الذكرى الـ63.. لأول وحدة عربية في التاريخ بين مصر وسوريا
كتبت -أميرة الصياد
يحل اليوم 22 فبراير الذكرى الـ63، على توقيع كل من سوريا ومصر على ميثاق الوحدة العربية بين البلدين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة،وذلك بعد تنارل الرئيس السوري شكري القوتلي عن الحكم لجمال عبد الناصر،وذلك فى 1 فبراير عام 1958.
سبب تسمية الإتفاق بالجمهورية العربية المتحدة:
الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمي الوحدة بين مصر وسوريا والتي كانت بداية لتوحيد الدول العربية التي كانت إحدى أحلام الرئيس جمال عبد الناصر. أعلنت الوحدة في 22 فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر.
واختير عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة،حيث وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا.
دوافع قيام الوحدة العربية بين مصر وسوريا:
يرجع ذلك إلي نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين، فى وقت كان فيه قادة حزب البعث العربى الاشتراكى قد قاموا بحملة من أجل الاتحاد مع مصر. إذ يرى الصحافى باتريك سيل "أن جمال عبد الناصر لم يكن متحمسا لوحدة عضوية مع سوريا.
حيث لم يكن يطمح لإدارة شئون سوريا الداخلية ولا أن يرث مشاكلها كان بالأحرى ينادى بـ "التضامن العربي" الذى بموجبه يقف العرب وراءه ضد القوى العظمى.
إنتهاء الوحدة بين مصر وسوريا:
أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
أسباب اﻷنفصال :
1-قيام جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت.
2-قدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل .
3-سياسات استبدادية من قبل الحكومة في الإقليم الجنوبي ساهمت في توليد انزعاج لدى السوريين الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التي اشترط عبد الناصر إلغائها لقبول الوحدة.
4-كان لجهاز المخابرات دور مؤثر في إذكاء نار الفرقة بين المواطنين.
5-عدم وجود تواصل وترابط على الأرض بين الإقليمين، ووجود كيان شديد العداء بينهه.
6-المنطقة العربية كانت ترزح تحت مؤامرات عديدة من مختلف الأطراف، جعلت الوحدة على غير استقرار، ولم يكن من شيء ليوقف تداعيها، بل ربما لم يوجد في الجوار العربي سلطة ترغب باستمرارها.
نتائج الانفصال :
يرى البعض أن الانفصال كان سببًا في نكسة عام 67، لكن آخرين يرون بأن الانفصال هو الذي حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، فربما كان سوء التنظيم الإدراي الذي غلب على مرحلة الوحدة أن يتسبب في استغلال أكبر من قبل إسرائيل للظروف السيئة واحتلال مزيد من المساحات على الجبهتين.
من جانب آخر كان يمكن للوحدة أن تغيير الظروف السياسية بشكل كبير فيما لو تحمل السوريون أعباءها لفترة من الزمن، ودعمتها الظروف السياسية آنذاك حتى تستقر الموازين بين جناحي الوحدة .
على الرغم من عدم نجاح تجربة الوحدة بالبقاء لفترة طويلة، يختلف الكثير من الباحثين والنقاد حول تقييم تلك المرحلة من التاريخ العربي، وتتباين الآراء بشدة بين من يصفها بالنجاح ومن يصفها للفشل ولكل منطقه وحججه.
فبينما يحاجج الوحدوين بالمنجزات الاقتصادية التي تم إنجازها في عهد الوحدة في سوريا وعلى رأسها بداية مشروع سد الفرات، والذي كان في نظر عبد الناصر موازيًا لمشروع السد العالي في أسوان إلى حركة التأميمات الكبيرة، إضافة لحماية سوريا من تهديدات الأحلاف التي كانت تتربص بها والتي كانت السبب الأساسي وراء قيام دولة الوحدة بهذا الشكل .