الهزيمة تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحاولة الخروج الآمن لقبول الصفقة
أصبحت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتنياهو"بعدما لاحقتة الهزيمة المذله في غزة تضعه أمام قبول صفقة تبادل الأسرى جبراً وضمانات بالخروج الآمن له، وفي واقعه غير مسبوقة أعلن عدد كبير جداً من جنرالات الجيش الإسرائيلي، عن موافقتهم لقبول الصفقة ووقف إطلاق النار، فضلاً عن؛ الإعلان لأول مره عن نقص في دبابات الجيش بسبب العدد الكبير الذي دمر في غزة.
وأن برنامج الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الإستيطاني يتعارض مع القانون الدولي، ويؤدي إلى نتائج عكسية لقضية السلام، وتُعد جريمة حرب أخرىّ وإنتهاك صارخ للمادة"49" من إتفاقية جنيف الرابعة، ويجب على محكمة العدل الدولية أن تحاكمها بجانب محاكمتها على جريمة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة،
وفي ظل التجويع والإبادة المستمرة وإصرار "نتنياهو " على إستهداف المدنيين الأبرياء في الأمكان التي أعلن عنها بأنها أمنة، أصبح يتجاهل الكثيرون في مدينة غزة دعوات الجيش الإسرائيلي للإجلاء، بسبب التعب والإرهاق المستمر ونزوحهم المتكرر، في حين يقول آخرون إنه لا جدوىّ من الذهاب إلى مناطق أخرىّ قد تكون بنفس القدر من الخطورة.
وخلال أكثر من 9 أشهر من العدوان النازي على غزة فرت عائلات كثيرة من مكان إلى آخر، هرباً من القصف الإسرائيلي الذي سطح العديد من الأحياء في شمال غزة، ولكن هذا الأسبوع الذي يعتبر الأكثر دموية عندما أصدر الجيش الإسرائيلي دعوات متكررة للفلسطينيين للخروج من مدينة غزة، قرر عدد كبير من العائلات عدم المغادرة.
وقال؛ بعضهم الطريق ليس آمناً، وهذه العائلات إستنفدت من التهديد المستمر بالقصف والمحاصرة بالموت والهلاك، وتخاطر الآن بالبقاء في مكانها على أنها تنصاع وراء النشرات التي أسقطها الجيش الإسرائيلي على أجزاء من مدينة غزة ونشرت على وسائل التواصل الإجتماعي أربعة "ممرات آمنة" يمكن للفلسطينيين إستخدامها للوصول إلى وسط غزة بسرعة وبدون تفتيش، إلا أن الكثير فضل البقاء وعدم المغادرة لتأكدهم من أن الإحتلال لا آمان له.
ونرىّ من العجز الدولي المصتنع لأكثر من تسعة أشهر تجاة جرائم الحرب والإبادة والتجويع المتواصل من حكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة، أنه لا شيئ تقريباً يمكن أن يردع إسرائيل عن مواصلة تلك الجرائم في غزة، وأصبحنا الآن أمام مشهد عبثي لا قانون دولي يحترم، وإختراق لكافة قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، ويبدو أنه "لا شيئ في العالم يمكن أن يثني إسرائيل عن إستمرارها في نجويع وقتل الفلسطينيين في غزة، وبرسم وتخطيط أمريكي، مادام المجتمع الدولي يتصنع العجز!؟، ولا تحركة بشكل جادي دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل التي تراق كل يوم ومنذُ أكثر من "9" أشهر على مرأ ومسمع من الجميع.
فقد أمرت محكمة العدل الدولية مجدداً إسرائيل في 24 مايو الماضي بوقف هجومها العسكري "فوراً" في رفح، وترك هذا المعبر الذي يربط قطاع غزة بمصر مفتوحاً لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية بدون عراقيل، ثم أمرت العدل الدولية إسرائيل بضمان الوصول دون عوائق للمحققين المفوضين من الأمم المتحدة النظر في إدعاءات الإبادة الجماعية.
ولكن لم تنفذ حكومة الإحتلال أي بند من بنود قرارات المحكمة، بل قامت بتدمير معبر رفح وتجاوزت كافة الخطوط الحمراء وتستخف بأروح المدنيين في غزة، وهنا نرىّ؛ أنه حتى لو لم تؤد قرارات الجنائية الدولية الى نتائج ملموسة فإن واقع عرض هذه القرارات أمام أعين شعوب العالم بأكملة يتيح له رؤية العدالة أو محاولات تحقيق العدالة التي تحاول إسرائيل وشريكتها أمريكا عرقلتها.
وهنا أقول لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة إسرائيل ستحاكَم وسيصدر مذكرات إعتقال بحق جميع قادتها السياسيين والعسكريين، على خلفية الجرائم التي يتم إرتكابها بشكل يومي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وبدعم من الحكومة، وأن الإدعاءات التي تُستخدم للدفاع عن الحرائم التي تتم في غزة لن تخدم "نتنياهو" حيال ما يجري في الضفة الغربية، فالجرائم لا يرتكبها جنود إنما مستوطنين بهدف طرد الفلسطينيين من منازلهم، وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت"، وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش"، وزير الأمن القومي" إيتمار بن غفير" أنهم لن يستطيعوا التنصل من المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في غزة والضفة.
وأُشير: في مقالي إلى أن"نتنياهو" مع تصميمه على تجنب التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار والمخاطرة بخسارة السلطة والذهاب إلى السجن بتهم الفساد، فإنه يقدم شروطاً جديدة ويتراجع عن الضمانات التي إلتزم بها سابقاً وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات، وإصراره على أن يصلب المطالب، قد يخرج المحادثات عن مسارها.
وتعرب مصادر إسرائيلية وغربية على دراية بتفاصيل محادثات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس عن قلقها المتزايد إزاء سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الذي يستمر في المراوغة لتعطيل الصفقة لخدمة مصالحة الشخصية، ولا يأبى لحياة المدنيين في غزة، ولا لأي مناشدات داخليه أو خارجية من شأنها التوصل لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات دون عوائق.
وأكشف : بالتفاصيل والأرقام في مقالي هذا عن الأسلحة الأمريكية التي إستخدمت لإبادة الفلسطينيين في غزة، فرغم تصريحات الرئيس الأمريكي "جوبايدن" التي قال فيها: إني لا أقدم القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، ولا يمكن إستخدامها في غزة أو أي منطقة مأهولة بالسكان من دون التسبب في مأساة إنسانية كبيرة وأضرار جسيمة.
ولكن وكالة "رويترز" نشرت تقريراً أكدت؛ فيه أنه خلال الأشهر التسعة الماضية زودت إدارة"بايدن" إسرائيل بما لا يقل عن 14 ألف قنبلة بوزن 2000 رطل، علاوةً على 6500 قنبلة بوزن 500 رطل، و2600 قنبلة بوزن 250 رطلاً ، و3000 صاروخ هيلفاير ، و1000 قنبلة خارقة للتحصينات غير محددة، ومن بينها ذخائر أخرى، وقد إستخدمت إسرائيل هذه القنابل في جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة وآخرها "مجزرة مواصي خان يونس".
واستهداف أحد كبار قادة المقاومة الفلسطينية، أمطرت إسرائيل ثمانية أطنان من القنابل الأمريكية على أماكن مكتظة بالمدنيين، في محاولة إسرائيلية فاشلة لقتل القائد العسكري الأعلى لحركة حماس "محمد الضيف"،لعدة مرات، لذلك عندما ظهرت العلومات المخابراتية الإسرائيلية الغير صحيحة، أن "الضيف" يختبئ في مجمع في جنوب غزة، ضربت إسرائيل بالقوة الساحقة، وأصابتها بثماني قنابل وزنها 2000 رطل، وفق أشخاص مطلعون على العملية الفاشلة التي اودت بحياة الكثير من المدنيين العزل، ولهذا عندما نقول؛ ويقول الكثيرون بأنّ أمريكا هي من ترسم وتخطط لكافة المجازر والتجويع في غزة، وأنها ترسل الأسلحة وهي تعلم بأنها تقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل ما أخطئنا وأننا على صواب .
وأن حرب "نتنياهو" الأبدية في غزة، وما خلفتها من خسائر مدنية هائلة هي هدفها إنقاذ نفسه من الإتهامات الموجه له سابقاً بالفساد، ولكن هذه الحرب الخاسرة أدت إلى إضعاف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في مواجهة حزب الله التي تعتبر العدو الأكبر حجماً والأفضل تسليحاً والأكثر إحترافية، وفق مسؤوليين إسرائيليين، وأصبح الجيش الإسرائيلي، الذي أرهقتة غزة، يتطلع بحذر نحو الحرب في لبنان، وبينما تتبادل إسرائيل التهديدات مع حزب الله وهناك مخاوف أن الجيش مرهق وموارده قد إستنزفت بعد تسعة أشهر من الحرب في غزة ودون تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنه.
وختاماً: أوجه رسالة للعالم بأسرة، ولاسيما؛ أمريكا والدول الغربية فلسطين أرض محتلة وليس هناك أي تبرير للرد الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر، وما يقوم به "نتنياهو" الآن في غزة هي جرائم حرب مكتملة الأركان والصمت عنها أو تجاهلها أو دعمها يعتبر مشاركة فعليه، وأجيب على التسأؤلات لماذا مازال"نتنياهو" مصرّاً على إزالة غزة من الخريطة؟، ولماذا تدعمه على تنفيذ هذا كلاًمن؛ أمريكا ودول الغرب؟.
الإجابة؛ لأنه هناك الغاز في البحر مقابل غزة، ولكن ماهو الأبعد من ذلك؟، وبدون الدخول إلى عمق تفكير"نتنياهو"و أحلامه لن نستطيع الوصول إلى الفهم الصحيح، و بدون العودة إلى الوقائع على الأرض سنظل نخمّن، ولنبدأ من السؤال؛ الأهمّ لماذا يتم التضحية بالمحتجزين الإسرائيليين في غزة؟، الإجابة؛ لحماية نفسه من السجن والمحافظة على منصبة السياسي، وهذا يذكرنا أوّلاً؛ بأنه رافض تماماً لأية فكرة عن حتى مسمىّ دولة شكلية للفلسطينيين، و هو في الحقيقة رافض حتى للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية و غزة.
ولكن صمود المقاومة الفلسطينية، ومعهم الشعب الفلسطيني الواعي أفسد خطط و أحلام "نتنياهو" وكل شركاءهُ، وأصبح ما كان يلقي الضوء علية في مخططه الإستيطاني في غزة بدون فلسطينيين، وشواطئ ورمال ومشروع عقاري ضخم جداً يتّسع لأموال رجال الأعمال الصهاينة، وغيرهم، وهذا هو مشروع "جاريد كوشنر" المزعوم الذي أشار؛ في وقت سابق إلى أنه من الممكن تهجير أهل غزة إلى دول أخرىّ، وحينها قال؛ إنه لا تاريخ لـ"غزة " بل هي مجرد قبائل تجمعت في القرن العشرين فيها، وبعض المهجّرين من فلسطين؟، فـ"غزة" التي عمرها 4000 عام وتضم العديد من آثار التاريخ الإنساني العالمي!، أدعىّ أنها لا تاريخ لها!؟.