أثارت أفكاره الجدل وأصدر العديد من الكتب الإسلامية.. تعرف على حياة سيد القمني 

كتبت - فاطمة عاطف

 

يصادف اليوم، الأربعاء، 13 مارس ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر الراحل سيد القمني، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1947.

 

حيث يعد "القمني" أحد أهم الباحثين في التاريخ الإسلامي، كما أن أفكاره أثارت الجدل، بما اتسمت به من جرأة وشجاعة في تصديه للأفكار التي تؤمن بها بعض تيارات الإسلام السياسي المتطرف. 

 

مولده 

 

ولد سيد القمني في 13 مارس عام 1947، بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف، وظهر اهتمامه بالفلسفة في المرحلة الثانوية، حيث حصل على شهادة الفلسفة من جامعة عين شمس عام 1969. 

 

وعمل "القمني" مدرسًا للفلسفة في المرحلة الثانوية بقنا في صعيد مصر، وسافر إلى الكويت للعمل.

ثم استكمل مشواره العلمي للدراسات العليا في الجامعة اليسوعية في بيروت.

 

يذكر أن معظم أعماله الأكاديمية تناولت مرحلة حساسة في التاريخ الإسلامي، أخذها من وجهة نظر ماركسية كما اعتبره البعض. 

والبعض الآخر اعتبر أفكاره جريئة ومجنونة في محاولته التصدي لفكر جماعات الإسلامي السياسي. 

 

ولكن ذكر "القمني" في إحدى لقاءاته التلفزيونية أنه يعتبر نفسه يتبع فكر "المعتزلة" وهي فرقة كلامية ظهرت في أواخر العصر الأموي.

غلبت عليها النزعة العقلية في تأسيس عقائدهم.

"القمني" والتاريخ الإسلامي 

 

تعود بداية "القمني" فى التاريخ الإسلامي إلى حرب 1967، بعد محاولات جمال عبد الناصر تحقيق حلمه العروبي في بناء دولة حديثة ولكنه تهاوى، ليفكر "القمني" في أن يكون جنديًّا من نوع آخر. 

 

ويضع يده على جذور وجوهر المشكلة ليجدها عل حد قوله متأصلة في الإطار الفكري الإسلامي وليس في الإطار الفكري العروبي.. ومنا بدأت رحلته البحثية والفكرية.

 

الكتاب الأول للقمني 

 

كان أول كتاب يصدره القمني باسم "رب الثورة" والذي كتب في إهداءه "إلى إيزيس.. ابنتي.. الأمل الذي أرجوه" حيث نشرت الطبعة الأولى عام 1988م عن دار فكر، وكان الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه.

 

ولكنه قام بتشذيبها من المادة الأكاديمية حتى تكون بسيطة وسهلة تصلح للمثقف العادي.

 

أعمال "القمني" 

 

وأصدر سيد القمني بعدها العديد من مؤلفات، مثل : "الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية، الفاشيون، الوطن، قصة الخلق، حروب الدولة الإسلامية، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل، النبي إبراهيم والتاريخ المجهول". 

 

بالإضافة إلى "قصة الخلق أهل الدين والديمقراطية، النسخ في القرآن، الإسلاميات، صحوتنا لا بارك الله فيها، الأسطورة والتراث، النسخ في الوحي الحجاب وقمة الـ 17، آخر أيام الفراعنة وكتاب "شكرًا بن لادن"، وغيرها العديد من المؤلفات. 

 

حصل القمني على جائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، مما أثار غضب بعض التيارات الإسلامية. 

 

فأقام وقتها الداعية الإسلامي يوسف البدري، دعوة قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، وشيخ الأزهر الشريف. 

 

معتبرًا أن الجائزة إهدار للمال العالم، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي.

 

ورحل الكاتب والمفكر سيد القمني بعد رحلة فكرية وثقافية شاقة، في 6 فبراير عام 2022 عن عمرٍ يناهز 74 عامًا.