ترامب في قلب الولايات الزرقاء.. تحديات وفرص في السباق الرئاسي الأمريكي 2024
في الأسابيع الأخيرة من السباق الانتخابي الرئاسي، ومع اقتراب موعد الانتخابات يركز دونالد ترامب، المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، على تكثيف حملته في الولايات التي تميل بشكل كبير لصالح الحزب الديمقراطي.
وبعكس التوقعات التقليدية التي تميل إلى التركيز على الولايات المتأرجحة التي قد تحسم النتيجة، يسعى ترامب لتوسيع نطاق حملته الانتخابية في ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا ونيويورك.
هذه الاستراتيجية تظهر تحولًا غير معتاد، حيث يسعى الرئيس السابق لاستقطاب الناخبين في مناطق لطالما كانت معاقل ديمقراطية.
التجمعات الانتخابية في قلب الولايات الزرقاء العميقة
من مهرجان "كوتشيلا فالي" في كاليفورنيا إلى التجمع المرتقب في "ماديسون سكوير جاردن" في نيويورك، يتجه ترامب نحو ولايات يُعتبر الفوز فيها بعيد المنال بالنسبة للجمهوريين.
وعلى الرغم من أن الجمهوريين لا يحملون أوهامًا حول تحقيق انتصار في ولايات مثل كاليفورنيا، التي خسرها ترامب بفارق 29 نقطة مئوية في انتخابات 2020، فإن المرشح الجمهوري يُصر على أن لديه دعمًا غير متوقع في هذه المناطق.
ترامب، الذي ما زال يرفض نتائج انتخابات 2020 ويزعم حدوث تزوير واسع النطاق، يروج لفكرة أنه يتمتع بفرص أفضل مما يتوقعه الجميع في ولايات مثل كاليفورنيا.
انتقادات وتحديات في الولايات الديمقراطية
وبالرغم من سعي ترامب لجذب الناخبين في هذه الولايات، لم تكن حملاته خالية من الانتقادات. في كوتشيلا بولاية كاليفورنيا، أثار تجمعه الانتخابي انتقادات من مسؤولين محليين، حيث عبر عمدة المدينة، ستيفن هيرنانديز، عن رفضه لزيارة ترامب، مشيرًا إلى أن مواقفه لا تتماشى مع قيم المجتمع المحلي، خاصة فيما يتعلق بالهجرة وحقوق النساء والفئات الضعيفة.
هذه الانتقادات تعكس التحديات التي يواجهها ترامب في كسب دعم الولايات الزرقاء العميقة التي تميل تقليديًا إلى الديمقراطيين، حيث يواجه مقاومة واضحة من بعض القادة المحليين.
حشد الدعم وجمع التبرعات
على الرغم من التحديات السياسية والانتقادات المحلية، يرى ترامب وحلفاؤه أن زياراته لهذه الولايات توفر فرصًا كبيرة لجمع التبرعات، خاصة وأن ولايات مثل نيويورك وكاليفورنيا تعتبر موطنًا لعدد كبير من الناخبين والمانحين الجمهوريين. يمكن لهذه التجمعات أن تسهم في تعزيز دعم ترامب داخل الدوائر الجمهورية المحلية، خاصة في السباقات التنافسية على مقاعد مجلس النواب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ترامب يرى في هذه التجمعات الضخمة فرصة لإظهار حجم الدعم الذي يحظى به، معتبراً أن زيادة الحضور في هذه التجمعات قد تكون مؤشرًا على أدائه المحتمل في الانتخابات المقبلة.
استراتيجية ترامب المستقبلية نحو الانتخابات
من الواضح أن ترامب يعتمد بشكل كبير على التجمعات الجماهيرية كجزء من استراتيجيته الانتخابية، معتبرًا أن الحشود الكبيرة تعكس قوة شعبيته.
وإلى جانب زيارته لكاليفورنيا ونيويورك، يخطط ترامب لزيارة إلينوي في الأسابيع القادمة، وذلك في إطار توسيع نطاق حملته الانتخابية لتشمل مناطق تعتبر معاقل ديمقراطية.
كما يخطط للعودة إلى نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث يسعى إلى استقطاب فئات من الناخبين مثل الرجال غير البيض، الذين كانوا تاريخيًا يميلون لدعم الديمقراطيين.
رغم أن ترامب خسر نيويورك بفارق كبير في الانتخابات السابقة، إلا أنه لا يزال مقتنعًا بأن لديه فرصة للفوز بالولاية في الانتخابات المقبلة، مما يجعله يواصل جهوده لجذب الناخبين في مناطق يعتبرها معظم المحللين بعيدة عن متناول الحزب الجمهوري.