1 نوفمبر 1973.. لماذا لغت أمريكا 160 رحلة طيران يومية؟
استخدمت الدول العربية خلال حرب 6 أكتوبر 1973، وهي الحرب التي خاضتها مصر وسوريا بدعم من الدول العربية الأخرى ضد إسرائيل، استخدمت الدول العربية وقتها سلاحا فريدا وهو النفط، فمنعت تصدير النفط إلى إسرائيل والدول الداعمة لها، فكيف بدأ الأمر وما نتائجه؟
نقطة البداية
بدأت بحرب 6 أكتوبر 1973، وهي الحرب التي قامت بها كلا من مصر وسوريا بالإضافة لاشتراك بعض الدول العربية سواء عبر إرسال جنودها أو الدعم المالي، أو حتى الضغط على إسرائيل وحلفائها، وكلنت الحرب لاسترجاع المدن العربية التي كانت إسرائيل قد احتلتها في عام 1967.
وعندما بدأت مصر وسوريا التحرك والحرب على إسرائيل، هنا حاء داعم إسرائيل الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، فدعمت الاحتلال الإسرائيلي آنذاك ولا تزال تدعمها حتى الآن.
وفي هذه اللحظة قررت الدول العربية أيضا التدخل في الحرب ودعم مصر وسوريا، فحظرت تصدير النفط لإسرائيل والدول الداعمة لها وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وذلك منذ يوم 17 أكتوبر 1973، وذلك بهدف الضغط على هذه الدول وإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية، الأمر الذي أحدث ضررا واضحا على إسرائيل والدول الداعمة لها.
دول حظرت التصدير
وتبنت عدة دول عربية هذا القرار وأبرزهم المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي كان أول ملك يتخذ القرار، وكان قد وعد الرئيس المصري أنور السادات قبلها بأنه سيستخدم سلاح النفط كوسيلة للضغط على إسرائيل في حالة قررت مصر أن تحاربها.
وتبعته عدة دول عربية أخرى لدعم القضية الفلسطينة واسترداد الأراضي التي سلبتها إسرائيل ومن هذه الدول: العراق وقطر والجزائر والكويت والإمارات.
وعد العرب باستخدام النفط
وقبل اندلاع الحرب كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان قد أشار إلى امكانية استخدام النفط كسلاح للضغط على إسرائيل، موضحا أن السعودية وبعض الدول الأخرى قد وعدته باستخدام هذا السلاح إذا بدأت مصر عملياتها العسكرية لاسترداد الأراضي التي سلبتها إسرائيل منها في عام 1967
دعم أمريكا ودعم العرب
وبعد مرور أسبوع واحد على الحرب وتحديدا في يوم 13 أكتوبر 1973، قررت الولايات المتحدة الأمريكية عمل حسر حوي تدعم به إسرائيل أثناء الحرب، وهو ما دفع الدول العربية لدعم مصر وسوريا أيضا عن طريق قرار حظر النفط.
واجتمع وزراء دول الخليج العربي في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الكويت، وقرروا زيادة أسعار النفط بنسبة بلغت 70%.
وعقب ذلك قرر الوزراء العرب منع تصدير النفط للولايات المتحدة تماما.
توقف الحرب واستمر الحظر
وعقب توقف الحرب في يوم 26 أكتوبر 1973، ظلت الدول العربية تستخدم سلاح النفظ واستمر حظر تصدير النفط، وفي يوم 4 نوفمبر 1973، قرروا زيادة خفض الانتاج بنسبة 25%، وقرروا ضم هولندا والدانمارك وجنوب إفريقيا والبرتغال فضلا عن عدة دول أخرى لقرار الحظر.
النفط للدول الداعمة
وفي يوم 26 نوفمبر 1973 عقد مؤتمر القمة العربية السادس والذي تقرر فيه أن شرط الحصول على النفط من الدول العربية هو التزام هذه الدول بتأييد القضية العربية.
النفط للانسحاب
ثم قررت الدول العربية في يوم 8 ديسمبر 1973 أن إلغاء حظر النفط يرتبط بشكل مباشر بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة.
الغاء حظر النفط
إلى أن قررت الدول العربية في يوم 17 مارس 1974 الغاء قرار حظر تصدير النفط تماما بعد المشاورات العديدة وبعد أن انتهى الاشتباك بين مصر وإسرائيل.
نتائج حظر تصدير النفط
ولا شك أن سلاح النفط كان فعالا حيث أثر على العديد من الدول وأرغم عدة دول منها بريطانيا وفرنسا على تبني الحياد وعدم استخدام مطاراتها لنقل العتاد إلى إسرائيل خوفا أن يتم حظر تصدير النفط إليها.
أوروبا تطالب إسرائيل بالانسحاب
وطالب وزراء خارجية الدول الأوروبية إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية في يوم 7 نوفمبر 1973، وذلك بسبب الأضرار التي خلفها قرار حظر تصدير النفط على اقتصاد هذه الدول.
وقد تكبدت الولايات المتحدة الأمريكية خسائر اقتصادية كبيرة بسبب هذا القرار، كما خسر سوق الأوراق المالية 97 مليار دولار.
أمريكا تلغي 160 رحلة طيران
وألغت شركات الطيران الأمريكية حوالي 160 رحلة طيران يومية في يوم 1 نوفمبر 1973، وذلك لمواجهة أزمة الوقود، وواجهت الولايات المتحدة الأمريكية مشكلات أخرى تتعلق بالمواصلات الداخلية فواجه أصحاب السيارات صعوبة بالغة في الحصول على النفط، وازدحمت محطات الوقود بالناس الراغبين في التزود بالوقود لسياراتهم.
ارتفاع سعر النفط
وارتفع سعر برميل للنفط الواحد آنذاك من 2.32 دولار إلى حوالي 11 دولار للبرميل الواحد، ورغم استمرار الحظر إلا أن سلاح النفط كان فعالا في ردع الدول ومكن الدول العربية من رفع سعر النفط فيكون لها السيادة في هذا المجال.