هل الإعتكاف فرض أم سنة؟.. الافتاء تحسم الجدل وتوضح حكمه وشروطه

كتبت -أميرة الصياد 

يعد الاعتكاف سنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يومًا، أو ليلة أو أيامًا أو ليالي.

حكم الاعتكاف:

الاعتكاف سنةٌ باتفاق، ولا يلزم إلا بالنذر، أو بالشروع فيه عند السادة المالكية.

وقال الحنفية: أنه سنَّة مؤكَّدة فى العشر الأواخر من رمضان، ومستحب فيما عدا ذلك

بناءً على التفريق بين معنى السنة والمستحب عندهم.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفى فى "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 441، ط. دار الفكر): [وهو-أى النذر- ثلاثة أقسام: (واجب النذر) بلسانه وبالشروع وبالتعليق ذكره ابن الكمال.

 وسنَّة مؤكدة فى العشر الأخير من رمضان أى سنة كفاية؛ كما فى "البرهان" وغيره

لاقترانها بعدم الإنكار على من لم يفعله من الصحابة، و(مستحب فى غيره من الأزمنة) هو بمعنى غير المؤكدة.

وقال الإمام العدوى المالكى فى "حاشيته" على "شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 464، ط. دار الفكر): [الاعتكاف من نوافل الخير المرغب فيها على المشهور] .

وقال الإمام الخرقى الحنبلى فى "مختصره" : [الاعتكاف سنَّة إلا أن يكون نذرًا فيلزم الوفاء به، ويجوز بلا صوم إلا أن يقول فى نذره بصوم] .

وقال العلامة ابن المنذر فى "الإجماع" : [أجمعوا على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضًا إلا أن يوجبه المرء على نفسه، فيجب عليه] اهـ.

مكان الاعتكاف وأفضله:

مكان الاعتكاف هو المسجد؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]، ولأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يعتكف إلا فى المسجد.

واتفقوا على أن المساجد الثلاثة الأفضل، المسجد الحرام أفضل، ثم المسجد النبوى، ثم المسجد الأقصى؛ قال العلامة ابن المنذر فى "الإجماع".

وأجمعوا على أن الاعتكافَ جائزٌ فى المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومسجد إيليا.