الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

العلاقات المصرية التركية.. حصيلة سنوات من المد والجزر 

تقرير: ضحى ناصر 

تمتد العلاقات المصرية التركية إلى مايربو عن ثلاثة عقود منذ عهد الإمبراطورية العثمانية وبطبيعة الحال لم يكن من الممكن أن تسير الأمور على وتيرة واحدة بين البلدين ومع عهد محمد على دخلت العلاقات بين البلدين في مرحلة إضطراب كبير مع ضعف الدولة العثمانية و تعاظم قوة الدولة المصرية 

محمد علي مؤسس نهضة مصر الحديثة 

تولى محمد علي ولاية الحكم في مصر في عام 1805 وشرع يؤسس لتاريخ مصر الحديث فقاد نهضة ممتازة على كافة المستويات العلمية والتجارية والصناعية والزراعية والدفاعية فأسس المدارس والورش والمستوصفات وأستعان بأمهر الزُراع والصناع والتجار والمعلمين كما وضع نواة الجيش المصري الحديث وأستعان بالخبراء لتأسيسه على أقوى و أفضل التقنيات الحربية والتسليحية أنذاك .

ضعف الخلافة.. الذي أغرى محمد علي بالتحرر 

وبينما تزداد قوة مصر كانت تزداد الخلافة العثمانية ضعفاً مما جعل محمد علي يفكر في الإستقلال عن الإمبراطورية العثمانية فقاد حملته على الشام التي كادت أن تقضي على الخلافة العثمانية في عام 1832 في أعقاب معركة قونية لولا تدخل الغرب الذي نتج عنه صلح كوتاهية عام 1833 ليظل حلم الإنفصال يراود محمد علي حتى رحيله ليتحقق في الثامن عشر من ديسمبر عام 1914 في أخر يوم من عهد الخديوي عباس الثاني  .

الشراكة الدبلوماسية  والتجارية بين البلدين 

بدأت العلاقات الدبلوماسية التركية مع مصر بالتمثيل الدبلوماسي على مستوى القائمين بالأعمال في عام 1925  ليرتفع ليصبح على مستوى السفراء في عام 1948 .
كما وقّعت البلدين في ديسمبر من عام 2005 على إتفاقية للتجارة الحرة إلى جانب تمتع الدولتين بالعضوية الكاملة في منظمة الإتحاد من أجل المتوسط. 
كما تقدر قيمة صفقة الغاز الطبيعي بين مصر و تركيا  بقيمة 4 مليارات دولار و إرتباطهما بمذكرة تفاهم لتحسين ومواصلة العلاقات العسكرية والتعاون بين البلدين الموقعة في 16 أبريل عام 2008 فيما تعد تركيا أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023 بقيمة 2 مليار و 943 مليون دولار .

الخلافات من عهد عبد الناصر إلى عهد الرئيس السيسي 

شهد عهد الرئيس جمال عبدالناصر خلافات حادة بين البلدين إذ كان إنضمام تركيا إلى حلف بغداد الذي تقوده بريطانيا يشكل مصدر قلق للرئيس عبدالناصر الذي إعتبر وجود ذلك الحلف يقوض جهوده في التخلص من الوجود الغربي في المنطقة لترتفع وتيرة التوتر بين البلدين بعد إرسال الرئيس عبد الناصر قوة مشاركة للقوات السورية التي كانت ترابط على الحدود مع تركيا إستعداداً لهجوم تركي محتمل .

صعود حزب العدالة والتنمية و الإنتقام للإخوان 

مع تنحي الرئيس مبارك أبدت تركيا بقيادة عبدالله جول إستعدادها لمساعدة مصر في تلك المرحلة الإنتقالية فيما رأى البعض أن رئيس الوزراء أنذاك رجب طيب أردوغان يهدف لتحقيق مصالح بلاده في المقام الأول وبعد عزل محمد مرسي بالتزامن مع صعود حزب العدالة والتنمية وتولي أردوغان سدة الحكم بدأت تركيا تنتهج نهج العداء الصريح تجاه مصر فأستضافت قيادات إخوانية وقدمت لهم المساعدة ووجهت إعلامها للتحريض ضد مصر ووزير دفاعها ثم رئيس الجمهورية فيما بعد الرئيس عبدالفتاح السيسي .

عودة العلاقات بين البلدين 

ونتج عن تلك الممارسات قطع العلاقات بين البلدين غير أن الأمور ما لبثت أن تتحسن تدريجياً منذ العام 2020
وألتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة حيث تباحثا في عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، كما أستقبل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نظيره المصري السفير سامح شكري الذي توجه أمس الجمعة من جنوب إفريقيا إلى تركيا حيث بحثا عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك محذرين من تفجر الأوضاع في المنطقة .
تم نسخ الرابط