تعاون وثيق بين الأردن وإسبانيا: مسارات جديدة نحو السلام والتنمية
في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط هناك مسارات جديدة نحو السلام والتنمية، تبرز أهمية تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية بين الدول لتحقيق الأمن والاستقرار، وفى هذا السياق يجتمع ملك الأردن وملك أسبانيا لبحث سبل التعاون ومحاولة التهدئة من توترات الشرق الاوسط.
التأكيد على أهمية التهدئة ووقف العنف وتحقيق السلام
خلال مباحثات ثنائية جرت في قصر الحسينية بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، شدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة توقف العنف المتصاعد في المنطقة.
وأكد على أن هذه التهدئة ليست فقط أمرًا مهمًا لحماية الأمن والاستقرار المحلي، بل تمتد آثارها إلى الاستقرار الدولي.
وأشار الملك إلى أهمية العمل المشترك بين الدول المعنية لتحقيق السلام وخلق بيئة آمنة، ما يساهم في تخفيف التوترات والتهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة والعالم.
العلاقات المميزة بين الأردن وإسبانيا ودورها الإقليمي
أعرب الملك عبدالله الثاني خلال المباحثات الموسعة التي حضرها الأمير فيصل بن الحسين، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف الإسباني، عن فخره بالعلاقات المميزة بين الأردن وإسبانيا التي تعود لأكثر من سبعة عقود.
وأشاد الملك بالدور الريادي الذي تلعبه إسبانيا في تعزيز العلاقات بين الأردن وحلفائه في أوروبا لتحقيق السلام.
وأوضح أن هذه الشراكة ساهمت في بناء جسور تواصل وتفاهم بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، مما أدى إلى تقوية الروابط الاقتصادية والسياسية بين الجانبين.
وأكد العاهل الأردني حرصه الدائم على تعزيز التعاون الثنائي على كافة المستويات، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية.
الدعم الإسباني للمشاريع التنموية وجهود الاستجابة لأزمة اللاجئين
أبدى الملك عبدالله الثاني تقديره الكبير لدور إسبانيا في دعم المشاريع التنموية الهامة في الأردن، وخاصة في ما يتعلق بمشروع تحلية ونقل المياه من العقبة إلى عمان، المعروف بمشروع "الناقل الوطني للمياه".
وأكد على أن هذا المشروع يمثل أحد أهم الركائز في خطط الأردن لمواجهة تحديات المياه. كما عبر الملك عن شكره لإسبانيا لدعمها المستمر لخطة الاستجابة الأردنية لأزمة اللاجئين السوريين، التي تُعد أحد أكبر التحديات التي تواجه الأردن منذ اندلاع الأزمة في سوريا، مشيدًا بالمواقف الإنسانية التي تبنتها إسبانيا تجاه اللاجئين.
التعاون المشترك من أجل السلام والاستقرار الإقليمي
في سياق المباحثات، أشاد الملك عبدالله الثاني بمواقف إسبانيا الشجاعة في دعم جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، وخاصة دعمها لحل الدولتين كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. كما تناولت المباحثات الجهود المستمرة لمضاعفة المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وضمان وصولها بشكل فاعل.
وأكد العاهل الأردني على ضرورة استمرار التنسيق بين الأردن وإسبانيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، من أجل استعادة الاستقرار وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
من جانبه، أعرب الملك فيليب السادس عن دعمه الكامل للأردن في مواجهة التحديات الإقليمية، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية.