السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
جريدة القارئ نيوز جريدة القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

“تكبر يا أخضر وتكونْ شيخ الأزهر”.. رحلة العالم التونسي "محمد الخضر حسين"

images - 2024-02-28T112428.368
images - 2024-02-28T112428.368

كتبت - نورهان الكردي

يوافق اليوم، ذكرى رحيل العالم الديني، التونسي ، الشيخ الجليل محمد الخضر حسين، الذي رحل عن عالم الباطل، مُحلقًا إلى عالم الحق في جنة الفردوس إن شاء الله. 

محطات في حياة الشيخ محمد الخضر :

- ولد محمد الخضر حسين في مدينة نفطة بتونس، في 16 أغسطس 1876م، وأصل أسرته من الجزائر. 

- نشأ الشيخ في هذه البيئة طالبًا للعلم فحفظ القرآن، ودرس العلوم الدينية واللغوية على يد عدد من العلماء منهم خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز. 

- وعندما بلغ الشيخ سن الثالثة عشرة انتقل إلى تونس مع أسرته ودرس في جامع الزيتونة. 

- ودرس على يد مشايخ أبرزهم، الشيخ سالم بوحاجب الذي كان من أعمدة الإصلاح في تونس. 

- تخرج الشيخ في الزيتونة عام 1898، وألقى دروسًا في الجامع. 

حياته العملية والعلمية :

- أنشأ مجلة "السعادة العظمى"، وهي أول مجلة عربية ظهرت في تونس. 

- ولي الشيخ قضاء بنزرت عام 1905، وقام بالتدريس في جامعها الكبير. 

- لكنه استقال، وعاد إلى تونس وتطوع للتدريس في جامع الزيتون. 

- شارك في تأسيس الجمعية الزيتونية، وخلالها عين مدرسا رسميا بجامع الزيتونة.

- وجهت للشيخ تهمة روح العداء للغرب وخاصة سلطات الحماية الفرنسية، فشعر بأن حياته وحريته في تونس معرضة للخطر. 

- فقرر السفر إلى إسطنبول، بحجة زيارة خاله. 

- تعرض للاضطهاد، حيث قام جمال باشا السفاح الوالي العثماني في بلاد الشام، بسجن الشيخ. 

- ثم انتقل إلى إسطنبول، وعندما سمع بأن الأحوال هدأت بتونس عاد إليها.

 لكنه وجد أن الأمر ازداد تعقيدًا، فعاد إلى دمشق واستقر فيها. 

- وفي رحلته مرَّ بمصر والتقى مشايخَها الكبار الساكنين بها مثل الشيخ طاهر الجزائري ومحمد رشيد رضا والشيخ محب الدين . 

- من أشهر مؤلفات الشيخ الخضر، «حياة ابن خلدون ومُثل من فلسفته الاجتماعية».

مشيخة الأزهر الشريف :

تمنت والدة الشيخ محمد الخضر حسين، بأن يكون نجلها ، شيخًا في الأزهر الشريف، لطالما دندنت عبارة “تكبر يا أخضر، وتكونْ شيخ الأزهر”..

كان الأمر في البداية، يبدو حلمًا لن يتحقق، من تونس إلى القاهرة ومشيخة الازهر.. 

لكن سرعان ما تحقق حلم الأم، وذاع صيت الشيخ على آذان ومسامع الكثير في مصر، ولكن الموت لا يعرف صاحبًا قد كان آتى خاطفًا للأم، تاركًا حلمها يتحقق في أرض الواقع. 

حيث حصل الشيخ على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته «القياس في اللغة العربية».

وبعد قيام ثورة يوليو سنة 1952 في مصر، أُختير شيخا للأزهر في عام 1952، وقال الخضر لخلصاءه :“لقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا أحتسب”.

تولى المشيخة وهو يستعد لقيام نهضة دينية لهذه المؤسسة الدينية. 

عُرف الشيخ حينها، بالحق ، وعدم خشيه أحدًا سوى الله، كما تصدى لكثير من الدعوات الهدامة. 

وكان قوله دائمًا: “إن الأزهر أمانة قي عنقي، أسلمها حين أسلمها موفورة كاملة، وإذا لم يتأت أن يحصل للأزهر مزيد من الازدهار على يدي، فلا أقل من أن لا يحصل له نقص”. 

كما كان يردد: “يكفيني كوب لبن، وكسرة خبز، وعلى الدنيا بعدها العفاء”.

لكن سرعان ما استقال الشيخ من منصبه في 7 يناير عام 1954.

ومن المواقف التي لن تنسى، حينما أقدم الشيخ على استقالته، طبع نسختين، نسخة له ونسخة للشيخ بسيوني مدير مكتبه، وقال له: “إذا رأيتني ضعيفًا في موقف من المواقف فابعث بالصورة التي معك إلى المسؤولين نيابةً عني، وهذه مسؤوليتك أمام الله”.

وكان له موقف مشرف حين طلب أحد أعضاء مجلس الثورة مساواة الجنسين في الميراث، ولما علم الشيخ بذلك أنذرهم بالتراجع عن الأمر. 

وقام يدعو الشعب إلى والقيام على الحكومة، لاعتدائها على حكم من أحكام الله. 

وكان السبب الرئيسي في تقديمه لاستقالته، هو احتجاجه على اندماج القضاء الشرعي في القضاء الأهلي. 

وعلل في هذا الصدد، قائلًا بأن العكس هو الصحيح، فالذي يجب هو اندماج القضاء الأهلي في القضاء الشرعي؛ لأن الشريعة الإسلامية يجب ان تكون المصدر الأساسي للتشريع. 

وفاة الشيخ محمد الخضر :

 توفي الشيخ محمد الخضر حسين، بالقاهرة، وذلك بتاريخ 28 فبراير 1958.

تم نسخ الرابط