تزايد المخاوف الأمنية يدفع الحكومة الإسرائيلية لتغيير موقع اجتماعها
في ظل التوترات المتصاعدة، تعيش الحكومة الإسرائيلية في حالة من الترقب الحذر، حيث دفعت المخاوف الأمنية المتزايدة إلى اتخاذ تدابير غير مسبوقة.
الأوضاع الأمنية الصعبة أجبرت الحكومة على تغيير مقر اجتماعها المقرر سابقًا، لتتجنب المخاطر التي قد تنشأ من انعقاده في المكان المعتاد، عوضًا عن المخبأ الذي تم بناؤه حديثًا في القدس، سيتم عقد الاجتماع في موقع آخر أكثر أمانًا.
قيود مشددة على المستشارين الوزاريين
وفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لن يُسمح للمستشارين الوزاريين بحضور اجتماع مجلس الوزراء، الذي سيتم عقده في الموقع الجديد وسط إجراءات أمنية استثنائية.
أبدى الوزراء استغرابهم من رسالة تلقوها صباح الاثنين تُبلغهم بنقل مكان الاجتماع إلى موقع يفتقر إلى مرافق كافية، حيث لا يحتوي على مواقف سيارات أو مناطق انتظار مخصصة للمساعدين.
كما أكدت الرسالة على منع دخول الأسلحة إلى المبنى، مما يعني أنه في حال حضروا مع حراس شخصيين مسلحين، فلن يُسمح لهم بالدخول حاملين أسلحتهم.
استبعاد المخبأ الجديد رغم التهديدات
على الرغم من التهديدات الأمنية المرتبطة بهذا القرار، قررت الحكومة الإسرائيلية عدم عقد الاجتماع في المخبأ الجديد الذي تم بناؤه خصيصًا تحت الأرض خارج القدس.
وجاء هذا التغيير بعد هجوم طائرة مسيّرة شنه حزب الله اللبناني على مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية، ما دفع السلطات لإعادة النظر في بروتوكولات الأمان بشكل كامل.
تفعيل بروتوكول أمني جديد
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تجتمع في مكتبه الرسمي أو في مقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب بسبب "المخاوف الأمنية"، وأن بروتوكولًا أمنيًا جديدًا قد دخل حيز التنفيذ بدءًا من اليوم.
يُلزم البروتوكول الجديد الحكومة بعدم الاجتماع في مكان ثابت بعد الآن، بل سيتم نقل الاجتماعات بصورة دورية لتجنب أي هجمات قد تستهدف السياسيين أو المواقع الحكومية الرمزية.
تصاعد الصراع مع حزب الله
وفي تطور آخر، أعلن حزب الله اللبناني في الثاني والعشرين من أكتوبر مسؤوليته عن الهجوم على منزل نتنياهو باستخدام طائرة مسيّرة صغيرة انفجرت في نافذته.
إثر هذا الهجوم، وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع السيناريوهات الأمنية المحتملة أمامه، وأكد رئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي استعدادهم لمواجهة أي تهديد محتمل يظهر في أي مكان وزمان، مشيرًا إلى أنهم قاموا سابقًا بتوجيه ضربات لأنظمة استراتيجية في إيران.
تهديدات إيرانية بالرد
في المقابل، ردت إيران على التصعيد الإسرائيلي بتأكيد استعدادها لاستخدام جميع الأدوات المتاحة للرد على الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية في أراضيها.
وفي مؤتمر صحفي، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن إيران ستقدم ردًا "حاسمًا وفعّالًا" على ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني"، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتردد في اتخاذ أي إجراء دفاعي لحماية أمنها.
استمرار الضربات المتبادلة
نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات جوية على أهداف عسكرية في إيران خلال الساعات الأولى من صباح السبت، كرد على ما وصفته تل أبيب بالقصف الباليستي الإيراني على أراضيها في وقت سابق من الشهر.
وصرح بنيامين نتنياهو أن الهجوم الجوي كان "دقيقًا وقويًا" وحقق جميع أهدافه.
في المقابل، أطلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تحذيرًا واضحًا، مفاده أن القيادة الإيرانية ستتخذ أفضل السبل للرد على هذه الضربات، لتؤكد بذلك أن الصراع بين الطرفين في تصاعد مستمر.