الشيخ محمد محمود الطبلاوي..رحلة عطاء ثرية مع القرآن الكريم تجاوزت حدود مصر
يصادف اليوم 5 مايو ذكرى وفاة الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء بعد رحلة عطاء ثرية مع القرآن لأكثر من ستين عاما.
رحلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي العالمية: سفير القرآن الكريم في أصقاع المعمورة.
في ذكرى وفاته، نستذكر رحلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء، التي امتدت لأكثر من ستين عامًا حافلةً بالعطاء مع القرآن الكريم، والتي لم تقتصر على مصر فحسب، بل امتدت لتشمل بلاد العالم العربي والإسلامي، وصولًا إلى الدول الأوروبية.
لم تقتصر إنجازات الشيخ الطبلاوي على مصر فقط، بل امتدت لتشمل العالم الإسلامي والعالم أجمع.
سافر الشيخ الطبلاوي إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية، بدعوات خاصة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.
مثل الطبلاوي مصر في العديد من المؤتمرات ومحكمًا للكثير من المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم.
قراءة القرآن في اليونان
سافر الطبلاوي إلى اليونان بدعوة من مسلمي هناك، ليقرأ القرآن الكريم أمامهم.
كانت هذه المرة الأولى في تاريخ اليونان التي يقرأ فيها القرآن علنًا ومباشرة إلى جمهور المستمعين.
حظيت قراءة الطبلاوي بإعجاب كبير من الحاضرين، وساهمت في نشر الإسلام وتعريف المسلمين به في اليونان.
في روما وإيطاليا
تلقى الطبلاوي دعوة من سفارة مصر في إيطاليا ليقرأ القرآن الكريم في مدينة روما.
كانت هذه أيضًا المرة الأولى التي يُقرأ فيها القرآن الكريم علنًا في روما.
حضر قراءة الطبلاوي جموعٌ من المسلمين من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في إيطاليا.
مأتم الملكة زين الشرف
سافر الطبلاوي إلى الأردن بدعوة لإحياء مأتم الملكة زين الشرف، والدة الملك حسين.
قرأ الطبلاوي القرآن الكريم في قصر رغدان لمدة سبعة أيام.
حظيت قراءته بإعجاب كبير من الحاضرين، وساهمت في تخفيف مصابهم في تلك الفترة العصيبة.
المصحف المرتل
يقول الشيخ «الطبلاوي»: "الحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتين مجودًا ومرتلًا".
وتابع: "وهذا هو الرصيد الوحيد الذي أعتز به وهو الثروة الحقيقية التي منّ الله بها علي في الدنيا والآخرة، فقد قمت بتسجيل القرآن الكريم للكويت والسعودية".
واستكمل: "وكذلك سجلته مرة مجودًا على 75 ساعة ومرة أخرى مرتلًا على 33 ساعة".
وأشار: "هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينات بالمساجد الكبرى في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية".
ونظرًا للشهرة الكبيرة التي حققها الشيخ الطبلاوي خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، والتي شهدت ظهوره كقارئ على الساحة القرآنية أجري استفتاء على نجاح الأعمال الإذاعية.
خاصة الإذاعات الخارجية الدينية فحصل الشيخ «عبد الباسط» على المركز الأول كقارئ إذاعي من الرعيل الأول وحصل الشيخ الطبلاوي على المركز الأول على القراء الجدد.
يقول الشيخ «الطبلاوي»: كنت فخورًا بمقارنة الناس بيني وبين المرحوم الشيخ «عبد الباسط»، لأنه كان أسطورة وشمسًا لا تنكر، وعلى علاقته بالشيخ «عبد الباسط».
قائلًا: "كانت علاقتي به طيبة وخاصة من جانبه فكنت أدعى معه في سهرات كثيرة فأجد منه الترحيب والتكريم".
وأضاف: "وكان يفضلني على نفسه فيقدمني لأقرأ قبله ولو بدأ هو بالقراءة كان ينتهي من التلاوة بسرعة".
وأوضح: "حتى أتمكن من أخذ فرصتي فيها هذا لأن المرحوم «عبد الباسط كان يثق بنفسه ويعلم مكانته في قلوب الناس".
سفر الطبلاوي للسعودية
ولا ينسى الشيخ «الطبلاوي» زيارته للسعودية مع صديقه الشيخ «عبد الباسط عبد الصمد» لتسجيل بعض الأسطوانات وعند مقابلته مع الملك «خالد».
قال له الملك: "القرآن نزل هنا في الجزيرة العربية وطبع في اسطنبول وقرئ في مصر".
وأضاف: "فقلت له إنني لا أفهم، فشرح لي بأن القرآن نزل في الجزيرة على الرسول الكريم لكن أحسن طبعة لمصحف هي طبعة اسطنبول".
وأشار: "وأفضل أصوات في قراءة القرآن موجودة في مصر، فالقارئ المصري صوته جميل".
سفر الطبلاوي إلى الهند
ويتذكر الشيخ «الطبلاوي» قائلًا: "سافرت إلى الهند ضمن وفد مصري وكان رئيس الوفد الدكتور «زكريا البري» وزير الأوقاف المصري".
وتابع: "حينذاك وتأخرنا عن موعد حضور المؤتمر العام المقام بجامعة الندوة بنيودلهي بسبب ظروف الطيران".
وأوضح؛ "فاقترح الدكتور «البري» أن يتقدم الوفد عند الدخول لأنه الوحيد المميز بالزي المعروف".
واستكمل "ولأنه مشهور وله مكانة كبيرة في قلوب الناس هناك. وبالفعل تقدمت الوفد فرحب بي رئيس المؤتمر".
وقال بصوت مرتفع: "ها قد حضر أعضاء الوفد المصري وعلى رأسهم الشيخ الطبلاوي".
وتابع: "فلنبدأ احتفالنا من جديد. وكان ذلك الموقف شعورا طيبا جدًا أثلج صدورنا جميعًا وخصوصًا أن الندوة كانت تجمع شخصيات من دول العالم المختلفة".
وأضاف: "وبعد انتهاء المؤتمر والعودة إلى مصر كلفني الوزير بعدة مسؤوليات منها شيخ عموم المقارئ المصري".
واستكمل: "عضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو بلجنة القرآن بالوزارة ومستشار ديني بوزارة الأوقاف".