بروفايل| حلمي بكر.. ويبقي الأثر

كتبت - أميرة محمد 

رحل الموسيقار الكبير حلمي بكر عن عالمنا بعد رحلة موسيقية ثرية امتدت لأكثر من 70 عامًا.

نشأة حلمي بكر 

نشأ حلمي بكر في عائلةٍ تعشق الموسيقى، حيث كان والده عازفًا على الناي

وبدأ حلمي العزف على العود في سن مبكرة، في منزل مزدحم يتكون من تسع أبناء

وكانت الموسيقى تُؤنس الساعات وتملأها بالجمال.

البداية من حديقة المنزل

كان حلمي يجلس تحت تكعيبة العنب في حديقة منزله بحي حدائق القبة

ويعزف على العوده وينشد بصوته العميق.

وذات مرة، اجتمع المارة خلف أسوار الحديقة يستمعون إلى لحنه العذب، مما أثار إعجابهم ودهشتهم.

لم يتوقف حلمي عند موهبته الفطرية، بل سعى لتطويرها من خلال الدراسة الأكاديمية

فالتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية.

قدم حلمي بكر خلال مسيرته أكثر من 1500 لحن، تعاون خلالها مع كبار نجوم الغناء العربي

مثل أم كلثوم، فيروز، وردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة.

صدفة تُغير مسار حياة

في عام 1962، لفت انتباه الفنانة وردة صوتٌ عذبٌ ينبعث من إحدى غرف معهد الموسيقى العربية، فكان مصدره الطالب حلمي بكر.

استمعت وردة إلى ألحانه، وبدأت رحلةٌ فنيةٌ مُثمرة.

قدّمت وردة لحنًا من ألحان حلمي بكر في حفل أضواء المدينة

لتصبح هذه اللحظة نقطة تحول في حياة حلمي، وشهادة ميلادٍ فنيةٍ للملحن الشاب.

بصمة خالدة في تاريخ الفن

لم يرض حلمي بكر عن وظيفته كمدرّس موسيقى، فقرّر الاستقالة والتفرغ لأبداعه الفني

قدم حلمي بكر خلال مسيرته الفنية مجموعةً ضخمةً من الألحان في الأغاني، المسرحيات، الأفلام، والفوازير.

وضع حلمي بكر بصمته الخاصة في 48 مسرحية غنائية، ومازال الجمهور يتذكر جمله اللحنية حتى اليوم.

كما تعاون مع كبار الفنانين، مثل وردة، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، وليلى مراد.

اكتشاف ودعم للمواهب

لم يتوقف إبداع حلمي بكر عند التلحين، بل اكتشف مواهبَ جديدةً، مثل:

صابر الرباعي وأصالة، وقدّمهم على الساحة الفنية.

كما شغل منصب رئيس لجنة الاستماع في الإذاعة المصرية

تاركاً بصمةً واضحةً في المشهد الفني.

رحل حلمي بكر، لكن إبداعه وروحه الفنية ستبقى خالدةً في ذاكرة الأجيال العربية.