أبرز إسهامات نصير الدين في علم الفلك وسر نظرية "مزدوجة الطوسي"
كتبت-أميرة الصياد
يحل اليوم الإثنين 18 فبراير ،ذكرى الـ 812 لميلاد العالم الفارسي نصير الدين الطوسي،حيث احتفل محرك البحث الشهير "جوجل " بذكري ميلاده والذي ولد في 18 فبراير 1201م،كما برز اسمه في مجالات الفلك والأحياء والكيمياء والرياضيات فضلا عن الطب و الفيزياء.
وعرضت الصفحة الرئيسية لـ"جوجل" في مصر والمنطقة العربية صورة تعبيرية للعالم الفارسي أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المعروف باسم "نصير الدين الطوسي".
إنجازات الطوسي:
وبحسب ما جاء في موسوعة "ويكيبيديا" المفتوحة المصدر، فإن الطوسي قام، خلال عهد هولاكو حاكم التتار، بإنشاء مرصد فلكي كبير بمدينة مراغة، وجعل منه أول أكاديمية علمية بالمعنى الحديث.
وجمع فيها أكثر من 400 ألف مجلد تحوي نفائس الكتب بمختلف العلوم وعلى العديد من الكتب التي انقذت من الدمار في بغداد.
ويعزى إلى الطوسي أنه أول من قام بمركزية الشمس، معارضًا ما ورد من التراث اليوناني عن مركزية الأرض ويرى بعض الباحثين أن العالم الفلكي كوبرنيكوس.
وقد اضطلع على مخطوطات للطوسي ساعدته على تكوين نظريته، التى شكلت انقلابا في تاريخ العلم الفلكي.
إسهامات الطوسي في علم الفلك:
قدّم الشيخ الطوسي وفريقه جزءً كبيراً من المعرفة العملية التي تمكن بواسطتها كل من غاليليو ونيوتن من دحض النماذج التي بنيت على فيزياء أرسطو و فلك بطليموس.
لقد وصل علم الفلك الإسلامي إلى ذروته في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلادي عندما تجاوز الطوسي ومن خلَفه من العلماء حدود رؤية بطليموس للعالم.
فمن إنجازات الطوسي نقده الشديد لنموذج بطليموس للكواكب الذي كان يرى فيه أن الأرض هي مركز الكون، وبدلاً من ذلك جاء الطوسي بنظام كواكب جديد ذكره في كتابه “التذكرة في علم الهيئة”.
حيث في هذا النظام الكوكبي أتى الطوسي بنظريات رياضية لإصلاح الخلل في الهيئة الفلكية لبطليموس بخصوص حركة الكواكب.
لقد كان تطبيق نموذج الطوسي للكواكب على حركة القمر -على يد ابن الشاطر- هو ما أنتج النموذج القمري الذي سبق النموذج الذي استخدمه كوبرنيكوس بأكثر من 100 عام وكان متطابقا معه إلى حد كبير .
حيث يعتبر كوبرنيكوس هو من نقض نظام بطليموس تماما وفتح بذلك الباب للنظريات الحديثة.
وأطلق علماء الغرب اسم “مزدوجة الطوسي” على ذلك النظام أي مزدوجة الطوسي وكوبرنيكوس.
ونجح نموذج الطوسي ومساعديه نجاحا باهرا في تحديد خطوط طول القمر وبعده عن الأرض، واعتبرت هذه النظرية الجديدة للكواكب أهم إنجاز للمسلمين في علم الفلك.
كما ان هذه النظرية وصلت إلى العلماء الأوروبيين في عصر كوبرنيكوس عبر العلماء البيزنطيين الذين ترجموا الكثير من أعمال العلماء المسلمين كما يعتقد بعض الدارسين.
وفاة الطوسي:
وتوفي الطوسي في بغداد سنة 672هـ، ودفن في الكاظمية.