"إلتقينا في مدريد".. محاولاتي للتماسك متعددة ولكن النتيجة واحدة
كتبت - فاطمة عاطف
مصطفى رشدي، كاتب روائي وشاعر، من مواليد محافظة المنيا عام 1998، حصل على العديد من الجوائز الفردية في مسابقات القصة القصيرة.
وله العديد من المقالات نُشرت على العديد من المواقع الإلكترونية.
كما أقام العديد من الحفلات الشعرية في القاهرة والإسكندرية، إلى أن اتجه إلى الكتابات النثرية بمختلف ألوانها.
وتعد رواية "التقينا في مدريد" هو العمل الروائي الأول له، كانت ضمن إصدارات دار فصحى للنشر والتوزيع في معرض هذا العام.
نبذة عن الرواية :-
النوع الفني: رواية
صيغة الكتابة: فصحى "سردًا وحوارًا"
نوع الرواية: اجتماعي رومانسي.
عدد الصفحات: 235 تقريبًا.
دار النشر: فصحى للنشر والتوزيع.
مكان تواجد الدار: صالة 1 جناح A37.
ملخص الرواية :-
تدور أحداث الرواية حول طفل إسباني يتوه عن أسرته اثناء رحلة سياحية في ألمانيا، وحينما يعود إليهم يكتشف أن والديه توفيا في حادث سير، وفقد أخته تائهة.
أخذه رجل إيطالي ليربيه، شب وكبر بين أفراد الأسرة الإيطالية وكان من حين إلى آخر يعود إلى ألمانيا للبحث عن أخته.
في سن الثلاثين يلتقي بإيليت في عاصمة إسبانيا "مدريد" ويقع في حبها ويبدأ يشاركها تفاصيل حياته ويساعدها على تحقيق أحلامها، وهي كذلك تبدأ مساعدته في اتخاذ قرار العودة إلى وطنه إسبانيا وإقناع أفراد الأسرة التي تربى بينهم بقراره هذا، وكذلك تساعده بكل جهد في البحث عن أخته المفقودة حتى يجدها.
مشهد من الرواية :-
بعد أسبوعين آخرين، عادت إيليت إلى ميلانو مجددًا دون إخباره. لما سألت عنه أخبرتها مارية أنه يقضي النهار كاملًا عند قبر أبيها، ذهبت إليه وقد كان هناك بالفعل. وضعت كفها على كتفه في لطف فالتفت إليها صامتا. جلست إلى جواره بهدوء وبعد دقيقة من الصمت بدأ القول هو سائلًا:
"كيف حالكِ يا إيليت؟ لماذا لم تخبريني بقدومكِ؟"
نظرت إليه صامتة بعض الوقت، حزينة عليه وعلى الحالة التي أضحى عليها. ثم قالت:
" كيف حالك أنت يا عزيزي.. دعك عني."
ابتسم ساخرًا من نفسه، وقال:
"كل محاولاتي للنهوض قد فشلت، لست أدري إذا كان بإمكاني المقاومة أكثر أم أن طاقتي قد نفذت؟"
انسالت عبرات من عينيها، قالت في حزم:
"يكفيك تماديًا في حزنك. يكفيك هذا الحد من البقاء في تلك الدائرة المظلمة. انهض بنفسك قبل فوات الأوان."
نظر إليها ديفيد في يأس:
"للإنسان منّا قلب واحد فقط، وروح واحدة. رحلت روحي عني، وبقيت بمفردي بقلب سقيم. ليتني أعرف كيف السبيل إلى ذاتي؟ أين المفر من كل هذه العبرات؟"
وقفت أمامه فجأة، لم تراه على هذه الحال من قبل. صرخت قائلة:
"عليك التماسك يا ديفيد.. أنت رجل.. رجل قوي أيضًا."
في لامبالاة منه، وبعد صمت. تنهد وهو يقول:
"محاولاتي للتماسك متعددة، ولكن النتيجة واحدة. أنا الآن كالذي وصل أعلى القمم فتهيأت جميع الطرق إلى الأسفل. وكالذي أيضا وصل إلى القاع فتَـقَـبَّـل يقينه أن لا مزيد من الهبوط."
ازداد بكاؤها. تخاف عليه من الوصول لحال أسوأ مما هو عليها، جثمت على ركبتيها أمامه بعينين مدمعتين، وأمسكت بيده في لطف وهي تقول:
"يجب أن تكون بخير يا ديفيد، إن لم يكن لأجل نفسك فلأجلي، ألم تقل لي ذات يوم أن حزني وتعبي يحزنك.. أنا أحتاجك وأنت كذلك. إننا في أمَسِّ الحاجة لبعضنا."
انتبه ديفيد للمستها. ولاحظ شيئًا عليها، نظر إلى كفها فوجد خاتمه في إصبعها. نظر إلى عينيها بسرعة وقد أمسك إصبعها بسبابته وإبهامه وكأنه يسألها عن حقيقة ما يرى وما يلمس، فأومأت برأسها وازداد بكاؤها أكثر. في حين استمر الصمت منه ولم يقل أى شيء، ضمَّها إلى حِضنه وترك هذا الحِضن يتكلم. فكأنها أعادت الروح إلى جسده مرة أخرى.