مستقبل التعاون بين تركيا ومصر: اتفاقيات اقتصادية واستثمارات صناعية

أكد سفير تركيا في القاهرة، صالح موطلو شن، على أن مصر تعتبر دولة ذات تكامل اقتصادي متميز وجاذبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة التركية.

مصر تتمتع ببيئة اقتصادية مواتية ومستقرة، وتوفر فرصًا جذابة للمستثمرين بفضل اقتصادها المتنوع، ما يجعلها مركزًا مهمًا للشراكات الاقتصادية التركية.

وأشار السفير إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مما يعزز من فرص التعاون المستقبلي بينهما في مجالات متعددة.

اتفاقيات اقتصادية وتقنية جديدة لتعزيز التعاون

في إطار زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا وبتوجيه من الرئيسين السيسي ورجب طيب أردوغان، تم توقيع ما يقرب من 17 اتفاقية شملت مجالات متعددة، غالبيتها ذات طابع اقتصادي وتقني.

تأتي هذه الاتفاقيات كخطوة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وفتح مجالات جديدة للتعاون بين البلدين. تشمل هذه الاتفاقيات تعزيز الاستثمارات المشتركة وزيادة التعاون في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، مما يتيح فرصاً جديدة للشركات التركية والمصرية على حد سواء.

تطوير التعاون في مجالي الصناعة والنقل

وأشار السفير موطلو شن إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها تشمل أيضًا التعاون في مجالي الصناعة والنقل، حيث يعمل الجانبان حاليًا على تنفيذ هذه الاتفاقيات.

تعتبر هذه القطاعات ذات أهمية استراتيجية في العلاقات بين البلدين، حيث يتيح تعزيز التعاون في هذه المجالات نقل التكنولوجيا والخبرات الصناعية، ويسهم في تحسين البنية التحتية للنقل في مصر، ما يسهل التجارة ويعزز الروابط الاقتصادية.

استثمارات ضخمة في المناطق الصناعية المصرية

أعلن السفير عن توقيع اتفاقية بين شركة تركية ووزارة الصناعة المصرية لإنشاء منطقتين صناعيتين في كل من مدينة 6 أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة. هذه المناطق تمتد على مساحة 5 ملايين متر مربع، ومن المتوقع أن تضم 1000 مصنع خلال 5 إلى 10 سنوات.

من المخطط أن توفر هذه المصانع فرص عمل لأكثر من 50 ألف شخص، مما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. هذه الاستثمارات الكبيرة تشير إلى التزام تركيا بتعزيز وجودها الصناعي في مصر، وتؤكد على العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين.

زيادة حجم التجارة بين البلدين  

أكد السفير التركي أن تركيا ومصر تسعيان إلى زيادة حجم التجارة بينهما إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. حاليًا، يصل حجم التجارة إلى نحو 9.5 مليار دولار، باستثناء الغاز الطبيعي المسال، مما يدل على حجم التبادل التجاري القوي بين البلدين.

وأوضح السفير أن هذا الهدف الطموح يمكن تحقيقه في ظل العلاقات المتينة والتعاون المستمر بين البلدين، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا كبيرة للنمو في مجالات متعددة، خاصة مع وجود الاتفاقيات التجارية الحالية التي تسهل التبادل بين البلدين.

قطاع الملابس الجاهزة مجال رئيسي للتعاون

تناول السفير شن أهمية قطاع الملابس الجاهزة في إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى أن تركيا تعد من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم.

يمتاز قطاع الملابس في تركيا بقدرته الإنتاجية العالية والتكنولوجيا المتقدمة التي تستخدمها الشركات التركية. من ناحية أخرى، تتمتع مصر بوفرة في العمالة المدربة وسوق محلي كبير، مما يجعل التعاون في هذا القطاع ذو أهمية خاصة.

تركيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا لتوسيع إنتاج الملابس الجاهزة، خاصة في ظل اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط مصر بالعديد من الأسواق العالمية.

التعاون الإنساني التركي المصري لدعم غزة

تحدث السفير أيضًا عن الجهود المشتركة بين تركيا ومصر لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، خاصة في ظل العدوان المستمر على القطاع.

وأكد أن المساعدات الإنسانية تمثل أولوية قصوى لتركيا، سواء من خلال الحكومة أو المنظمات غير الحكومية مثل الهلال الأحمر وإدارة الكوارث والطوارئ.

تعتبر مصر الممر الرئيسي لإيصال المساعدات إلى غزة بسبب موقعها الجغرافي، وهو ما يجعلها شريكًا أساسيًا لتركيا في هذا المجال.

وأشار السفير إلى أن التعاون المصري التركي في هذا الشأن كان ممتازًا حتى الآن، وأن البلدين يعملان معًا لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، رغم التحديات التي تفرضها العمليات الإسرائيلية على الحدود.