فرصة لكسب الحسنات.. فضل صيام الستة أيام من شوال بعد رمضان
كتبت _ سارة سبلة
بدأ المسلمون بصيام الست من شوال ولكن بعد مرور أول يوم من عيد الفطر، وشهر شوال هو الشهر العاشر من الشهور الهجرية.
وصيام الست من شوال بعد شهر رمضان، فرصة مهمّة لكسب الحسنات، بحيث يقف الصّائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
فضل صيام ست من شوال
قالت دار الإفتاء المصرية في فضل صيام ست من شوال، إن صيام الست من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم سلفًا وخلفًا، ويبدأ بعد يوم العيد مباشرة، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ»، فإن صامها المسلم متتابعة من اليوم الثاني من شوال فقد أتى بالأفضل، وإن صامها مجتمعة أو متفرقة في شوال في غير هذه المدة كان آتيًا بأصل السنة ولا حرج عليه وله ثوابها.
واستشهدت دار الإفتاء بما ورد عن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ صَامَ رمضان وسِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» رواه ابن ماجه.
أوضحت في فضل صيام ست من شوال: الحسنة بعشر أمثالها؛ فصيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الست بستين يومًا، وهذا تمام السَّنة، فإذا استمر الصائم على ذلك فكأنه صام دهره كله، وفي الحديثين دليلٌ على استحباب صوم الست بعد اليوم الذي يفطر فيه الصائم وجوبًا وهو يوم عيد الإفطار.
حكم صيام ست من شوال متفرقين
قالت دار الإفتاء، إن العلماء اختلفوا في الأفضل في صيامها هل هو التتابع أو التفريق، موضحة أن المذهب الحنفي، ذهب إلى أفضلية التفريق؛ مستشهدة بما قاله الإمام الحصكفي الحنفي في "الدر المختار": "وندب تفريق صوم الست من شوال"، ولا يكره التتابع على المختار.
حكم صيام ست من شوال متفرقين عند الشافعية والحنابلة
وفي سياق الحديث عن حكم صيام ست من شوال متفرقين، أشارت الإفتاء إلى أن الشافعية والحنابلة ذهبا، إلى أفضلية التتابع؛ فقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج": "يستحب لمن صام رمضان أن يتبعه بستٍّ من شوال كلفظ الحديث، وتحصل السنة بصومها متفرقةً، ولكن تتابعها أفضل عقب العيد؛ مبادرةً إلى العبادة، ولما في التأخير من الآفات".
وفي إطار الحديث عن حكم صيام ست من شوال متفرقين، أكدت الإفتاء أن صيام الأيام الست من شوال مندوب إليه شرعًا، مؤكدة أن هناك سعة في تفريقهم وعدم التتابع فيهم على مدار الشهر، وإن كان التتابع في صومهم بعد عيد الفطر هو الأفضل، إلا إذا عارضه ما هو أرجح منه من المصالح، موضحة أن ما اشتهر عن المالكية من القول بكراهة صيام هذه الأيام مطلقًا فليس بصحيح، بل هم يستحبون صيامها في شوال وفي غيره، وأما حكم الكراهة عندهم فهو لِأَمْنِ الخطأ في إلحاق هذه الأيام بصوم رمضان واعتقاد وجوبها، فإذا زالت هذه العلة زال حكم الكراهة.