قانون لـ (الموت الرحيم).. البرلمان الفرنسي يشرع المساعدة في نهاية الحياة
كتب: محمد أبو ذكري
العديد من الدول الأوروبية تسمح بما يعرف بقانون (الموت الرحيم) وهو الانتحار، بمساعدة طبية، وتعد بلجيكا إلى جانب هولندا أول دولتين أوروبيتين أجازت ذلك الأمر قبل 20 عاما ؟
كما يعتقد المؤيدين لهذه الفكرة، أن جسد المرء وحياته هي من شؤونه الخاصة، ويمكن له أن يتخلى عنهما ويتخلص منهما إذا رأى أنه يرغب في ذلك؛ ومع هذا يوجد جدل حول شرعيّة الانتحار غير العقلاني داخل اوربا.
مشروع قانون.. حق الموت ؟؟
يقضى هذا القانون بوضع نهاية لحياة المرضى والمسنين الميؤوس من حالتهم وهو امتداد للقانون الذي صدر في العام 2005 بخصوص حق المريض فى اختيار نهايته.
وإذ يساعد المريض على وضع نهاية لحياته عن طريق توقف علاجه أو إعطائه جرعة زائدة من العقاقير التي تعجل بوفاته.
والسماح للمرضى الميؤوس من شفائهم أو المسنين بوقف العلاج والدخول في (سبات عميق) حتى الموت.
البرلمان الفرنسي يشرع قانون (نهاية الحياة)
منذ سنوات ماضية، تقدم نائبان أحدهما اشتراكي والآخر يميني، وانطلقت النقاشات حول مشروع قانون (الموت الرحيم).
وصوت نواب الجمعية العامة الفرنسية لصالح مشروع قانون (نهاية الحياة) ويقوم على تقديم، مخدر طبي حتى الموت، للمرضى الميؤوس من حالتهم وأيامهم في الحياة معدودة.
إذ أن أروقة البرلمان الفرنسي شاهدة، على مشروع قانون ما يعرف (الموت الرحيم) ذلك القانون الذي تؤيده بعض الأوساط الشعبية.
ويعتبرونه ضرورة ملحة لأنه المرحلة الأخيرة لحياة المرضى ومعاناتهم رغم العلاج، بينما يرفضه المعارضون حيث يعتبرونه أقرب إلى المساعدة على الانتحار.
ويسمح القانون الحالي الذي تعود أحدث نسخة منه إلى عام 2016 "بالتخدير العميق والمستمر" للمرضى الذين لا أمل لهم بالشفاء على المدى القصير ويعانون من آلام لا يمكن تخفيفها ؟!
حق الموت أغلب الفرنسيين يدعمونه
ويتفق مشروع القانون مع آراء الرئيس السابق "فرانسوا هولاند"، والذى قد دعم الموافقة على قانون مثير للجدل.
ويشرع زواج المثليين في 2012 ووسع التعليم بشأن المساواة بين الجنسين في المدارس الابتدائية.
وفى استطلاع لرأي للجمعية الوطنية العامة حيث قالت أن أغلب الفرنسيين يدعمونه.
كما تم تأييد 436 عضوا في تصويت الجمعية الوطنية "المجلس الأدنى" في البرلمان مقابل اعتراض 34، ليحصل على الموافقة النهائية منمجلس الشيوخ !!
ماكرون يقدم المساعدة على الموت
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، أن مشروع قانون يفتح المجال للمساعدة على الموت بشروط صارمة سيرفع في أبريل، إلى مجلس الوزراء لعرضه على الجمعية الوطنية.
مؤكداً أن المرضى البالغين الذين يستطيعون التمييز بشكل تام وكامل، ويعانون من مرض عضال غير قابل للشفاء على المدى القصير أوالمتوسط ولا مجال للتخفيف من آلامهم، سيتمكنون من طلب المساعدة بهدف الموت ؟
ماكرون القُصر لا يشملهم حق الموت
حال الحصول على رأي جماعي إيجابي من فريق طبي، سيتم وصف مادة قاتلة للشخص المعني الذي سيتمكن من تناولها بنفسه أوبمساعدة شخص آخر إذا كان عاجزا جسديا.
كما ينص القانون على استبعاد القُصر والأشخاص المصابين بأمراض نفسية أو عصبية تؤثر في القدرة على التمييز مثل مرض الزهايمر.
إنهاء الحياة أحد الوعود الانتخابية
وكان تغيير قانون إنهاء الحياة لعام 2016 أحد الوعود الانتخابية التي أطلقها "إيمانويل ماكرون" خلال حملته الانتخابية.
ولكن بعد تشكيل مؤتمر للمواطنين حول هذا الموضوع أجل قراره عدة مرات.
وقال ماكرون، الذي يعتزم منذ فترة تعديل القانون الفرنسي في هذا الملف الحساس، إنه كتب، توجيهاته بشأن الرعاية التي يرغب أو لا يرغب المرء في تلقيها مع اقتراب نهاية حياته ..
تعزيز الرعاية التلطيفية
هي إحدى مجالات الرعاية الطبية التي تركز على تخفيف ومنع المعاناة التي يعاني منها المرضى
ونهج رعاية طبية متعدد التخصصات يهدف إلى تحسين نوعية الحياة وتخفيف المعاناة بين الأشخاص الذين يعانون من مرض خطير ومعقد.
وأعلن الرئيس الفرنسي ماكرون، خلال عشر سنوات سنستثمر مليار يورو إضافية في هذا المجال، الرعاية التلطيفية، بالإضافة إلى 1,6 مليار يورو مخصصة حاليا للرعاية الداعمة
موت رحيم سلبي وآخر نشط ؟
إذا تلقى شخص ما حقنة تحتوي على عقار مميت بالأوردة الدموية، فهو بذلك يستفيد من المساعدة على الموت الرحيم !
ولكن إذا قام الطبيب بإعطاء العقار للشخص، فهذا هو ما يعرف بـ "الموت الرحيم النشط" والذي لا يزال محظوراً في ألمانيا، وهولندا..
سواء كان نشط أو سلبي، يعد الموت كما يوصف، بالرحيم، ظاهرة (محرمة) مرتبطة بالبلدان الصناعية في أوروبا وأمريكا الشماليةوأستراليا.
يقول "لوكاس رد بروح" أحد أطباء الرعاية
يحدث هذه الظاهرة في البلدان التي يتغير فيها التشريع وفق القيم السائدة، وهنا الاستقلالية هي القيمة المهيمنة، فيما تبقى عملية اتخاذ القرار في بلدان أخرى، عملية جماعية وأكثرها أسرية
جمعيات الموت الرحيم في ألمانيا
رغم أن الكنائس الأكثر نفوذاً في ألمانيا لا تزال تنتقد عمل هذه الجمعيات، إلا أنه يوجد العديد من جمعيات الموت الرحيم في ألمانيا
ويكشف بعضها عن عدد الأشخاص الذين رافقوهم حتى وفاتهم
وكما تفقد تلك الجمعيات والأشخاص الذين يقدمون المساعدة على الموت الرحيم، مصداقيتهم في المجتمع الألماني على مدار فترات طويلة
وكانوا يتهمونهم بأنهم يستفيدوا من الموت، و يجنون المال من معاناة الغير.
ومنذ عام 2020 لم تعد مساعدة شخص ما على إنهاء حياته تخضع للعقوبة
ولكن زاد الجدل وسط مخاوف من "تطبيع" الانتحار، وفيما أصدرت دول أوروبية قوانين (الموت الرحيم)..
أوروبا تساعد على إنهاء الحياة
دخل قانون يسمح بالمساعدة على إنهاء الحياة، في إسبانيا، حيز التنفيذ في يونيو 2021
وهو يجيز الموت الرحيم والانتحار بمساعدة طبية في حين تطبق سويسرا أساليب مختلفة للمساعدة على الموت..
كما يسمح قانون تقرير المصير الصادر عن الكونغرس الأمريكي، بناءً على طلب الذراع المالية برنامج ميديكير (Medicare) للمرضىالمسنين، والمساعدين الطبيين بإعادة توجيه مسبق لما يرغبون بالقيام به بالنسبة لحياتهم لمن يثقون به
وسواء كانوا يرغبون برفض العلاجات التي تطيل العمر، أو غيرها من الأمور
كما صوت البرلمان النيوزيلنديين، لصالح مشروع قانون شرعية (القتل الرحيم) !!
كما فتحت المحكمة الدستورية الإيطالية الباب لمثل هذه الممارسات في عام 2019
كذلك نيو ثاوث ويلز، آخر الولايات الفدرالية في أسترالياالتي أجازت القتل الرحيم مؤخراً.
ويُمكن للمرضى الذي يعانون من أمراض لا يرجى البُرءُ منها، اختيار القتل الرحيم
وتعد كولومبيا،أول بلد في أمريكا اللاتينية يجيز ذلك الشأن.