واللون، إما أسود وإما أزرق وعليها صديري فاتح.
يستخدم الصيادون في غير أوقات العمل البرانيط المصنوعة من القماش الأبيض، أو العمائم والشيلان.
ترتدي المرأة في مناطق الصيد الملاية السوداء المضلعة على ثوب متوسط الطول، وتستخدم النساء المسنات الألوان الداكنة، بينما تفضل الشابات الألوان الزاهية.
يُعد منديل الرأس المثلث "أبو أوية" من أهم قطع الزي للمرأة في مناطق الصيد.