نبيل أبوالياسين: التقليل من جهود الوساطة القطرية هدفها المراوغة وأغراض انتخابية
متابعة: محمد جودة
إنهُ وفي ظل الجهود الجبارة المبذولة باستمرار من دولة "قطر" والمتمثلة في أميرها "تميم بن حمد آل ثاني "ودورها المتميز في جهود الوساطة للوصول لاتفاق من شأنه وقف كامل ودائم لإطلاق النار في غزة، نرىّ محاولات صهيوأمريكية خبيثة لاستخدام" من أجل التموضع السياسي ولأغراض انتخابية، وأن التقليل من جهود الوساطة القطرية ما هي إلا مراوغة مكشوفة من حكومة "بنيامين نتنياهو" اليمينية المتطرفة غايتها الاستمرار في الحرب على غزة للاستمرار في السلطة أطول وقت ممكن.
و أكاذيب إسرائيل بشأن الأونروا كشفتها التحقيقات ويتم مراجعة مستقلة للأونروا الآن، ووجدت هياكل قوية لضمان الامتثال لمبادئ الحياد الإنسانية، وتؤكد؛ أن إسرائيل لم تقدم أي دليل يذكر حتى الآن على أن أكثر من 450 موظفاً كانوا عملاء عسكريين في حماس.
الدوحة ملتزمة بجهود الوساطة
وأن الدوحة مازلت ملتزمة بجهود الوساطة ولكنها حالياً في مرحلة إعادة تقييم بسبب المراوغة المستمرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وحالة الإحباط بسبب عدم التوصل لاتفاق خلال شهر رمضان، وصولاً "لـ" عيد الفطر المبارك، ونرىّ ويرىّ العالم بأسرة دولة "قطر" والتزامها في جهودها وهي جهود أثبتت في الفترة الماضية جاحها.
وأسفرت عن هدنة لعدة أيام وتبادل أسرىّ شاهدها شعوب العالم، الذي شاهد الإنسانية في أسمىّ صورها من قبل المقاومة الفلسطينية في تعاملها مع أسرى الاحتلال على النقيض من التعامل اللا إنساني من الجانب الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين، وأظهرت "قطر" في أكثر من مناسبة إحباطها من الهجمات المستمرة والمفتعلة على الوسطاء وخاصةً على الدوحة رغم الجهد الخالص للقيادة القطرية في هذا الإطار.
حكومة "نتنياهو " تتغافل عن دور قطر
ولكن حكومة "نتنياهو " المتطرفة تحاول أن تتغافل عن دور الوسيط وأهميته في الحياد ونقل الرسائل بين الأطراف وإيجاد بدائل على طاولة المفاوضات وأنهم ليس موظفين لديهم، فضلاً عن؛ الوصول إلى حلول مقبولة لجميع الأطراف وليس للوسيط أي دور للضغط على أي طرف من الأطراف، وهذا ما كان يريده "نتنياهو" من القيادة القطرية الضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بشروط الاحتلال الغير مقبول شكل ومضمون.
وهذا ما أكدة: المتحدث الرسمي باسم الحكومة القطرية" ماجد الأنصاري" في تصريحاته أمس "الثلاثاء" عقب ما نقلته وسائل إعلام تركية عن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان "قوله، إنه لا يعتقد أن حركة حماس ستغادر قطر التي تتخذها مقراً، وجاء رد "الأنصاري" والذي قال فيه، إنه لا مبرر لإنهاء تواجد مكتب حماس في الدوحة، وأن قادة حماس متواجدون في الدوحة وبإمكانهم المغادرة والعودة إلى الدوحة في أي وقت ولا قيود تجاههم.
جريمة التجويع الممنهجة للفلسطينيين
وبشأن الأكاذيب الإسرائيلية التي أردت بها النيل من الأونراوا لتنفيذ جريمة التجويع الممنهجة للفلسطينيين في غزة بمشاركة أمريكا، لقد وجد تقرير" الأونروا" أن مجموعة الإغاثة الفلسطينية لديها إطار حياد قوي، ولا يوجد دليل على الادعاءات الإسرائيلية بالتسلل لأفراد حماس.
ووجدت مراجعة مستقلة لحياد وكالة الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين أن إسرائيل لم تقدم أي دليل على أن "عدداً كبيراً" من الموظفين متورطون مع حماس، على الرغم من تلقي قائمة موظفين سنوياً منذ عام 2011، كما وجد التقرير المكون من 48 صفحة، الذي صدر أول أمس "الاثنين"، أن الوكالة لديها هياكل قوية لضمان الامتثال لمبادئ الحياد الإنساني، على الرغم من أن القضايا لا تزال قائمة.
إسرائيل تتهم الأونروا بمشاركتها في حرب غزة
وعلى إثر ذلك عينت الأمم المتحدة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة "كاثرين كولونا" لقيادة مراجعة حياد الأونروا في فبراير الماضي بعد أن زعمت إسرائيل أن 12 موظفاً من موظفي "الأونروا "شاركوا في هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حماس، والتي أدت إلى حرب غزة.
وكثفت إسرائيل اتهاماتها في "مارس" الماضي ، قائلة؛ إن أكثر من "450" من موظفي الأونروا كانوا من النشطاء العسكريين مع حماس في غزة، وفق ما جاء في التقرير، وفي تحقيق منفصل، تنظر هيئة رقابة تابعة للأمم المتحدة في الادعاءات الإسرائيلية ضد"12" من موظفي الأونروا، واستعرضت "رويترز" نسخة من التقرير النهائي لاستعراض "كولونا" قبل الإعلان عنه، وقال: التقرير إن إسرائيل قدمت ادعاءات عامة استنادًا إلى قائمة موظفي" الأونروا" المقدمة إليها في "مارس" بأن "عدداً كبيراً" من موظفي الأونروا كانوا أعضاء في حركة حماس ومع ذلك، لم تقدم إسرائيل بعد أدلة داعمة على ذلك.
جوبايدن جعل أمريكا قوة سامة في العالم
وحذرت من هذا في مقال صحفي صادر بتاريخ 8 فبراير 2024، والذي كان يحمل عنوان «جوبايدن: جعل أمريكا قوة سامة في العالم يحشد 17 دولة لتجويع غزة» عقب حملة متعمدة ومتضافرة لإنهاء عمليات" الأونروا" في غزة آنذاك،
وأوضحت :في مقالي حينها المخطط والدول التي حشدتها الإدارة الامريكية والخطة الخبيثة والممنهجة لتجويع سكان غزة تحت مزاعم عارية تماماً من الصحة، بعدما قررت 18 دولة غربية في مقدمتهم “واشنطن” الدخول في شراكة كاملة مع إسرائيل في جريمة تجويع الفلسطينيين في غزة من خلال تعليق مساعداتها لوكالة غوث اللاجئين ”الأونروا”.
وذكرت هذه الدول للتاريخ، وهي كانت ”الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد”.
لماذا يتم تأديب الطلاب بسبب آراء مشروعة
وفي سياق متصل: أوجه رسالة في مقالي هذا إلى إدارة جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأمريكية، وأركز في توجيه رسالتي إلى "نعمت شفيق" رئيسة جامعه كولومبيا ذات الأصول العربية التي أثارت مخاوف بشأن قرارات الجامعة وسياساتها المتعلقة بحرية التعبير في الحرم الجامعي، لماذا يتم تأديب الطلاب بسبب آراء مشروعة والتي تُشير؛ إلى "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" من إسرائيل للفلسطينيين في غزة ؟، ولماذا تم استدعاء الشرطة لإنهاء الاحتجاج السلمي؟، كما أوجه رساله إلى الإدارة الأمريكية لماذا لا يوجد دفاع عن الحرية الأكاديمية في الكونجرس الأمريكي؟، وأين حرية التعبير واحترام الديمقراطية التي ما "تَشَدَّقَتُم" بها في كل المحافل؟، وجلتموها "ذرائعُ" للتدخل في شؤون بعض الدول الداخلية لتدميرها والاستيلاء على مقدراتها؟.
فعلىّ مدىّ أكثر من 6 شهور ومنذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، أثارنا مخاوفنا من إدارة "نعمت شفيق"، علناً وخاصةً فيما يتعلق بقرارات الجامعة وسياساتها المتعلقة بحرية التعبير في الحرم الجامعي، وفي ضوء الأحداث المؤلمة والمحبطة التي وقعت منذُ الأيام القليلة الماضية، شعرنا وشعر الجميع بأننا مضطرون للقيام بذلك مرة أخرىّ وفي رأينا، أصبحت قرارات الجامعة وسياساتها منفصلة عن القيم الأساسية لحياة الجامعة ورسالتها السامية والإنسانية بما في ذلك حرية التعبير والحرية الأكاديمية والمساواة، ونعتقد أن تصحيح المسار ضروري على وجه السرعة بالإقالة دون تراخي.
نعمت شفيق تنتهك حرية التعبير
لأن ما قامت به "نعمت شفيق" انتهاك صارخ لحرية التعبير، وأزعج الجميع وبشدة، أولاً؛ من إنفاذ الجامعة الصارم والتمييزي على ما يبدو للقواعد المتعلقة بمظاهرات الطلاب، وقد استنكرنا العام الماضي حول تعليق إدارة الجامعة لمجموعتين طلابيتين، طلاب من أجل العدالة في فلسطين والصوت اليهودي من أجل السلام.
وأشار؛ التفسير الأولي للجامعة للتعليق بقوة إلى أنها علقت المجموعات جزئياً على الأقل بسبب خطابها السياسي، وبدا أن أحد كبار الإداريين في الجامعة، يؤكد: الكثير في محادثة لاحقة مع الطلاب، وأن الحالات التي وصفت فيها الجماعات إسرائيل بأنها "دولة الفصل العنصري" ووصفت العدوان الإسرائيلي في غزة بأنها "إبادة جماعية"، كما لاحظنا في ذلك الوقت، لم يكن من الواضح على أي أساس يمكن للجامعة أن تستنتج أن هذا الخطاب ينتهك قواعد سلوك الجامعة، وتضمن هذه القواعد حماية واسعة للخطاب السياسي السلمي، حتى بالنسبة للكلام المرفوض أو المسيء لبعض المستمعين، طالما أن الخطاب لا يشكل تهديداً، أو مضايقة يجب أن تنبع هذه الحماية الواسعة، كما توضح القواعد، من اهتمام الجامعة الحيوي بتعزيز مناخ لا يوجد فيه شيء محصن من التدقيق، وهي تعكس تقليد الجامعة الطويل المتمثل في تقييم المعارضة والجدل.
الكونغرس لا يدافع عن حرية التعبير
ولسبب وجيه؛ وهو توضح القواعد أن الجامعة لن تعاقب المتحدثين بسبب وجهات النظر التي يعبرون عنها، وفي جلسة استماع لـ "الكونغرس" في 17 أبريل الماضي، أشاره إدارة الجامعة إلى أنه تم اتخاذ أكثر من 90 إجراء تأديبياً ضد الطلاب منذ 7 أكتوبر "طوفان الأقصىّ" وقد نما هذا العدد بشكل كبير منذ ذلك الحين، وبالطبع فإن إنفاذ القواعد المتعلقة بالاحتجاجات الطلابية ليس في حد ذاته إهانة لحرية التعبير، لا بل يكاد يحتاج إلى القول؛ إن الجامعة تتحمل مسؤولية اتخاذ إجراءات ضد التهديدات والمضايقات الحقيقية، كما أن لديها مصلحة مشروعة في فرض قيود معقولة على وقت المظاهرات ومكانها وطريقتها، لا سيما؛ عندما يكون الغرض منها هو حماية المصالح الأخرىّ التي تبدو في حرية التعبير، وتشير قواعد السلوك، على سبيل المثال، إلى أنه يمكن فرض هذه الأنواع من القيود لحماية حق الآخرين في الإظهارة المضادة أو التدريس ، أو الانخراط في المساعي الأكاديمية التي تتطلب اهتمامًا دون انقطاع.
فكان يجب على المحافظين في الكونغرس الدفاع عن حرية التعبير، بما في ذلك حقوق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، لأنه ومن المعتقد أيها السادة نواب الكونغرس يا من صدعتمونا باحترام حرية التعبير وحرية الصحافة أن الحرية غير المحدودة في الارتباط بالأهداف السياسية ضرورية في منع طغيان الأغلبية، عندما تظل الجمعيات والمنظمات حرة، تظل الجمعيات والمنظمات السرية نادرة، ومن الأفضل أن يكون لديك بعضاً من المعارضين، وأطلق على هذه الحرية في بلادكم باسم "العلم الأم"، وهو العلم الذي يمكن لكل مواطن دراسته وتطبيقه، وأدىّ هذا المنطق، الذي يشترك فيه الآباء المؤسسون، إلى منح المحكمة العليا باستمرار التعبير السياسي "والديني" معظم الحماية القانونية، والسؤال هنا : أين ذهب جميع نواب المحافظين الذين يحبون الدستور عندما يتم التخلي عن ضبط النفس باسم إغلاق التعبير عن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين؟.
الجامعة الأمريكية مع التنوع مرة وضده مرة
ولقد شجعت الجامعات الأمريكية منذ فترة طويلة التنوع العرقي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، يبدو أنها تتخلى عن التنوع الفكري، على الرغم من الأهمية الأساسية للحرية الأكاديمية، وتثير المظاهرات المستمرة والمؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا وغيرها رد فعل عنيف من أعضاء الكونغرس والبيت الأبيض بسبب مزاعم معادية للسامية !؟.
ولماذا تهتم إدارة الجامعة وهي أحدث مؤسسة على رادار الكونغرس الأمريكي لمعاملتها لمعاداة السامية بعد أن خضعت "لـ" هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا لتدقيق مكثف من قبل المشرعين في العام الماضي، وأشير: هنا في مقالي إلى ما ذهب إلية بعض نواب الجمهوريين في خطوة أبعد من الإدانة، وأصدرت رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب "إليز ستيفانيك" بياناً يدعو رئيسة جامعة كولومبيا "نعمت شفيق" إلى الاستقالة على الفور.
صعوبات أمام الصحفيين
والمثير للقلق والذي يعُد انتهاك صارخ أخر لحرية الصحافة في أمريكا هو عرقلة وصول الصحفيين إلى حرم جامعة كولومبيا، فقد واجه بعض الصحفيين صعوبات كثيرة في الوصول إلى الحرم الجامعي، في حين أننا نقدر أن هناك أسباباً مشروعة لتقييد الوصول في هذا الوقت، ولكن يجب الحث على ضمان عدم إعاقة هذه القيود الصحافية، لأن أصبح الآن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بمعلومات خاطئة ومضللة حول الأحداث التي وقعت في كولومبيا خلال الأيام الماضية، وهذا سيشعل مظاهرات عديدة أخرىّ تتضامن مع هؤلاء الطلاب، وسيساعد تسهيل وصول الصحافة إلى الحرم الجامعي في ضمان ارتباط فهم الجمهور للأحداث التي تجري هناك بشكل أوثق وأوضح بالواقع، لأن جامعة كولومبيا ليس غزة يمنع فيها وصول الصحفيين لإخفاء الحقيقة!؟.
نتنياهو يشبه الآن هتلر
وعلى صعيد أخر متصل؛ فإن "نتنياهو" يشبه الآن هتلر، ويفقد أوراقه السياسية وهذا ما يناقشه في الوقت الحالي مجلس الحرب الإسرائيلي، وحلفاء إسرائيل وكل من دعمها لن يفلتوا من العدالة، وما حدث في غزة كشف عورة النظام العالمي وأنه لا يوجد قانون دولي يحكم البشرية، وأصبح العالم أشبه بنادي للإجرام الدولي، وعلى الرغم من جرائم الحرب المنهجية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل والتي تعُد الأكثر منذ 7 أكتوبر، والتي أعقبها تصعيد كبير من قبل قوات الاحتلال في قطاع غزة باستهداف المنازل والمدنيين العزل، ولكن تصويت التقدميين بـ "لا" سيشير إلى "جوبايدن" بالمخاطر الانتخابية الأكبر المتمثلة في إستمراره دعم كل تجاوزات "نتنياهو" التي ترقى إلى جرائم الحرب.
نتنياهو يعمل ضد مصالح اليهود
وختاماً: لا ينبغي أبداً أن يتم استهداف اليهود بسبب ما تفعله حكومة "نتنياهو" ولم نشاهد حتى الآن أي عملية من هذا فغالباً ما يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية ضد مصالح اليهود لتعزيز أجندته القومية اليمينية المتطرفة، وعلى سبيل المثال احتضان "فيكتور أوربان" المعادي للسامية والذي فزع العديد من اليهود من سلوكه في غزة، وبعد تقارير عن مضايقات من قبل المتظاهرين، قال؛ بعض الطلاب اليهود إنهم يشعرون بعدم الأمان، وقال؛ آخرون إنهم يشعرون بالأمان، بينما يدينون معاداة السامية، و"نتنياهو" يشكر واشنطن على المساعدات العسكرية الجديدة، ويتعهد بالتصعيد في غزة بعد حزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة، والتي تقدر بقيمة 26.4 مليار دولار، متجاهلاً مناشدات "الرئيس الأمريكي" لضبط النفس الذي يخدع بها "بايدن" العالم من جهة وجه آخري يرسل الأسلحة لمزيد من الإبادة في غزة!؟.