ركامًا وبحر من الجوع المدمر.. ماذا تحتاج غزة لتعود للحياة من جديد؟ وما التكلفه؟

كتب: محمد أبو ذكري

منذ بدء عملية طوفان الأقصي، فى السابع من أكتوبر الماضي، في ظل وضع كارثي، عائلات وأطفال أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية من أجل استمرار الحياة.

وتوقف شبه كامل للعديد من المستشفيات، ونزوح أكثر من 90% من السكان إلى رفح، حيث غدت مناطق كاملة داخل قطاع غزة

وأصبحت ركاماً بفعل القنابل الإسرائيلية، الذى يغوص أهله في بحر من الجوع بعد أن أصبح شبه مدمر.

الخسائر البشرية الناجمة

وصرحت منظمات إغاثية مُعلنةً تعذر الوقوف على حصيلة الخسائر البشرية الناجمة عن الصراع في القطاع نظراً لتزايد عدد الضحايا.

ولكن الحال لا ينطبق على الخسائر المادية إذ ذهبت التقديرات الأولية إلى أن تكاليف إعادة بناء ما دمره القصف الإسرائيلي

وربما يتجاوز الخمسين مليار دولار أي ما يعادل 46.4 مليار يورو.

إعادة إعمار غزة فهل من الممكن التعافي، وكم ستكون ثمن تكلفة استعادته الحياة مرة أخري ؟

أرقام صادمة تعكسها الحقائق على الأرض في قطاع غزة، والتي تعكس أيضاً حجم المأساة التي طالت القطاع

وضربت سكانه وأرغمتهم على العيش مشردين ومحاصرين داخل منطقة من العالم تسميها منظمة الصحة العالمية أنها (منطقة موت)

جديراً بالذكر عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، التي استمرت 7 أسابيع، وأسفرت عن استشهاد 2100 فلسطيني

وأنفقت فيه دولة قطر أكثر من مليار دولار على مشروعات الإسكان والإغاثة

إلا أن تكاليف إعادة الإعمار هذه المرة ستفوق كثيراً المبالغ التي أنفقت لإعادة بناء غزة فى السابق.

تدمير غزة

وتُشير التقرير الواردة الي تدمر جيش الكيان  الإسرائيلي لمعظم قطاع غزة في عدوانه الغاشم الذى  أدا إلى استشهاد ( 24 ألفا) و( 448) من سكان القطاع منذ بدايه الحرب أكتوبر 2023.

كما أن أكثر من 360 ألف وحدة سكنية لحقت بها أضرار شديدة أو جزئية

وأن ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية تدمرت تماما، حسب الأرقام الصادرة عن المكتب الإعلامي في غزة.

السيسي يكشف تكلفه إعمار غزة

وقال الرئيس السيسي في لقاء أمس، من أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تحتاج إلى 90 مليار دولار

 لكي تتعافى من التدمير الذي لحق بها على مدار 5 أشهر من الحرب الطاحنة

مؤكداً أن مصر تبذل أقصى طاقة لحماية أهل غزة وتوفير المساعدات لهم، والحرص على فتح ‎معبر رفح على مدار الـ 24 ساعة

مشيراً من وجود تحديات في دخول المساعدات، كما أن مصر تسعى لأن تكون عامل استقرار وسلام ولا نشعل أي حرائق.

كما أعلن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، قبل أسابيع أن غزة تحتاج إلى خطة مارشال جديدة للتعافي من هذا الصراع

وفي إشارة الى الخطة العملاقة التي رعتها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

منظمة الصحة العالمية

وقالت منظمة الصحة العالمية، تلك الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي

وتسببت في دمار غير مسبوق الأمر الذى يحتاج عقوداً من الزمن من أجل إصلاحه

وأشارت أن القصف المكثف أدى إلى تدمير ما بين 70 و80 بالمئة من البنية التحتية

وتهدمت أو تعرضت لأضرار جسيمة، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه.

هذا وقد قدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إزالة الأنقاض والركام في غزة  ستستغرق ما بين 3 و12 عاما بعد انتهاء القتال.

تكلفة بناء الوحدات السكنية 

وقال رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، أن إعادة بناء الوحدات السكنية فقط، ستتطلب ما يقرب من 15 مليار دولار

موضحاً أن التقارير الدولية تُشير إلى تعرض 350 ألف وحدة سكنية لدمار كلي أو جزئي في غزة

مضيفاً أنه بافتراض أن 150 ألفا منها ستحتاج إلى إعادة البناء بمتوسط تكلفة يبلغ 100 ألف دولار للوحدة

فهذا يعني 15 مليار دولار للوحدات السكنية، وذلك دون أخذ البنية التحتية والمستشفيات بعين الاعتبار.

كما أشار خلال مشاركته لـ أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

ونحن لم نتطرق بعد إلى البنية التحتية ولا المستشفيات التي تضررت ولا الشبكات

رغم استمرار العنف، إلا أن هناك تساؤلات باتت تُطرح نفسها من الجهة التي سوف تدفع  فاتورة إعمار قطاع غزة الذي يتعرض لدمار كبير؟

وحتى الأن لم يكشف الكيان الصهيوني، عن خطتها بخصوص ماهية الجهة التي سوف تحكم غزة، على سبيل انها قد تنجح في هدفها المتمثل في تدمير حماس

وفي الوقت الذى استبعد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قيام أى دور للسلطة الفلسطينية بغزة عقب انتهاء الحرب !!

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً من أن نتنياهو، أبلغ مسئولين سياسيين بأن السعودية والإمارات على استعداد لتحمل فاتورة إعادةالإعمار

ولكن لم يصدر أي تعليق أو رد من الرياض وأبو ظبي حيال تلك التصريحات الإسرائيلية !!

كما أن هناك مقترح تم تقديمه، بأن يقوم الأوروبيون بدفع الفاتورة، لاسيما وأن الاتحاد الأوروبي وعلى وجه الخصوص ألمانيا من أكبرالجهات المانحة للمساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين

وبدورها تعد الولايات المتحدة إحدى أكبرالجهات المتبرعة  مما عزز القول بأنه ربما ستتم دعوتها للمشاركة في تمويل خطة الإعمار وإعادة غزة إلى الحياة مرة أخرى.

وفي النهاية بعد الإنتهاء من تلك الحرب الضروس وتوقف الهجمات المتوحشة ومن التركيز على المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والماء والدواء يأتي دور إعادة الإعمار ولكن من ؟