عقيلة راتب.. مسيرة فنية حافلة بالتحدي والإبداع

كتبت - أميرة محمد
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة القديرة عقيلة راتب، التي رحلت عن عالمنا عام 1999، تاركةً خلفها إرثاً فنياً غنيّاً وحضورًا مميزًا في ذاكرة محبيها.
نشأتها
ولدت عقيلة راتب عام 1916 لعائلة أرستقراطية، واسمها الحقيقي كاملة محمد كامل، كان والدها دبلوماسيًا بارزًا وأول مصري يعمل بقلم الترجمة في وزارة الخارجية، حيث كان يتقن 7 لغات.
بدايتها الفنية
ظهرت موهبتها الفنية في سن مبكرة، وعرض عليها زكي عكاشة صاحب فرقة عكاشة العمل معه وهي في سن 14 عامًا، لكن والدها رفض بشدة وضربها.
لم تستسلم عقيلة، فانتقلت إلى بيت عمتها واحترفت الفن، واختارت لنفسها اسم عقيلة راتب.
وبعد عملها في فرقة عكاشة، حازت عقيلة علي شهرة واسعة، وكتبت عنها الصحف، وانتقل إسماعيل باشا صدقي وعدد من الوزراء لمشاهدة ما تقدمه من أوبريتات على المسرح.
وفي ذلك الوقت كتبت عنها الصحف: "مجلس الوزراء انعقد من أجل عيون عقيلة راتب".
حققت عقيلة راتب نجاحاً كبيراً، وباتت منقذة الفرق المسرحية، فانتقلت للعمل بفرقة على الكسار.
تعلق بها الكثير من رجال السرايا، لجمالها الشديد وأخلاقها النبيلة، وطلبها أحدهم للزواج.
ولكنها رفضت وفضلت عليه زميلها مطرب الفرقة الشهير حامد مرسى، وتزوجته عام 1932.
وهي في سن 16 عاماً، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة أميمة.
فبعد افتتاح استوديو مصر، كانت عقيلة من أوائل النجوم الذين انضمّوا إليه.
واكتشفت العديد من المواهب الشابة، مثل:
عماد حمدي ومحمد فوزي ومحمود المليجي وأنور وجدي.
كما أنتجت عدداً من الأفلام، لكنها احترقت مع حريق استوديو مصر، تاركةً وراءها ذكرى إبداعها وإنجازاتها.
لم تقتصر إبداعات عقيلة على السينما، بل برزت في المسرح أيضاً.
وقدّمت العديد من الاستعراضات والمونولوجات والأوبريتات التي نالت إعجاب الجمهور.
وعندما عرضت عليها فرقة "مزاي" المجرية الانضمام إليها والسفر للخارج لتصبح نجمة عالمية.
ورفضت عقيلة ذلك، مفضلةً البقاء في مصر والاستمرار في إبداعها.
بعد زواج دام 26 عاماً، انفصلت عقيلة عن زوجها الفنان حامد مرسى، لكنّ العلاقة بينهما ظلت قائمة على الودّ والصداقة حتى وفاته.
ومع افتتاح التلفزيون المصري عام 1960، كانت عقيلة من أوائل الفنانين الذين شاركوا فيه.
وقدّمت العديد من المسلسلات الناجحة، من أشهرها "عادات وتقاليد" بدور "حفيظة هانم" الذي حقق نجاحاً ساحقاً.
أعمالها الفنية
تنوعت أعمال عقيلة راتب بين السينما والمسرح والدراما
وشاركت في العديد من الأعمال المميزة التي تركت بصمةً واضحةً في تاريخ الفن.
من أشهر أفلامها:
"زقاق المدق" و"لا تطفئ الشمس"، و"حب ودموع"، ومن أشهر مسلسلاتها "عادات وتقاليد".
ومن أشهر مسرحياتها.
"الكورة مع بلبل"، و"عايز أحب" ، و"يا الدفع يا الحبس" ، و"مطرب العواطف"، و"الزوج العاشر"، و"حلمك يا سي علام".
وقدمت ايضا: "الزوجة آخر من يعلم"، "البيجامة الحمراء"، و"جمعية كل وأشكر"، و"جوازة بمليون جنية"
وكانت أخر اعمالها المسرحية عام 1977 بمسرحية " مولود في الوقت الضائع ".
مع تقدمها في العمر، برزت عقيلة في أدوار الأمهات، وواصلت إبداعها حتى شاركت في آخر أفلامها "المنحوس" عام 1987.
فقدت عقيلة نظرها أثناء تصوير أخر أفلامها "المنحوس" عام 1987، بسبب المياه على عينها.
وفاتها
رحلت عقيلة راتب عن عالمنا في 22 فبراير عام 1992، تاركةً إرثاً فنيًا غنيًا وذكرى لا تنسى في قلوب محبيها.