حكايات من حياة العندليب.. معارك فنية واجهها عبد الحليم حافظ

كتبت - أميرة محمد 

لا شك أن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، يعتبر أحد أهم وأشهر الأصوات في تاريخ الغناء العربي.

 فقد تميز بصوته العذب وأداءه المؤثر، تاركاً إرثاً فنياً غنياً لا يزال يلهم الأجيال حتى يومنا هذا.

 ولكن وراء النجاح الكبير الذي حققه العندليب، خاض العديد من المعارك الفنية التي واجهها بشجاعة وإصرار.

 وسوف نلقي الضوء في هذا المقال على بعض من أهم هذه المعارك:

أم كلثوم

اشتعل الخلاف بين كوكب الشرق "أم كلثوم"، وعبدالحليم حافظ في 23 يوليو 1964، عندما اجتمع الثنائي في حفلة واحدة، وكانت تنقلها موجات الإذاعة.

بدأت أم كلثوم الحفل وكان من المقرر أن يختتم هذه الليلة عبدالحليم.

أطالت أم كلثوم وتأخرت عن موعدها المحدد، الأمر الذي أثار غضب العندليب وقرر أن يهاجمها في نفس الليلة.

وقبل أن يبدأ وصلته الغنائية قال: "طبعا منتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم وخصوصا بعد ما غنت اللحن العظيم (أنت عمري)".

وتابع: "أنا معرفش الأستاذ عبدالوهاب والست أم كلثوم أصروا أن أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير، بس أنا معرفش هو شرف ولا مقلب؟".

وعندما علمت أم كلثوم بما قاله "حليم"، أصابها الغضب وقاطعته فترة طويلة، وانتهى الخلاف بتدخل الموسيقار محمد عبدالوهاب، واعتذار العندليب.

فريد الأطرش

في عام 1970 تفجر الخلاف بين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وانقسم الجمهور العربي بين مشجعي فريد، ومشجعي العندليب.

وكان سبب الخلاف حفل عيد الربيع، إذ تصادف أن فريد والعندليب سيغنيان في نفس الليلة، ودب الخلاف.

بينهما بسبب مكان حفل كل منهما، واتهم العندليب فريد بحجز كل المسارح لمنعه من الظهور.

واشتعل الخلاف أيضا بسبب إذاعة الحفل في الراديو والتلفزيون على الهواء.

وهنا قرر الإعلامي الكبير جلال معوض حل هذه المشكلة، وذلك عن طريق تقديم إذاعة صوت العرب حفل فريد الأطرش.

وإذاعة الشرق الأوسط حفل العندليب، والتلفزيون يقوم بتصوير الحفلتين على ألا يقوم بالبث على الهواء مباشرة.

وحدث الصلح بين النجمين عن طريق الإعلامي اللبناني عادل مالك الذي جمع بينهما في برنامج بعنوان "السجل المفتوح" واعتذر كل منهما للآخر.

وردة

في حفل أغنيته الشهيرة "قارئة الفنجان" انفعل عبدالحليم حافظ، بسبب مجموعة من الجماهير، هتفت خلال غناء العندليب لدرجة أدت للتشويش عليه فرد عليهم قائلاً: "أنا بعرف أتكلم وأصفر".

الواقعة أثارت جدلا كبيرا في الصحافة وقتها، واتهم العندليب، الفنانة وردة بأنها التي دبرت هذا الأمر، وبعد فترة اكتشف أنها بريئة واعتذر لها.

وفسر المصور الكبير الراحل فاروق إبراهيم انفعال العندليب بأنه كان يمر بأصعب مراحل مرضه في ذلك التوقيت.

ووقف على خشبة المسرح في تلك الليلة رغم آلام المرض وشدة النزيف، بينما شعر أن هناك من يتربص به ويسعى لتشويه صورته.